دراسات شرق أوسطيةدراسات مغاربية

من الخضراء تونس.. متى يعلنون وفاة العرب؟

محمد عبدالرحمن عريف

أحاول منذ الطفولة رسم بلادٍ تسمى مجازًا بلاد العرب تسامحني إن كسرت زجاج القمر… وتشكرني إن كتبت قصيدة حبٍ، وتسمح لي أن أمارس فعل الهوى ككل العصافير فوق الشجر…

أحاول رسم بلادٍ… لها برلمانٌ من الياسمين. وشعبٌ رقيق من الياسمين. تنام حمائمها فوق رأسي. وتبكي مآذنها في عيوني. أحاول رسم بلادٍ تكون صديقة شعري. ولا تتدخل بيني وبين ظنوني. ولا يتجول فيها العساكر فوق جبيني.

هكذا كتب نزار قباني عن هؤااء العرب..

يحدث ما يحدث ولم نسمع صوت العرب ولا جامعتهم.. نعم أدانت تونس بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأعربت في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية التونسية عن تعازيها للشعب الفلسطيني بالشهداء الذين ارتقوا في القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي. وجددت تونس دعمها الثابت للقضية الفلسطينية ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضالاته، من أجل استرداد حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

هو صوت تونس يخرج ليؤكد التزام تونس الثابت بدعم الشعب الفلسطيني، ودعوة المجتمع الدولي والأطراف المعنية إلى إلزام الاحتلال باحترام قرارات الشرعية الدولية، لا سيّما قرارات مجلس الأمن الدّولي.

هي ثقة تونس بأن إرادة أبناء فلسطين “شعب الجبّارين” ستنتصر في النهاية، مهما اشتدت الأزمات وتتالت المحن وتعدّدت الاعتداءات. فقد أدانت تونس بشدة، الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، معربة عن تعازيها للشعب الفلسطيني بالشهداء الذين ارتقوا في القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي.

لقد تابعنا ما قاله الرئيس التونسي قيس سعيد، إن غزة عفرت آلة الحرب الإسرائيلية الحديثة بالتراب، في إشارة إلى بسالة المقاومة الفلسطينية في التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وسبق أن نشر الرئيس التونسي، قيس سعيد، على صفحته الرسمية على “تويتر”، تغريدة جديدة خصها حول الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والمسماه بـ”الحزام الأسود”. وكتب سعيد: “وتأبى غزة إلا أن تبقى قبلة العز، في زمن تحاول فيه مخلفات الاستعمار إعادة الأمة إلى حضيرة التبعية المهينة”. وتابع الرئيس التونسي: وحسب غزة وهي تعفر آلة الحرب الاسرائيلية الحديثة في التراب بشارة من لا ينطق عن الهوى (ص) الذي بشر بقوله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.

هو جيش الكيان الإسرائيلي من قام، فجر الثلاثاء الماضي، باغتيال القيادي البارز في “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لحركة “الجهاد الإسلامي”، بهاء أبو العطا، ما دفع الحركة في قطاع غزة إلى إطلاق مئات القذائف الصاروخية صوب المستوطنات والبلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وأعلنت إسرائيل، الخميس، وقف عملية “الحزام الأسود” على قطاع غزة التي بدأتها فجر الثلاثاء الماضي، وأدت إلى مقتل 34 فلسطينيًا وإصابة 111 آخرين بعد جهود ووساطات بذلتها مصر والأمم المتحدة لوقف حالة التصعيد على جبهة غزة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

في الوسط أعلنت مصادر مصرية مسؤولة، في وقت سابق، إنه تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة، بدأ من فجر أمس الخميس، برعاية مصرية.

لكن يبقى أنني:

أحاول رسم بلادٍ تسمى مجازًا بلاد العرب

رسمت بلون الشرايين حينًا وحينًا رسمت بلون الغضب.

وحين انتهى الرسم، ساءلت نفسي: إذا أعلنوا ذات يومٍ وفاة العرب…

ففي أي مقبرةٍ يدفنون؟ ومن سوف يبكي عليهم؟.

فهل من الخضراء تونس.. يعلنون وفاة العرب؟

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى