دراسات اقتصاديةدراسات سياسية

2030: في بيتنا تنين – وليد عبد الحي

في عام 1970 كان اجمالي الناتج المحلي الصيني هو 91 مليار دولار، مقابل 1.1 تريليون دولار للولايات المتحدة، وفي عام 2017 أصبح الناتج المحلي الصيني 11.8 تريليون مقابل 19.4 تريليون للولايات المتحدة، ذلك يعني ان الناتج الصيني كان يساوي 8.2% تقريبا مقارنة بالناتج الامريكي، لكنه اصبح الان 60.82%، وطبقا لمقاييس النمو بحساب التسارع الخطي لكليهما سيكون الناتج الصيني عام 2030 حوالي 38 تريليون مقابل 23.5 تريليون للولايات المتحدة، أي بتفوق صيني يجعل الناتج الامريكي في حدود 61.8% من الاقتصاد الصيني..وهو ما يعني تزايد البحث الصيني عن مزيد من الاسواق والتي سيكون الشرق الاوسط احداها.
وتتعزز النزعة التجارية الصينية بتفوقها على الولايات المتحدة في التبادل التجاري الثنائي، إذ بلغ العجز التجاري الامريكي مع الصين عام 2017 أكثر من 335 مليار دولار.
فإذا اضفنا لذلك ان الحاجة الامريكية للبترول العربي تراجعت ،بل إن الولايات المتحدة ستتحول لدولة مصدرة للبترول مع عام 2028 طبقا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة، فإن نتائج ذلك سيجعل الاهمية الاستراتيجية للمنطقة اقل للولايات المتحدة في الوقت الذي تتوقع منظمة الطاقة ان تتضاعف الحاجة الصينية للبترول الشرق اوسطي حتى عام 2035.
يضاف الى ما سبق ما يلي:
أ‌- التسارع الكبير في حجم العلاقات التجارية العربية الصينية والتي تجاوزت 191 مليار دولار عام 2017 وبفارق 20 مليار عن العام السابق وبنسبة حوالي 12%، والصين هي الشريك التجاري الاول للعالم العربي ولا تجاريها في ذلك اية ” دولة ” اخرى.
ب‌- ان الصين تحتل المرتبة الخامسة في مبيعات السلاح للمنطقة العربية .
ت‌- ان مشروع ” مبادرة الطريق والحزام” التي ستكلف الصين حوالي 6 تريليون دولار سيعبر المنطقة العربية برا وبحرا، وهو ما يجعل المصالح الصينية في المنطقة هائلة.
وعند النظر في ورقة السياسة العربية التي اصدرتها الصين عام 2016 ، ومضمون ما سمي الاوراق البيضاء التي نشرها الجيش الصيني 2013- 2015، يتبين ان الصين ستكون معنية بما يلي:
1- تنامي الإدراك لدى صناع القرار الصيني بان التوسع الصيني سيجعل المصالح الصينية أكثر عرضة للخطر من القوى المنافسة او من قوى محلية على غرار ” قراصنة الصومال او الحركات الارهابية” وهو ما يدفع لعسكرة النشاط الصيني يما يوازي ذلك.
2- تحديد دور الجيش الصيني في حماية المصالح الصينية وتحديدا في الميادين التالية(طبقا للوثائق الصينية):
أ‌- حماية مصادر الطاقة بخاصة في الشرق الاوسط الذي يوفر حوالي اكثر من 40% حاليا من الحاجة الصينية
ب‌- حماية طرق الامداد للمصالح والشركات والتجارة الصينية التي تبلغ قيمتها الحالية 3.38 تريليون دولار.
ت‌- حماية المواطنين الصينيين في الخارج علما ان عدد الصينيين الذين يتجولون سنويا في الخارج يصل الى حوالي 100(مائة) مليون مواطن صيني ، ناهيك عن الصينيين العاملين في الخارج والذين يصل عددهم في افريقيا وحدها لاكثر من مليون .
ث‌- حماية الشركات الصينية العاملة في الخارج وعددها حوالي 20 الف شركة تعمل في 180 دولة.
ج‌- حماية استثماراتها الخارجية ( حوالي 60 مليار) وعقاراتها الخارجية التي تصل قيمتها لحوالي 3 تريليون دولار.
كل هذا يفسر زيادة الانفاق الدفاعي الصيني بحوالي 52 % تقريبا خلال الفترة من 2001-2017.
ويبدو ان الاسرائيليين يدركون هذا التطور بدليل المسارعة لتطوير العلاقات مع الصين حيث ارتفع التبادل التجاري بين الطرفين 220 ضعفا(مائتان وعشرون ضعفا) خلال الفترة من 1992 الى 2016. ويكفي معرفة ان اسرائيل هي المزود الثاني للصين بعد روسيا في التكنولوجيا العسكرية.
لن تتوقف المنافسة الصينية الامريكية الروسية الاوروبية على منطقتنا، والحرب التجارية الامريكية على الصين هي اول الغيث ، وترامب ليس الا خطوة في الطريق..بينما الصين تبني شبكة تحالفات دولية لنفسها في شنغهاي والبريكس وتعمل بهدوء منقطع النظير ، وهم يعملون بصمت طبقا لحكمتهم التي تقول ” النهر العظيم يجري بصمت والحكيم لا يرفع صوته”،

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى