تسعى جميع الدول في بنية النظام الدولي إلى تحقيق اهدافها وذلك من خلال انتهاج سياسة خارجية خاصة بها، وتعد السياسة الخارجية المرأة العاكسة لأهداف وتوجهات النظام السياسي القائم. لقد تطورت السياسة الخارجية بعد الحرب العالمية الثانية بسبب ازدياد الفاعلين في النظام الدولي وهو ما سمح بتعقيد السياسة الخارجية وبنفس الوقت زاد من اهميتها، فالتواصل بين الدول يتم وفقا لوسائل دبلوماسية معينة. أن السياسة الخارجية عبارة عن برنامج عمل تتحرك بموجبه الدول لتحقيق الأهداف والمصالح التي تسعى لتأمينها وتستخدم من أجل ذلك الوسائل والإجراءات الضرورية، ومن هنا تتكون السياسة الخارجية من امرين، يتعلق بقرارات حكومية يقوم باتخاذها صناع القرار في الدولة ومعالجة المشاكل الخارجية التي تواجهها، وهذه القرارات تستخدمها من اجل تحقيق اهدافها سواء كانت طويلة المدى ام قريبة وعبر اجهزتها الرسمية وغير الرسمية.
ويصبح الهدف الخارجي للدول هو الحالة المستقبلية التي يسعى صناع القرار فيها إلى ترتيبها خارج حدودها بهدف تحقيق المصلحة الوطنية، ومن أجل ذلك الهدف، يبذل صناع القرارات المجهودات الكبيرة من اجل تغيير الوضع إلى حالة مستقبلية منظورة ومتوقعة وبذلك تتحقق اهداف الدول في المجال الخارجي لدولهم، وبذلك تتضمن السياسة الخارجية مجموعة من الأهداف التي تعكس القيم والمصالح المحورية للوحدة الدولية.
ويقصد بالأهداف تلك “الغايات التي تسعى الوحدة الدولية لتحقيقها في البيئة الدولية” وتعمل كل دولة على تحديد اهدافها بشكل واضح وذلك من خلال قيامها بتصرفات في محيطها الخارجي، فوضوح الهدف يجب ان يكون من خلال ابتكار وسائل وصيغ حديثة لتعمل على تنفيذها في بيئتها الخارجية.
وتتلخص الأهداف الرئيسة لأي دولة في الحفاظ على أمنها القومي وسلامتها في الداخل، وكذلك على مركزها في البيئة الدولية، ويمكن تحديد ثلاث مجموعات من الأهداف التي تسعى الى تحقيقها الدول.