الامن والاستخبارات: مفاهيم أمنية – عسكرية

كما اسلفنا سابقا فان الامن يتمثل بمجموعة متنوعة من الاجراءات والفعاليات تقوم بها الاجهزة المختصة على وجه التخصص ويمارسها او يقوم بها الجميع كلا من موقعه بما يحقق الحماية والشعور بالسكينة والراحة وتمارس ايضا من قبل المسؤولين الاداريين في المؤسسات العامة او الخاصة اي ان كل مسؤول اداري او فني يعتبر هو المسؤول الامني الاول عن الدائرة التي تخضع لامرته وكذلك واقع الحال بالنسبة للوحدات العسكرية.

وعلى الرغم من عدم معرفة الكثير للفرق بين الامن والاستخبارات الا ان واقع الحال يثبت ان الامن والاستخبارات اساسها حركة وتناول المعلومات فلا يمكن فهم نشاط امني او استخباري من غير وجود معلومات الا ان جوهر الاختلاف الحقيقي بينها يعود الى ان طبيعة عمل الاستخبارات لها علاقة مباشرة بوجود العدو الحقيقي او المسلح والذي يمكن ان يتمثل بالدول الاخرى وقواتها المسلحة اي ان هدف الاستخبارات هو التعامل مع معلومات التنظيمات المسلحة او عن القوات العسكرية المعادية او المحتملة العداء وكذلك مجهودها الحربي الذي يستخدم في دعم قواتها المسلحة وطرق التقرب المحتملة لشن الهجوم او التقدم او الانسحاب او توزيع قطعاتها العسكرية وامكانتها في مجال القوة الجوية والدفاع الجوي والساحلي والاسلحة البالستية وغير ذلك.

ان خدمة الامن تتناول جميع مفاصل الدولة من الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية وانظمة الصحة والبيئة وحتى انظمة المرور وغيرها، بينما يتعلق غالبية نشاط الاستخبارات بالقوات المسلحة لدول العدو او العدول المحتمل ومجهودها الحربي.

ولان المعلومات هي جوهر النشاط الامني والاستخباري فما المقصود بالمعلومات- ان المعلومات هي جميع الاخبار والافكار والاراء او جميع انواع الوثائق مثل الرسوم التخطيطية او الصور او المخاطبات البريدية والكتب والكراسات والنشرات والملصقات والاقراص المدمجمة او فلاش مموري اوالسيم كارت وغيرها من الاجسام المادية التي من الممكن ان تحمل معلومات او ما ينشر في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي او اجهزة الارسال والاستقبال الراديوي او اللاسلكي او السلكي او التلفزيوني.

ان وسائل الاعلام تتعامل مع المعلومات ايضا وكافة المصالح الحكومية او شبه الحكومية او الخاصة تتعامل مع المعلومات وكذلك يتعامل الجهاز الامني والاستخباري مع المعلومات ايضا ولكن ان الذي يفرق عمل الاجهزة الامنية والاستخبارية مع المعلومات هو مفهوم الاستخبارات فما المقصود بالاستخبارات؟ انها ببساطة: العملية التي تدخل بها المعلومات في دورة من لحظة الحصول عليها الى مرحلة بناء الخطط ، اي ان الاجهزة الامنية والاستخبارية تدخل المعلومات التي تحصل عليه بدورة تسمى دورة المعلومات وتتكون من اربعة مراحل رئيسية تتحول بعدها المعلومات الى استخبارات وهي:-
1- مرحلة الجمع:- تجمع من المصادر المختلفة مثل الوكلاء والمؤتمنين او الاجهزة الفنية والطائرات او عن طريق رجال خدمة الامن والاستخبارات.

2- مرحلة التحليل:- ويتم فيها تحليل المعلومات الواردة بغية معرفة تفاصليها وما يتوجب اتخاذه من اجراءات بصدد التعامل معها وقد تكون معلومات مضللة او غير صحيحة حيث يمكن ان يتم التاكد منها او تعزيزها بوسائل اخرى.
3- مرحلة التفسير:- ويتم فيها الوصول الى افكار اولية عن نوايا الجهات المعادية او الاخرى وقد تكون المعلومات عبارة عن صور او رموز يتطلب العمل الى تفسيرها لمعرفة ما تحويه من معلومات.
4- مرحلة التثبيت والتسجيل: وفيها يجري تثبيت المعلومات على الورق ان كانت معلومات عامة او ان تتحول الى رسوم اومخططات بيانية او تاشيرات وخاصة في عمل القطعات العسكرية في الميدان.

ان الفرق بين المعلومات والاستخبارات هي ان الاستخبارات هي التي تبنى عليها الخطط وليس على المعلومات المجردة والتي قد يجري تداولها في وسائل الاعلام اي ان عمل جهاز الامن او الاستخبارات يعتمد بالدرجة الاساس على الاستخبارات، وتمارس الصحافة الاستقصائية في الوقت الحاضر دورا مشابها لعمل الاجهزة الامنية بحكم ما تملكه من وسائل وتاثير وامكانية وصولها الى معلومات حقيقية مصنفة لا تحتاج الى جهد كبير لكي تتحول الى استخبارات فهي معلومات مؤكدة ساهم البعض منها في الحاق الضر بالعديد من الشخصيات العامة مثل فضيحة الرئيس الامريكي كلنتون مع المدعوه (مونيكا) او عمل الشركات بل وطالت حتى الدول نفسها مثل فضيحة وتر غيت.

وقد شاع من ضمن العادات الاتفاقية ان نطلق على الجهة العسكرية التي تتولى جمع المعلومات عن العدو باسم الاستخبارات العسكرية وكذلك نطلق على رجل الامن باسم رجل الاستخبارات ونسمي وكالة المخابرات الامريكية ((CIA باسم وكالة الاستخبارات الامريكية على الرغم من ان الاسم هو ( Central Intelligence Agency ) وانها تعني:-
Central المركزية
Intelligence المخابرات او الذكاء
Agency وكالة

والسبب في ذلك هو ربط الموضوع بفكرة التعامل مع الكم الهائل من المعلومات التي ترد اليها من مختلف دول العالم، وكذلك كان العراقيون ولا يزالون يطلقون على مديرية الاستخبارات العسكرية اسم (الشعبة الخامسة) بعد ان تم استحداث شعبة خامسة في مديرية الحركات العسكرية بهذا الاسم تعنى بشؤون الاستخبارات.

موجز تطور عمل اجهزة الامن والاستخبارات

شهد العمل الامن والاستخباري وعلى مراحل متعددة العديد من التطورات، ولعل العمل الامني والاستخباري بدأ باعمال بسيطة او معقدة ولعل اهمها اعمال الجاسوسية او التعاون مع الاعداء وكانت الحضارات القديمة مارست العمل الامني والاستخباري ومنها ما جاء في قصة القائد المصري المدعو (توت) وفي زمن تحتمس الثالث حين قامت القوات المصرية بحصار مدينة يافا في فلسطين ولم تستطيع دخولها بسبب المقاومة وعندها نفذ هذا القائد حيلة (اكياس القمح) حيث قام باخفاء حوالي (200) جندي مسلح ضمن أكياس القمح في قارب سمحت له القوات المصرية بالمرور على اعتبار انه يحمل مواد غذائية وعندما وصل الى منطقة سيطرة القوات في يافا سمحت له ايضا بالمرور على اعتبار انها مواد غذائية، بعد ذلك خرج الجنود من اكياس القمح وقاموا بالسيطرة على مدينة يافا وبالتعاون مع القوات المصرية المحاصرة لها.

وشهدت الامبروطورية الاشورية في العراق نظاما عسكريا صارما اعتمد على الجهد الاستخبارات في نقل المعلومات عن اعداء الامبروطورية من خلال ما يعرف بفرق” المستكشفين” وتعاملت غالبية الحضارات بموضوع الامن والاستخبارات .

اما على المستوى الديني حيث جاء في كتاب التوارة او ما يعرف بالعهد القديم سفر العدد الاصحاح(13) “ثم كلم الرب موسى قائلًا: ارسل رجالًا ليتجسسوا أرض كنعان التي أنا معطيها لبني إسرائيل”.
اما في الدولة الاسلامية فان هناك شاهد كثيرة منها ما جاء في القرأن الكريم ومن امثلتها الاية (87) من سورة يوسف ((يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) ومعنى تحسسوا ان تتبعوا اخبارهم، والتحسس غير التجسس، حيث اتفقت غالبية الاراء والتفاسير على ان التحسس هو تتبع اخبار الاخير سلبا او ايجابا وقد يكون سريا او علنيا اما التجسس في تتبع اخبار الغير بغية ايجاد الثغرات والعيوب ويكون سريا حصرا، ولقد جاء في الحديث الشريف من قول الرسول الكريم محمد r: « إياكم والظن، فإنّ الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تحسّسوا ولا تجسّسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عبادَ اللهِ إخواناً كما أمركم الله تبارك وتعالى »، وأرسل الرسول الكريم r ايضا اثنين من أصحابه في معركة بدرلمعرفة اخبار قافلة قريش ، وهما عدي بن الزغباء الجهني وبسبس بن عمرو الجهني ، فرجعا ومعهما خبرها.

وسبق وان ان قلنا ان المعلومات بحاجة الى جمع وتحليل وتفسير لكي تتحول الى استخبارات وفي معركة بدر ايضا، ارسل الرسول الكريم محمد r الامام علي بن أبي طالب عليه السلام والزّبيرَ بن العوام وسعد بن أبي وقاص و نفر من الصحابه إلى ماء بدر، لمعرفة اخبار جيش قريش فوجدوا غلامين لقريش يريدان حمل الماء لجيش قريش فرجعوا بهما معهم… فقال لهما الرسول كريم محمد r: «كم القوم؟»، قالا: «كثير»، قال: «ما عدتهم؟»، قالا: «لا ندري»، قال: «كم ينحرون كل يوم؟»، قالا: «يومًا تسعًا ويومًا عشرًا»، فقال الرسول محمد r: «القوم ما بين التسعمائة والألف»، وبعد ذلك بنى الرسول كريم محمد r خطته للتحرك الى ابار بدر ووضع اليد عليها لحرمان قريش منها .

وجاء في كتاب (رسالة) الامام علي عليه السلام الى عبد الله بن بديل ” اياك ومواقعة احد من خيل العدو حتى اتقدم عليك واذك العيون نحوهم وليكن مع عيونك ما يباشرون به القتال ولتكن عيونك الشجعان من جندك فان الجبان لا يتأيك بصحة الامر”، وكيف ان الامام علي طلب ان عناصر الاستطلاع من الرجال الشجعان حتى ينقلوا الاخبار على حقيقتها.
وقد تأسست العديد من اجهزة الامن والاستخبارات والمخابرات بعضها له امتدادت تاريخية مثل ان اجهزة الامن في بريطانيا تأسست عام/1573م على يد السير فرنسيس ولسنجام، وزير الدولة والمستشار لدى الملكة اليزابيث الاولى، وتعود بدايات تأسيس اجهزة الامن الروسية الى عام/1881م، وسنتعرض اهم تجارب الدول في مجال الامن الاستخبارات ومنها على سبيل المثال تركيا بسبب قربها من العراق ولانها تحولت من امبروطوية شاسعة الى دولة واحدة ولاسباب اخرى اهما دور اجهزة الامن في احتواء ثم افشال الانقلاب العسكري الذي حصل في تموز 2016 وكما مبين ادناه:-
1- في بداية الامر لم تكون لدى الدولة العثمانية اجهزة امن واستخبارات او مخابرات مستقلة.
2- في عام/1909م وعلى يد حكومة حزب الاتحاد والترقي التركي تشكيل نواة اجهزة امنية محترفة اطلق عليها اسم “التشكيلات المخصوصة” مارست اعمال مختلفة منها ذات امني او استخباري ومنها اعمال عسكرية وقمعية على امتداد مساحة الدولة العثمانية ولحين سقوطها عام/1918م في الحرب العالمية الاولى.
3- وفي عام/1918 تم تأسيس جهاز استخباري تركي بعد تقلص مساحة الدولة التركية وسقوط العديد من الاراضي التركية تحت سيطرة النفوذ البريطاني وتولي مصطفى اتو تورك زمام الامور في تركيا واطلق عليه اسم “قره كول” اي ايد السوداء ولكن اجهزة الامن البريطانية استطاعت تجنيد بعد عناصر هذا الجهاز بقصد اغتيال مصطفى اتو تورك.
4- وفي عام/1921م تم الغاء جهاز ” قره كول” من قبل مصطفى اتو تورك وتشكيل جهاز اخر باسم” القوات القومية للدفاع المسلح-او- قوات الدفاع القومية المسلحة” واختصارا يطلق عليها قوات “ميم” وهي تشكيلات عسكرية تمارس اعمال قتالية وامنية واستخبارية في نفس الوقت.
5- وبعد نجاح اعلان الدولة التركية عام/1923م اصبحت هذه الدولة مسرحا لتصارع اجهزة الاستخبارات الغربية والشرقية وخاصة دول اوربا وعندها اصبح لازما التفكير الجدي في تأسيس جهاز امني واستخباري لحماية مصالح الدول التركية والحد من النتشاطات المعادية لها وخاصة من الدول الاوربية وفي عام/1926 تم تأسيس “جهاز الاستخبارات القومي” ولكن الذي حصل هو ان هذا الجهاز قد تم ربطه بوزارة الداخلية عام/1927م.
6- وفي عام/1965 تم استبدال ” جهاز الاستخبارات القومي” بجهاز “جهاز الاستخبارات القومية” بعد تطوير وتدريب عناصره ومده بالامكانيات المادية وحصلت موافقة البرلمان التركي على الابقاء على اسم الجهاز الاستخباري باسم” جهاز الاستخبارات القومية ” وما يعرف ايضا باسم “ميت”، وهو مختصر للكلمات “ميلي استخبارات تشكيلاتي”.

ان الفعاليا المتعددة للامن والاستخبارات مثل توفير امن وقائي وتعرضي وجمع المعلومات عن العدو والمساهمة في حفظ الامن والنظام وتطور وسائل النقل والاتصال وتشابك وتقاطع المصالح وغيرها من العومل ساعد على تنوع الاجهزة الامنية التي تتعامل مع موضوع خدمة الامن والاستخبارات وسنتناول البعض منها:-

اولا- اجهزة امن داخلي:- وتمارس عملها في مجال الامن الوقائي او التعرضي حيث تتولى حماية مرافق الدولة والشخصيات المهمة والاماكن العامة او الشخصية العامة المهمة وكذلك الشركات الخاصة العاملة في مختلف المجالات مثل مقرات الاحزاب وشركات وطائرات النقل وخطوط السكك الحديد والموانئ والسفن والشركات المالية والمصرفية وغيرها.

ثانيا- جهاز امن عسكري:- حيث تتولى مسؤولية المحافظة على موارد الامن في القوات المسلحة المتمثلة بالافراد والمعلومات والمواد والمنشأت في جانبيه الوقائي والتعرضي وتعمل غالبية الدول على ان يكون لها جهاز امن عسكري مركزي ترتبط به دوائر امن عسكري فرعية تمثل مختلف الاسلحة والصنوف ومنها على سبيل المثال:-
1- دائرة الامن الجوي: تمارس نشاطها الامني الوقائي والتعرضي ضمن وحدات ق ج.
2- دائرة امن الدفاع الجوي: تمارس نشاطها الامني الوقائي والتعرضي ضمن وحدات د ج.
3- دائرة امن طيران الجيش: تمارس نشاطها الامني الوقائي والتعرضي ضمن وحدات ط ج.
4- دائرة امن الدفاع الساحلي: تمارس نشاطها الامني الوقائي والتعرضي ضمن وحدات د س.
5- دائرة امن مستقلة او شعب واقسام في الجهاز الامني الرئيسي تتولى الامن في وحدات المقر العام او الصنوف والخدمات.

ثالثا- اجهزة الاستخبارات:- تهتم اجهزة الاستخبارات والتي هي من التشكيلات العسكرية على وجه العموم بالتعامل مع الدول المعادية او الدول المحتملة العداء او الجماعات المسلحة التي تعمل داخل حدود الدولة او المجاميع الارهابية وتستمر فعالياتها في السلم والحرب في جمع المعلومات عن الافراد والمعلومات والمواد والمنشأت، وتوجد ايضا لدى اجهزة الاستخبارات قوات خاصة لغرض العمليات الخاصة والاستطلاع العميق وطائرات مسيرة او طائرات القوة الجوية لغرض الاستطلاع والتصوير، وبالنظر للظروف التي تمر بها بعض الدول بسبب وجود الجماعات الارهابية المسلحة يشكل جهاز استخبارات خاص بوزارة الداخلية، وتوجد في بعض الدول فروع رئيسية ترتبط بجهاز الاستخبارات كما هو الحال في العراق قبل عام/2003م حيث توجد اربع(منظومات) استخبارية هي: المنظمة الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية بالاضافة الى دائرة للاستخبارات في كل من القوة الجوية والدفاع الجوي والساحلي.

رابعا- جهاز المخابرات: يتولى جهاز المخابرات الانشطة الامنية والاستخبارية المتعلقة بالافراد والمعلومات والمواد والمنشأت عندما يتعلق الامر بوجود عنصر اجنبي، اي ان جهاز المخابرات يعمل كذلك في مجال الامن الوقائي والتعرض ولكن باسلوب مختلف عن اجهزة الامن الاخرى وكما مبين ادناه:-
1- حماية محاور الامن -الافراد والمعلومات والمواد والمنشـأت ضمن فعاليات الامن الوقائي في مواجهة النشاط المعادي المتمثل بالهدم والتجسس والتخريب والذي يقوم به العملاء او الجواسيس او المرتزقة وتحصل تلك الاعمال داخل الدولة او ما يعود لاقليمها في الخارج.
2- القيام بالاعمال التعرضية داخل الدولة او خارجها من خلال عمل المحطات الامنية او الاستخبارية في جمع المعلومات عن العدو الحقيقي او المحتمل او اية اعمال اخرى وتسمى تلك الاعمال باعمال الخدمة السرية، وتعتبر اعمال المراقبة من اعمال الامن التعرضي.
3- وضع النشاط الاجنبي داخل البلد ايا كان نوعه مثل السفارات والمراكز التجارية والثقافية والعلمية وغير ذلك تحت الرقابة والعمل المباشر وقائيا او تعرضيا.
4- حماية ومرافقة ضيوف البلاد في زيارتهم الخاصة او بعض الزيارات شبه الرسمية.
خامسا- سكرتارية او مستشارية الامن: وقد تعرف بالخلية او المركز او او مكتب السكرتير الامني او الشخصي، تتولى تلك الهيئة القيام بالعديد من الواجبات وتعتبر هي حلقة وصل بين صاحب القرار والاجهزة الامنية وهي على درجة عالية من الخطورة والاهمية بسبب ان غالبية واجراءات الامن والاستخبارات او عمل المخابرات يمر من خلالها، ويجب التنويه الى ان هذه الهيئة هي ليست مستشارية الامن القومي او الوطني او دائرة المستشار الامني من ضمن دائرة المستشارين.

سادسا- اجهزة امن واستخبارات خاصة: كما هو الحال في وجود جهاز استخباري يتبع وزارة الخارجية في الولايات المتحدة وهو مكتب الاستخبارات والأبحاث (INR) وكذلك مكتب الاستخبارات والاستخبارات المضادة الأمريكي (OICI) والذي يرتبط بوزارة الطاقة الامريكية ومكتب الإرهاب والاستخبارات المالية (TFI) الذي يرتبط بوزارة المالية ومكتب الاستخبارات الوطنية بإدارة مكافحة المخدرات (ONSI) الذي يرتبط بوزارة العدل الامريكية.

ان جهازا امنيا مثل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) يمتاز بان غالبية الفعاليات التي يقوم بها ذات طابع تعرضي خارج حدود الولايات المتحدة وكذلك نسب اليها وقوفها وراء احتجاجات الطلبة في الولايات المتحدة ودعم بعض مؤسسات النشر للترويج للسياسة والثقافة الامريكية، وبلغت ميزانية الوكالة عام/2013م حوالي(14.7) مليار دولار، بينما يعمل جهازا اخر وهو وكالة الأمن القومي (NSA) في مجال الامن التعرضي داخل حدود الولايات المتحدة علما ان عدد اجهزة الامن والاستخبارات العاملة في الولايات المتحدة هو (17) جهازا بميزانية سنوية تقدر بحوالي(55) مليار دلار.

مدرسة بغداد للعلوم الامنية
1/1/2017
Baghdad School for Security Sciences
محاضرة رقم 3 بعنوان الامن والاستخبارات

5/5 - (1 vote)

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button