دراسات أمنيةدراسات استراتيجيةرسائل وأطروحات في الأمن والاستراتيجية

إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إتجاه أزمتي جورجيا وأوكرانيا 2008-2018

المقدمة

شهد العالم منذ القدم صراعا دائما بين مختلف القوى من أجل السيطرة على مناطق النفوذ، وتعتبر فترة الحرب الباردة أبرز مثال في تاريخ العلاقات الدولية على ذلك الصراع، حيث كاد العالم أن ينزلق إلى حرب عالمية ثالثة أكثر دمارا و فتكا، وذلك نتيجة لتصاعد حدة سياسات الإستقطاب المتبعة من كلا المعسكرين الشرقي والغربي اتجاه مختلف دول العالم، و كذلك العمل على إقامة تحالفات عسكرية من أجل ضمان أمن و ولاء الحلفاء، وكل ذلك كان يهدف إلى فرض حصار شامل على الطرف المعادي و منعه من التمدد إلى خارج مجال نفوذه التقليدي.

بعد نهاية الحرب الباردة و إنهيار المنظومة الإشتراكية، برز نظام دولي جديد مثلت فيه الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة المهيمنة على الساحة الدولية و التي عملت على التحكم في السياسة العالمية عبر السيطرة على أهم مناطق إنتاج الطاقة في العالم، و كذلك إحتواء الدول التي تعتبر كممر لعبور الطاقة، و قد قامت الولايات المتحدة بتوسيع نفوذها الخارجي إما عن طريق القوة العسكرية مثلما حدث في أفغانستان عام 2001 و العراق عام 2003، أو عبر سياسات الإستقطاب التي انتهجتها على وجه الخصوص في المجال الجيوبوليتيكي الذي كان تحت سيطرة الإتحاد السوفيتي سابقا أو ما يعرف بالمنطقة السوفيتية العازلة، و ذلك بالإعتماد على المنظومة الأوروأطلسية.

في ظل هذه الإستراتيجية الأمريكية الجديدة، كانت روسيا وريثة الإتحاد السوفيتي تعاني من أزمة داخلية معقدة ومتعددة الجوانب خاصة من الناحية الإقتصادية و الإجتماعية، بالإضافة إلى عدم الإستقرار و بروز مطالب الإنفصال في العديد من الجمهوريات التي شكلت الإتحاد الروسي، أما على المستوى الخارجي فقد عملت القيادة الروسية على محاولة التعاون مع الغرب و الإندماج في المنظومة الأوروأطلسية و العمل على تقديم العديد من التنازلات في العديد من القضايا خاصة ما يتعلق بتقليص الصواريخ الباليستية والقدرات النووية، و كذلك عدم الإعتراض على السياسات الأمريكية في الساحة الدولية، حيث وقفت روسيا موقف المتفرج أمام الحروب التي شنتها الولايات المتحدة ضد حلفائها السابقين مثل العراق و صربيا، الأمر الذي أثر كثيرا على مكانتها كحليف يمكن الإعتماد عليه من قبل الدول الصديقة في العالم، و بذلك يمكن القول أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في تلك الفترة أصبحت يغلب عليها طابع الوفاق و

التعاون.

تحميل الرسالة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى