من تاريخ الحرب العالمية الثانية: الأسباب، الأحداث والنتائج

ما كاد العالم يتخلص من مخلفات الحرب العالمية الأولى، إلا وكانت نتائجها بالإضافة إلى أزمة 1929 الاقتصادية (الكساد العظيم) أسبابا غير مباشرة لاندلاع الحرب العلمية الثانية ، حيث ساهمت في قيام الأنظمة الديكتاتورية التي نهجت سياسة التوسع، مما أدى إلى التحالفات، فتشكلت دول المحور ودول الحلفاء، واندلعت الحرب في 1939، وبدأت بانتصارات سريعة لدول المحور، لكنها انتهت بانهزامها سنة 1945.

أسباب الحرب العالمية الثانية

ساهمت مجموعة من العوامل في قيام الحرب العالمية الثانية، ومنها:

مخلفات الحرب العالمية الأولى، حيث عملت الدول المنتصرة على معاقبة ألمانيا بشروط قاسية مما دفع الألمان بعد وصول هتلر للحكم إلى الانسحاب من عصبة الأمم والعمل على مراجعة مسألة الحدود والعودة للتسلح، أما إيطاليا المنتصرة فأصيبت بخيبة أمل كبرى لعدم تحقيق مطامعها التوسعية، فانسحبت من عصبة الأمم وتوسعت بأثيوبيا.

تكوين عدة أحلاف، أهمها مجموعة الحلفاء (فرنسا، بريطانيا..)ودول المحور (ألمانيا، ايطاليا، اليابان..)، وإنشاء وحدة الأنشلوسبين النمسا وألمانيا التي وقعت معاهدة عدم اعتداء مع الاتحاد السوفياتي استعدادا لحرب قادمة.

التسلسل التاريخي لأحداث الحرب العالمية الثانية

– قامت اليابان بغزو مدينة منشوريا الصينية عام 1931 وسيطرت عليها، بعدها بعامين 1933 قام الحزب النازي في ألمانيا تحت قيادة الزعيم النازي أدولف هتلر، الذي جعل ألمانيا تعود من جديد إلى التسلح كما غيرت من سياستها الخارجية، في عام 1938 بدأ هتلر بالتحرك لتوسيع الإقليم الشرقي لألمانيا.

– في عام 1937، قامت اليابان بغزو شامل للأراضي الصينية، بدءا بالقصف المركز على مدينتي شنغهاي وجانزوهو وحدوث مجزرة النانكنج.

– في ذلك الوقت في أوروبا، قامت ألمانيا وقد انضمت إليها إيطالي في تصعيد اللهجة والخطاب السياسي الخارجي.

– الحكومة البريطانية تحت قيادة نيفيل تشامبرلين، وصفت الإتحاد السوفياتي بأكبر قوة معادية ومهددة في أوروبا، كما قامت بريطانيا وفرنسا باستخدام سياسة الاسترضاء، أملا بأن تكون ألمانيا درعا في مواجهة الإتحاد السوفياتي وإيقاف انتشار نفوذه.

– أخيرا، في سبتمبر عام 1939، قامت ألمانيا بغزو بولندا بالاشتراك مع الإتحاد السوفياتي، مما أدى ذلك إلى نشوب الحرب مرة أخرى في أوروبا.

– بداية لم تقم فرنسا أو بريطانيا بإعلان الحرب على ألمانيا، بل حاولتا الاتصال مع هتلر عن طريق القنوات الدبلوماسية، ولكن هتلر لم يستجب إطلاقا لهذه النداءات، بعدها قامت بريطانيا وفرنسا بإعلان الحرب ضد ألمانيا. خلال عامي 1939 – 1940، قامت هناك بعض المناوشات بين الطرفين ولكن لم ينوي أحد الجانبين الالتحام مباشرة بالطرف الآخر، وسميت هذه الفترة بالحرب المزيفة.

– في ربيع عام 1940، قامت ألمانيا بغزو الدنمارك والنرويج، بعدها فرنسا وبعض الدول الأخرى مبكرا في الصيف.إيطاليا أيضا قامت بإعلان الحرب ضد بريطانيا وفرنسا عام 1940.

– وجهت ألمانيا سهامها لبريطانيا، وقامت بمحاولة قطع سبل المعونات والمعونات الجوية حتى تقوم بعمل حصار بحري على الجزيرة البريطانية.

– لم تستطع ألمانيا فرض حصار بحري على بريطانيا، عوضا عن ذلك كثفت ألمانيا الهجمات على الأراضي البريطانيه خلال الحرب. من جهتها حاولت بريطانيا بتركيز المواجهة مع القوات الألمانية والإيطالية في حوض البحر المتوسط.

– استطاع الجيش البريطاني تحقيق نجاح محدود في حوض البحر المتوسط، رغم ذلك، فشلوا في منع المحور من احتلال منطقة البلقان*.

– استطاع البريطانيون النجاح بصعوبه في مسرح البحر المتوسط، وذلك بإحداث أضرار بالغه في الأسطول البحري الإيطالي، وبأول هزيمة أحدثوها للجيش الألماني في معركة بريطانيا*.

تزايد حدة الحرب العالمية الثانية

في يونيو 1941 وذلك عندما قامت ألمانيا بغزو الإتحاد السوفياتي، الذي أجبر الأخيرة على انضمامها كحليف لبريطانيا في الحرب، كانت الهجمات الألمانيه ناجحه جدا وبنتائج جيده على صعيد الأراضي السوفياتيه إلى حين حلول الشتاء بدأت هذه الهجمات تتعثر.

– بعد غزو الأراضي الصينية والصين الفرنسية عام 1940، اليابان كانت على موعد بزيادة العقوبات الإقتصادية عليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة وهولندا. حاولت اليابان تقليل هذه العقوبات من خلال القنوات الدبلوماسيه مع الأطراف وذلك بالمفاوضات، هذه المفاوضات لم تسفر عن شئ الأمر الذي دفع وتيرة الحرب إلى الزيادة عندما قامت اليابان بشن هجمات سريعه على أراضي الولايات المتحدة بما تسمى حادثة بيرل هاربر أو ميناء بيرل والمستعمرات البريطانيه في جنوب شرق آسيا، بعد الهجمة على بيرل هاربر، قامت ألمانيا بإعلان الحرب على الولايات المتحدة أيضا، وبحدوث ذلك دخلت الولايات المتحدة في توتر عسكري مع اليابان، الأمر الذي أدى إلى توحيد الحرب في آسيا وأوروبا إلى حرب عالمية واحدة.

– بدلا من أن يقوم المحور بجني نتائج إيجابية، في عام 1942 بدأ التراجع عندما قامت الولايات المتحدة بالفوز في معركة ميدواي Midway أمام اليابان غير أن 4 من حاملات الطائرات اليابانية تدمرت، الألمان أيضا تراجعوا أمام الهجمات الأنجلو أمريكية في إفريقيا، والألمان أيضا جددوا هجماتهم على الإتحاد السوفياتي في الصيف ولكن لم تكن كذي قبل.

– أدى ذلك عام 1943 إلى هزيمة الألمان في معركة ستالينجراد من قبل الجنود السوفييت، وبعدها في معركة كورسك (أكبر معركة تستخدم فيها المدرعات الثقيلة في التاريخ الحديث) كما بدأت القوات الألمانيه بالتقهقر من إفريقيا، وبدأت قوات الحلفاء في التقدم لشمال إيطاليا من خلال صقلية، أجبر ذلك إيطاليا على توقيع معاهدة استسلام عام 1943. وعلى صعيد المحيط الهادي، بدأت القوات اليابانيه بفقد السيطرة على الأراضي التي احتلتها وذلك لأن القوات الأمريكيه بدأت تسيطر على جزيرة تلو الأخرى في المحيط الهادئ.

– في عام 1944، بدأت كواليس الحرب واضحة وذلك بأن دول المحور قد فقدت زمام الأمور، ألمانيا بدأت تتقهقر من هجمات الإتحاد السوفياتي من خلال ضغط الهجمات على الأراضي السوفياتيه المحتلة وبولندا ورومانيا من الشرق، ومن الغرب قامت قوات الحلفاء بغزو عمق أوروبا أدى ذلك إلى تحرير فرنسا والوصول إلى حدود ألمانيا الغربية، في نفس الوقت استطاعت اليابان شن هجمات ناجحه على الصين، كان الأسطول الياباني يعاني الأمرين في المحيط الهادئ، ذلك أدى إلى إحكام القوات الأمريكية السيطرة على المطارات وذلك من خلال قصف بعيد المدى لطوكيو.

انتهاء الحرب العالمية الثانية

عام 1945 وذلك في معركة الثغرة (آخر هجمة مرتدة من ألمانيا للجهة الغربية) في وقت سيطرت القوات السوفياتيه على برلين في شهر مايو، هذه الخسائر أدت إلى استسلام ألمانيا، المسرح الأسيوي أيضا شهد سيطرة القوات الأمريكية على الجزر اليابانيه (أيوجيما، أوكيناوا، في نفس الوقت كانت القوات البريطانيه قد أحكمت سيطرتها على جنوب شرق آسيا، مما أدى ذلك إلى استسلام اليابان. أخيرا كان الغزو السوفياتي لمانشوكو ، وقامت الولايات المتحدة برمي قنابل ذرية على الأراضي اليابانية (هيروشيما وناجازاكي).

نتائج الحرب العالمية الثانية

ـ الخسائر البشرية والمادية فى الحرب العالمية الثانية

خلفت الحرب أعدادا كبيرة من القتلى مدنيين وعسكريين (أكثر من 50 مليون) مدن بين الدول المنهزمة وحتى المنتصرة بسبب استعمال أسلحة متطورة كمادمرت بكاملها، وقد كانت لذلك عواقب ديمغرافية كارتفاع الوفيات وقلة الولادات.

دمرت الحرب العالمية الثانية

البنيات الاقتصادية والاجتماعية وطرق المواصلات فتراجع إنتاج القمح والفحم والفولاذ مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتراجع الدور الاقتصادي لأوربا.

النتائج السياسية فى الحرب العالمية الثانية

أدت الحرب العالمية الثانية على تغيير موازين القوى على الصعيد العالمي حيث عقد الحلفاء عدة مؤتمرات فرضوا خلالها مجموعة من المعاهدات على الدول المنهزمة (باستثناء ألمانيا المنقسمة)، كما أن مؤتمر يالطا 1945 وضع خريطة العالم لما بعد الحرب. كما تغيرت حدود أوربا بعد تقسيم ألمانيا وظهوردول جديدة.

تأسست هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 على أنقاض عصبة الأمم للحفاظ على السلم العالمي ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وختاما تعد الحرب العالمية الثانية مرحلة مهمة في تاريخ العالمالذي لازال يعيش بعض مخلفاتها.

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button