أصبحت القضايا الدولية تتسم بالتعقيد والتركيب والتشعب ، وقد إنعكس ذلك بشكل مباشر على الكثير من المتغيرات والمفاهيم والقيم السائدة في كافة المجتمعات وما ينتج عنها من مواقف وممارسات تحمل إختلافات وتناقضات يصعب تجاوزها، وتتضح التناقضات العميقة حين محاولة تجسيد أو مطابقة هذه الأفكاروالمفاهيم مع الواقع الدولي المعاصر بما يتميز به تعقيد نتيجة عدد القضايا التي تتجاوز الإطار المحلي أو الإقليمي لتتخذ في كثير من الحالات بعداً دولياً. ولاشك في أن ذلك أصبح يؤثر على كل محاولة لفهم وتحليل الظواهر السياسية بشكل علمي. في هذا الإطار تحاول هذه الدراسة التأكيد على أهمية إعتماد الإبستمولوجيا والتحليل المركب في العلوم الإنسانية وفي مجال العلوم السياسية بشكل خاص ، باعتبارهما ضروريان لفهم طبيعة التفاعلات الجديدة التي تجسدها العلاقات الدولية الراهنة.