مقدمة :
أحدثت جائحة كورونا أشد كساد اقتصادي شهده العالم منذ عقود، وبسبب عمق الأزمة وشدتها فهي تدفع نحو تحول الاقتصادات النامية والصاعدة إلى الانكماش، برغم أنها تمتعت بمعدلات نمو كانت هي الأعلى عالميًّا قبيل حلول الأزمة، وحافظت عليها برغم ظروف الحروب التجارية بين الاقتصادات الكبرى، تزامنًا مع تزايد مشكلات الديون، وتراجع أسعار السلع الأولية والأصول، في سنوات ما قبل كورونا.
ما يمر به الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي يمثل أزمة غير مسبوقة منذ أزمة الكساد الكبير في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، أو ما قبلها. فقد تسبَّبت جائحة كورونا (كوفيد-19) في انهيار النشاط الاقتصادي العالمي، على الرغم من تدابير التحفيز الاقتصادي منقطعة النظير التي تتخذها الحكومات. ومن المرجّح أن يظل الكساد الذي أذكته الجائحة عقبة كأداء أمام الاقتصاد لسنوات مقبلة. وليس بالأمر السهل تحديد المسار الذي سيسلكه الاقتصاد العالمي في طريقه نحو التعافي، كونه يرتبط بشكل رئيسي بطول أمد استمرار فيروس كورونا كتهديد عالمي.
يحاول المؤتمر الإجابة عن هذه التساؤلات من خلال تسليط الضوء على الواقع الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأزمات المتعاقبة وأخرها أزمة كورونا. وكذلك سيتناول المؤتمر عدة محاور ومواضيع، حيث سيركز على واقع الاقتصاد في الشرق الأوسط، والأزمات الاقتصادية المتعاقبة والعولمة والقوى الاقتصادية وكذلك آفاق وآليات التعافي الاقتصادي، ومدى تأثير العلاقات السياسية ودور الاقتصاد فيها، الابتكار وريادة الأعمال ودورهما في النمو الاقتصادي، ودور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في عملية التنمية، بالإضافة إلى التحول الاقتصادي الأخضر، وكذلك الحديث عن مستقبل الاقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.