نظرية ماكندر قراءة جديدة في ظل الهيمنة الأمريكية
كون الاهتمام بموضوع الجيوبولتكس عند القيادات السياسية العالمية المختلفة أهمية استثنائية لارتباط ذلك الموضوع الحيوي بحياة ونمو الدول أو اندثارها، وتكمن هذه الأهمية في إدراك الجميع خطورة مسببات الأوضاع العكسية لهذا النشاط على الكيانات – الدولية في ظل احتدام الصراعات وتأثيراتها في المنطقة الأعم مما يحيط ببؤر الأحداث.
ولذلك فان الارتباط المتلازم بين فعل الدولة وتأثيراتها في ما يحيط بها ويتفاعل معه، يتأتى أغلبه من الفعل الجيبولتيكي لها، مع ما يرافق ذلك الفعل من نمو قدرات القوة بالطريقة التي تنظم مساراتها وتفاعلاتها القريبة والبعيدة في التأثير في مسارات الأحداث وتوجهاتها. فحوى النظرية.
و لقد كونت نظرية الجغرافي البريطاني (هالفرد م اكندر Halford Mackinder) خلاصة عامة لما يحيط بعلم الجيوبولتكس واهتمامات الدول فيه، خصوصا أنه كان متابعا تطوير وتحديث نظريته بما يستجد من تطورات وأحداث على المسرح السياسي، ابتداء من الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. فقد كتب أن ۱۲/ ۹ من سطح الكرة الأرضية تغطية المياه أما اليابس فيشمل ۳/ ۱۲ فقط، وتمثل جزيرة العالم (World Island) جزأين منها وتشمل هذه كل من قارات أوربا وآسيا وأفريقيا مجتمعة أما الجزء المتبقي فتشغله كل من قارات أمريكا الشمالية والجنوبية واستراليا، وهذه كلها تعاني عيوبا استراتيجية تتميز بها مناطق الخطوط الخارجية.
وأكد أن الجزيرة العالمية التي لا تستطيع السيطرة عليها الا قوة برية تستطيع أن تجعل من تلك القوة البرية العظيمة أعظم قوة بحرية أيضا، لأن السيطرة على منطقة السويداء (Heard land) تفضي إلى حكم العالم وذلك لأن القارات الثلاث (أوربا وآسيا..
