أوروبا بعد البريكسيت: اتحاد أقل كمالا
فورين آفيرز. عدد جانفي/فيفري 2017.
ماتياس ماتهيجز، مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة، جامعة جون هوبكينز.
ترجمة: عادل زقاغ، قسم العلوم السياسية، جامعة باتنة
تصويت المملكة المتحدة لصالح الخروج من الاتحاد الأوربي وضع الاتحاد في مواجهة أسوأ أزمة سياسية في تاريخه. توسع الاتحاد الأوربي بثبات منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، لكن منذ 23 جوان 2016، اختار 52 % من الناخبين الانسحاب من التكتل الأوربي متجاهلين في ذلك تحذيرات الخبراء من البؤس الاقتصادي الذي سيترتب عن خيار مماثل. وخلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين البريطاني في أكتوبر 2016، وعدت رئيسة الوزراء “تيريزا مي” بتفعيل نص المادة 50 (من اتفاقية لشبونة) والشروع رسميا في مفاوضات الانسحاب في أجل لا يتعدى السنتين، حسب نص المادة نفسها، وذلك ابتداء من مارس 2017. حاليا، وبالنظر لتصميمها على استعادة السيطرة على ملف الهجرة في مقابل تصميم القادة الآخرين للاتحاد الأوربي لجعل المملكة المتحدة عبرة للبقية، عبر ما اصطلح على تسميته “بريكسيت” قاسٍ، فإن الانسحاب من السوق المشتركة والاتحاد الجمركي على حد سواء يعتبر وبشكل متزايدا أمرا مرجحا. وإذا سارت الأمور على هذا النحو فإن ذلك سيضع حدا لفكرة سادت لفترة طويلة مفادها أن التكامل الأوربي بمثابة عملية لا رجعة فيها.