دراسات سياسية

نموذج من تحليل التوتاليتارية “الشمولية”

تعتبر “آنا أروندت” من أهم من قام بتشريح هذه الأفكار كي تبدو على حقيقتها.

ولدت لعائلة يهودية في عام 1906 في مدينة ( كوينكسبيرغ). درست الفلسفة في عام 1924. تعرفت على أهم الفلاسفة من بينهم ( هيدجر،هوسرل). في سن 23 نشرت أطروحتها للدكتوراه وكانت بعنوان ( مفهوم الحب عند سان أوغستان).هربت من النازية في عام 1933 واستقرت في فرنسا.تركت فرنسا في عام 1941 باتجاه الولايات المتحدة وبدأت تعمل في الصحافة. اتخذت مواقف كثيرة أهمها رفض قيام دولة إسرائيل. انتقدت في مؤلفتها الإمبريالية والعداء للسامية.

من أهم مؤلفاتها الستة: أصول أو أسس الشمولية 1951، ظرف الإنسان الحديث 1958،أزمة الثقافة 1961، محاولة حول الثورة 1963، الحياة السياسية من الكذب إلى العنف. بالنسبة لنا سنختار من بين هذه المؤلفات تحليلها للشمولية و الذي جاء في مرجعها الهام ” النظام الشمولي”.

تطرح “أروندت” فرضيتها القائلة بأن عوامل التشابه بين الفاشية و الشيوعية هي أكثر من عوامل الاختلاف، فكلاهما يمكن تصنيفه في فئة واحدة متفردة هي الشمولية. وأهم مثال على ذلك عند الكاتبة هي ألمانية النازية وروسيا الستالينية. وتؤكد الكاتبة أن الشمولية تختلف بجوهرها عن جميع الأشكال المعروفة للاستبداد، الطغيان أو الديكتاتورية. وهذه في كل مكان وصلت إليه إلى السلطة.

فالشمولية من وجهة نظرها أحدثت مؤسسات سياسية جديدة كليا، لقد دمرت كل التقاليد الاجتماعية،القانونية و السياسية للدول التي حكمتها. والنظام الشمولي يحول دائما جميع الطبقات إلى جماهير، يبدل النظام بأحزاب،ليس بدكتاتوريات ذات حزب واحد، ولكن بحزب للجماهير، ينقل مركز سلطة الجيش والأمن، ويضع في التنفيذ سياسة خارجية تريد الهيمنة على العالم.

أولا ـ الشمولية كظاهرة جماهيرية.
الشمولية هي حركة “للجماهير”.و لكن “أروندت” تعطي معنى دقيقا وخاصا لمفردة “الجماهير”،غير المعنى الذي تبنته الماركسية أو الاشتراكية، الذي يشير إلى ” الطبقات الكادحة”. “أروندت” أطروحتها هي على العكس من ذلك، الجماهير أو التكتلات الجماهيرية التي عليها ومعها الحركات الشمولية تريد التحرك والقيام بسلوكها وأفكارها ليس عبارة عن طبقات،بمعنى ليست مجموعات منتظمة مبنية،لها حالة معينة،أو هوية و أهداف واضحة دقيقة في البناء الاجتماعي الكامل أو العام، ولكن هي مجموعات غير منتظمة، غير متبلورة وليس لها شكل، جاهزة، وهي بهذه البنية، لكل التحولات ولكل المغامرات.

أيضا تشير “أروندت” إلى أن الشموليات لم تكن حركات أقلوية، أخذت في قبض بعض الرجال الذي سيغتصبون هذه الجماهير ويضحكون عليها. بل تمت مساعدتها بشكل فعال من قبل أغلبية السكان. فلا هتلر ولا ستالين لم يصلا إلى السلطة ولم يبقيا فيها لو أنهم لم يحصلوا على ثقة الجماهير. فلا يمكن الاستناد كثيرا في حالتهما على أنهما حصلا على هذه الشعبية من خلال انتصار دعاية سياسية كاذبة ومتناغمة مع الجهل والغباء. والسؤال هو معرفة لماذا العديد من السكان أو الشعوب وجدت متمركز في حالة أو وضع عقلية أو معنوية حيث استطاعت تقاسم المشاريع مع الشموليات وشاركتها جرائمها. وهذا ما يجعلنا ننتقل للفقرة الثانية في محاضرتنا وهي :

ثانيا ـ تدمير “الجماهير”.
هناك ظاهرة سبقت وفق “آنا أروندت” تحويل الشعب إلى جماهير أو كتلة من البشر: وهي التطور الرأسمالي والذي أحدث تغيرات في المجتمع من خلال قطيعة مع التضامن التقليدي القائم في هذا المجتمع. ففي البلدان التي انتصرت فيها الشيوعية، التطور الرأسمالي لم يذهب بعيدا، ولكن عناصر أخرى بقيت موجودة. في روسيا السكان كان بإمكانهم أن يصبحوا جماهير أو كتلا بشرية لأن السكان الريفيون لم يكونوا يشكلون طبقات. من جهة أخرى، الشيوعيون أنفسهم التزموا بتفكيك أو تدمير المجتمع من أجل الذهاب إلى عمق منطقهم في التفكير.

فمن أجل تحويل الدكتاتورية الثورية عند لينين إلى نظام شمولي بالكامل،ستالين كان بداية مجبورا بخلق أو إنشاء وبشكل مصطنع هذه المجتمع المتذرر ” من ذرة” حيث الظروف التاريخية كانت قد تهيأت مسبقا في ألمانيا عند النازيين. النازيون وجدوا جماهيرً غير متبلورة أو لا شكل لها، البلشفيون دمروا “القروية” أو طبقة القرويين، ثم الطبقة العمالية، وبعد ذلك بيروقراطية الحزب والدولة نفسها، حيث 50% من بيروقراطية الدولة تمت تصفيتها بين عامي 1936 و1938.

مهما كان السبب الدقيق للتدمير في كل حالة من هذه الحالات، يبقى أن الحركات الشمولية نشطت بين سكان ضائعين ولم يستطيعوا العمل والحركة إلا بين هكذا نوعية من السكان. في الواقع مصطلح “الجماهير” وفق ـ آنا أروندت ـ يطبق فقط على ناس لأسباب متعددة لم يستطيعوا الاندماج في أية منظمة أو تنظيم مؤسس على المصالح المشتركة، أحزاب سياسية،مجالس بلدية،منظمات مهنية أو نقابية. و”الجماهير” توجد في جميع البلدان بشكل قوي،وتشكل الأغلبية من تلك الطبقات الضخمة من الناس الحيادية والمتشابه سياسيا، والتي تصوت بشكل نادر ولا تنتمي نهائيا لأي حزب.

السكان في البلدان المتطورة حيث ظهرت الشمولية كانوا في أغلبيتهم” مادة أولية” جيدة كي يتحولوا إلى جماهير أو كتل بشرية لأنه لم يكن لديهم سوى وعي سياسي ضعيف. لم يكونوا مرتبطين بمؤسسة سياسية بمعنى المؤسسة، بل ساندوا بعض الأحزاب التي تمثل مصالحهم كطبقة تسمى “الجماهير” ولكن هذه المساندة لم تقم أو تتأسس على قيم محددة أهمها “المواطنة والتي تجعلهم يشعرون كأفراد وشخصيات مستقلة بأنهم مسؤولون عن قضايا كبيرة تتعقل بالدولة ككل”.من هنا نستطيع الاعتقاد بأن المواطنين في الدول الأوربية ارتبطوا بشكل كبير إلى الديمقراطية التمثيلية، هذا الارتباط كان في الحقيقية سطحيا جدا.لأنه في الدقيقة التي سقطت فيها جدران الحماية لهذه الطبقات، تحول هؤلاء المواطنون أو في معظمهم إلى كتلة جماهيرية كبيرة مشكلة من أفراد ساخطين.

ثالثا ـ اللامبالاة.
هذه الجماهير الغير موجه بل الضائعة، وليس لها مصالح خاصة ومحددة يمكن أن نسميه أو نطلق عليها مصطلح” اللامبالاة”. على هذه الحالة من اللامبالاة الحركات الشمولية تستند وبشكل متناقض من أجل إطلاقهم في مشاريع خطرة جدا، وهي إيديولوجيات شمولية يأتي في طليعتها ما يسمى : بناء الاشتراكية،تنقية العرق وغزو العالم ..إلخ

النظام الشمولي لم يؤسس،كما النظام الاستبدادي، على انتصار المصلحة العامة، لأنه جاهز تماما للتضحية بالمصالح الحيوية فورا. وفي هذه الحالة يلتقي بجماهير جاهزة لهذه التضحية، من أجلها ومن أجل الآخرين، ليس بسبب الإيجابية التي تحركها وتدفعها، بل لأنها لا تمتلك ارتباطا خاصا بها يمكن أن يقف أمام ارتباطها بالشمولية.
وهنا علينا أن نعرف هذه “اللامبالاة” عند هؤلاء ليس بالمعنى المثالي للمصطلح، فالكلمة”لامبالاة” تفهم في هذه الحالة من خلال اختلاط عقلي،وغياب أي نقط واضحة، وهذه نتيجة لانهيار البنية الاجتماعية الداخلية. إنها حالة مرضية تؤدي لنتائج خطيرة، حيث “اللامبالاة” في جميع الأحوال،ستسمح لهذه الجماهير بالقبول بالاعتقاد والعمل خلف الإيديولوجيات الشمولية، وحتى القبول بالموت. فهي تحرر أيضا ما بداخلهم من شعور إجرامي وتطلق غريزة الموت.

ومن أجل الحفاظ على هذه الحالية المرضية من قبل الأنظمة الشمولية، هذه الأنظمة ستسهر على منع بناء إي “جماعة مستقلة” يمكنها أن تؤدي إلى تغيير في البنية والجوهر لدى الجماهير. ستقضي على جميع الجماعات الاجتماعية التي لم تخلقها هذه الأنظمة بيدها والتي لا تقودها بنفسها، مهما كان سبب وجودها: جماعات نقابية،سياسية، مهنية،عرقية أو حتى جماعات تهتم بحماية الحيوانات. وتعلن هذه الجماعات عدوة لها وتهددها بشكل دائم.

أما ظاهرة تفكيك وتذري الجماهير، التي تأتي بعد إعادة تنظيمها من قبل الحزب “القائد”، هي مستقلة بشكل كبير عن الإيديولوجيا. ففي هذه الحالة الإيديولوجيا تلعب دورا ضعيفا وخاصة في حالة الفاشية و النازية. فتنظيم الجماهير سيحدث من خلال سلوك مسرحي ودرامي أكثر مما هو سلوك فكري عقلي، حيث نرى المظاهرات الدائمة،الحركات الجماهيرية ، الاحتفالات في كل مكان..إلخ

الأحزاب الشمولية.
على تلك الجماهير المفككة و المتذررة تبنى الحركة أو الحزب الشمولي. بالنسبة للدعاية أو البروباجندا، إنها في الغالب موجه نحو الخارج. أما في الداخل فيمارس الإرهاب و القمع، وحيث يحكم الإرهاب والقمع لا داعي لحكم البروباجندا أو أنه ليس ضروريا.
1ـ هذيان الإيديولوجيا:
هناك صفات محددة و أساسية يمكن قراءتها. ” العلمية ” و “التاريخية” ويلعبان في خطاب الأحزاب الشمولية الدور الأول، وتشترك هذه الأحزاب في تقديم ” قوانين ثابتة” حيث تفسر كل شيء ويمكنها إقناع الجماهير بأنها خاضعة إلى حتمية لا يمكن الإفلات منها. تدعي هذه الأحزاب أنها وضعت اليد على قوانين التاريخ التي تقود بشكل لا يمكن تحاشيه إلى النصر،وبذلك تكون قد “قضت أو حذفت كليا الإنسان من التاريخ وخاصة الطابع الإنساني للتاريخ”. أيضا قوانين الطبيعة من جهتهم” هي خاضعة إلى إرادة ثابتة ومن الضروري معرفة هذه القوانين و إخضاعها”. ضمن هذا المعنى جاء في الكثير من أدبيات الفكر الشمولي ما يلي “نحن نشكل الحياة لشعوبنا و لتشريعنا”.

ولكن كيف نفهم الإعجاب الكبير للجماهير في هذه الخطابات الحتمية؟ بما أن هذه الجماهير كما رأينا ليس لها بسبب اللامبالاة أي مصلحة خاصة، فهي فقدت معنى وروح الحقيقة وتترك نفسها للافتتان بخيالها الوحيد الذي تملكه.الحقيقة دائما معقدة وتخالف الكثير مما نتخيله، حيث يكون العقل يعيش في اللاحقيقة فإن الإيديولوجيا تأتي لترضي هذا العقل وتكفيه. وهذا ما نسميه بالهذيان الإيديولوجي. فعلى العكس من النظريات أو الأفكار العلمية التي تهتم بشكل موضوعي بالحقائق، الإيديولوجيا يمكن مقارنتها بشكل فعلي بالهذيان. فهي تشبه في العديد من النقاط أساطير المجتمعات البدائية.

2ـ بنية هذه الجماعات أو الطوائف الشمولية.
الحزب والفكر الشمولي يريد بناء مجموعات من الشعب في داخلها الجميع متساوين، وفي خارجها هناك خلاف كبير. في هذه التجمعات أو المجتمعات، الزعيم سيكون له وضع متفرد.فهو لن يتصرف ضمن سلطة تراتبية نقارنها بقواد الجيوش أو الدكتاتوريين التقليديين، الذين يبدون بشكل نسبي مستقرين. الزعيم لن يبقى زعيما إلا إذا وضع الجماهير في حالة هيجان أبدي، والمجتمع لن يبقى مجتمعا إلا إذا اتبع يوما بعد يوم إرادة هذا الزعيم. لكن هذا المجتمع،بعكس ما تقوا البروباجندا هو غير متساو. فهو خاضع لتنظيم معين وبشكل قوي من قبل مركز هو “الحزب”، إلى أو حتى محيط أو طرف هو “المجتمع”، مع سلسلة من التنظيمات الوسيطة بين الاثنين. التنظيمات الوسيطة يمكن تسميتها “بمنظمات الواجهة” وهي تلعب دور الوسيط بين التنظيم الشمولي والعالم الخارجي. إنها تخدم كوسيطة، وتحمي في الواقع التنظيم الشمولي ضد أي تأثيرا خارجية.

في الحركتين الشموليتين ،الشيوعية والنازية، يمكننا ملاحظة تنظيم أو بنية نوعية “تشبه حبة البصل”،مع دوائر متتالية أكثر فأكثر سرية،وهذا يسمح للدائرة الأكثر عمقا أن تكون بشكل مطلق سرية لأنها محمية كليا وبعيدة عن الحياة العادية من قبل الأعضاء الذين يشكلون حلقات متتالية ويفصلون هذه الدوائر عن بعضها. هذه النوع من التنظيم لا نراه إلا في الجماعات السرية أو بعض الطوائف الدينية ذات التنظيمات الباطنية. ضمن هذه التركيبة المعقدة كل من ليس في داخلها يكون مستبعدا، وكل من هو ليس بصديق فهو عدو.

السلطة الشمولية.
1ـ ذوبان الدولة في الحزب.
إذن يصل الحزب الشمولي إلى السلطة بهذا التكوين الذي تحدثنا عنه.فهل سيتصرف وكأنه في دولة عادية؟بالتأكيد لا، فهذه الأحزاب الشمولية تبرهن على تراجع خطير في مراحل التقدم المدني و الحضارة نفسها. فالمدينة” الدولة” تعرّف من خلال وجود فضاء عام للشعب ومن خلال حكومة تقوم على القانون. ولكن في ظل الشمولية، لا يوجد ولا يمكن الحصول على فضاء عام في الدولة، ومن جهة أخرى، إنه الحزب الذي يحكم وليس القانون. بالإضافة لذلك، القوانين تتغير بشكل دائم حتى أنها لا تنشر بشكل علني أمام الناس أو ليس لديها وقت كي تنشر ويطلع عليها العامة أو المواطنون. كل ذلك على العكس من الأنظمة الدكتاتورية، فهذه الأخير الحزب الوحيد يستولي على الدولة كي تخدمه فهو بحاجة لها لذلك يقوم على تعزيزها، إذا الدكتاتورية تستند على الدولة أما الشمولية فتستند على العدمية.

2ـ مفهوم ” العدو الموضوعي”.
الدكتاتورية تقوم بسجن المعارضين وتحاربهم في كل مكان. الشمولية لديها دائما ” الأعداء الموضوعيين”، تم تعريفهم منذ البداية من قبل الإيديولوجية، هذه الإيديولوجية تحدد فئات من البشر تدينهم القوانين الطبيعية والتاريخية موضوعيا، مهما قالوا أو مهما فعلوا. النظام الشمولي يعامل هؤلاء كأنهم أعدا حتى ولو لم يكن لديهم أي شيء ضد النظام، وبشكل متناقض يعتبرهم مناصرين له بالفطرة.

هذه الفئة متحركة ولا تنتهي، بمعنى إذا قضى النظام الشمولي على هؤلاء حتى آخرهم، فهذيان الإيديولوجيا يخترع آخرين، حيث أن دوائر الجماعات السرية ذات السلوك الباطني عن الأحزاب الشمولية لا تكتمل إلا بوجود هؤلاء الأعداء. فعند الشيوعيين مثلا، العدو الموضوعي هي البرجوازية حيث تم تصفيتها أو قتل من ينتمي إليها، وعند النازيين كان اليهود أهدافا موضوعيين ثم البولنديين و هكذا..

3ـ البوليس.
البوليس في الدولة الديكتاتورية لديه الكثير من الاستقلالية، من حيث امتلاكه لمعلومات سرية وتحقيقات خاصة به. البوليس في الدولة الشمولية يخضع بشكل كامل إلى الزعيم، ويمكن في أي لحظة أن يذهب ضحية هذا الزعيم. التشابه بين البوليس السري الاستبدادي و البوليس السري في نظام شمولي يكمن في أن كليهما يستغلان ماليا وضع الحزب ويستفيدان من حالة الفساد القائمة.

4ـ المعسكرات.
ظاهرة المعسكرات ستصبح رمزا لا يمكن محيه من تاريخ الإرهاب والرعب في الأنظمة الشمولية. ففي المعسكرات كل شيء ممكن ،ليس هناك حدود للقمع والإرهاب. ولكن الظاهرة الغالبة لهذه المعسكرات ليس فقط التعذيب والاضطهاد بحد ذاته، بل لأنه في داخل هذه المعسكرات البشر يفقدون شخصيتهم، وهذا عمليا هو جوهر الشمولية نفسه، فلا شخصية لأحد. ففي مفهوم الإيديولوجيا الشمولية كل شخصية تظهر من خلال بعض المبادرات الفردية ستكون إنكارا للإيديولوجية التي تؤسس النظام الشمولي، لذلك تصفية جميع الشخصيات هو من صلب هذه الإيديولوجية التي لا تميز مذنبا عن بريئا. وقد وجد هذه الأنواع من التصفيات في الأنظمة الشيوعية كما النازية.

في النهاية نستطيع القول أن الرعب الشمولي ينجح في القضاء على كل القرار الصادرة عن الضمير وعن الوعي. فهو يقتل بشكل متعاقب متتال، الشخصية القانونية،الشخصية الأخلاقية، والشخصية الفردية. وعندما يدمر هذه الشخصيات الثلاث فينا، الفرد لن يبادر بأي شيء، فهو ليس إلا “كلبا من كلاب بافلوف”. إذا هو شطب جذري للشخصية ونهائي للإنسان.

 الدكتور صلاح علي نيّوف

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى