لم تكن روسيا الاتحادية على نسق واحد في سياستها الخارجية ودورها في النظام الدولي ؛ فهي ومنذُ تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومة الاشتراكية كانت احدى الدول التي تدور في الفلك الامريكي نسبياً , وما ان وصل رجل المخابرات الروسية فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين الى رأس السلطة في روسيا الاتحادية حتى دخلت البلاد في مرحلة “الانتشال” , وهي المرحلة التي كانت تحاول فيها روسيا التخلص من نتائج حكم بوريس يلتسن على الصعيد الداخلي. وان وصول روسيا الاتحادية الى ما هو عليه اليوم , وحصولها على دور مؤثر في العلاقات الدولية لم يأتي في مرحلة ثورية (راديكالية) واحدة , وانما جاءَ في مراحل انتقالية متعددة جسدت مراحل البناء في السياسة الخارجية الروسية , واستعادة احدى ادوارها في النظام الدولي.