دراسات سيكولوجية

إستخدم تأثير فون ريستورف لجذب الانتباه لك في مكان العمل

فكرة الأسبوع بقلم أمين قطوش  

    كتب روبرت جرين إهداءه في كتابه الشهير “33 استراتيجية للحرب” على النحو التالي: “إلى نابوليون، وصن تزو، وأثينا (إلهة الحرب)، وقِطِي بروتوس”، فلو سألتكم ما الذي شدّ انتباهكم في هذا الإهداء، ففي الغالب الأعم سيكون ذكر القط لأن ليس لديه عامل مشترك مع الشخصيات الأخرى التي تجمعها الخطط الحربية.

التفسير العلمي وراء الانتباه للعنصر المختلف (القط في مثالنا) يُسمى تأثير فون ريستورف (Von Restorff Effect)، وهو انحياز سلوكي اكتشفته مختصة علم النفس الألمانية هيدفيغ فون ريستورف (Hedwig Von Restorf) عام 1933، حيث توصلت إلى تفسير علمي فحواه أنّ الدماغ البشري والعينين يبحثان باستمرار عن الأشياء غير المألوفة، ما يعني أننا ننتظر باستمرار أن يجذب أيّ شيء غير عادي انتباهنا.

يصف هذا الانحياز ميل الإنسان لتذكُر العناصر المختلفة اختلافاً بارزاً ضمن قائمة من العناصر المتجانسة، أي أنه من المرجح أن يتذكر الإنسان الأشياء غير العادية مقارنة بالأشياء المألوفة. على سبيل المثال، لو عُرض علينا قائمة من الكلمات مكتوبة بالطريقة ذاتها من حيث نوع الخط واللون والحجم،

وتضمّنت هذه القائمة كلمة واحدة مختلفة على نحو بارز، (الكلمة الوحيدة المكتوبة باللون الأخضر)، فمن المرجح أننا سنلاحظها أكثر ويكون تذكرها أسهل مقارنة بباقي الكلمات. 

ينطبق المبدأ نفسه على باقي الأشياء مثل الصُور والمنتجات ومقاطع الفيديو، أما في مجال الأعمال، فغالباً ما تظهر تطبيقات “تأثير فون ريستورف” في مجال التسويق والإعلان، إذ يسعى المسوقون لتمييز حملتهم الترويجية وجعلها سهلة للملاحظة والتذكر من خلال تضمين عناصر غير معتادة، مثل الرسالة الإعلانية المبتكرة أو طريقة عرض الإعلان الجديدة أو الألوان غير المعتادة للموقع الإلكتروني أو غير ذلك من العناصر البارزة.

على مستوى تطوير المسار الوظيفي، يمكنكم الاستفادة من هذا الانحياز السلوكي لجذب الانتباه في مكان العمل عن طريق كسر النمط المعتاد، فنحن البشر نولي اهتماماً خاصاً لأي شيء يخالف توقعاتنا. جرب هذه الخطوات لمفاجأة من حولك في العمل على نحو إيجابي:

– اطرح سؤالاً غير متوقع، أو اطرح مواضيع تجذب الناس.

– حاول إنجاز مهمة صعبة مطلوبة قبل الوقت المحدد.

– حاول دعوة زملائك إلى التمشي في الخارج عوضاً أو إلى احتساء فنجان من القهوة ومناقشة العمل عوضاً عن الاجتماعات الرسمية المملة.

5/5 - (11 صوت)

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى