
القيم الشخصية في ظل التغيير الاجتماعي وعلاقتها بالتوافق المهني
إن كل شيء في حياتنا هو عرضة للتغير ، فكل يوم في حياتنا هو يوم جديد ، وكل لحظة تمثل حدثا مستجدا في العمر ؛ وعلى حد تعبير الفيلسوف اليوناني “قليطس” إن المرء لا يستحم في النهر مرتين، لأن النهر يتغير بجريان الماء فيه، مثلما يتغير الشخص فور إحساسه أو ملامسته لماء النهر، فالتغير إذن هو حقيقة تاريخية تتناول كل مقومات الحياة الاجتماعية و تصيب النظم والعلاقات الإنسانية التي تتفاعل وتترابط وتتكامل فيما بينها، فكل صورة من صور تغير هذه الحقيقة الوجودية البيولوجية و التاريخية و الاجتماعية يمكن لمسها في كل مجتمع من المجتمعات البشرية.
إن التغير الاجتماعي من أهم الظواهر المصاحبة لهذه المجتمعات البشرية ، بل هو في حقيقة الأمر أهم خصائصها، فالمجتمعات دائمة التطور والتغير، لأن ذلك وحده هو الذي يكتب لها البقاء والاستمرار والنمو، و المجتمعات التي تفقد قدرتها على التغير الكافي والملائم للظروف التي تواجهها وتعايشها لا تستطيع أن تقف طويلا أو تتنافس باقتدار وتكافؤ مع حركة المجتمعات.