عرفت السياسة الخارجية الجزائرية في السنوات الاخيرة نشاطا كبيرا ، سوآءا في بيئتها الاقليمية أو البيئة العالمية ، وهو ما يتطلب رسم و تنفيذ سياسة خارجية ناجعة تضعها في مصف الدول الفاعلة و تمكنها من مواجهة الواقع المضطرب الذي يعرفه النظام الدولي ككل و بالخصوص المجالات الاقليمية المحيطة بالجزائر . إن السياسة الخارجية الجزائرية شهدت تغيرًا كيفيًا في مستوى الاهتمام الموجه إلى القضايا المتنوعة الإقليمية والتي امتزجت بالمبادئ والأهداف التقليدية،غير أنها شهدت تغيرًا تكتيكيًا في أدوات تنفيذ تلك السياسة،تجلى في مشاهده الدستور من إتاحة المجال أمام تحريك القوات المسلحة الجزائرية للانخراط في عملية حفظ السلام الإقليمي،بما يعزز من تحقيق تواجد استباقي لها في مناطق التوتر التي تؤثر بصورة مباشرة على أمنها القومي،علاوة على انتهاج نهج واسع في ضوء التفاعلات الإقليمية والدولية عبر تنوع شركائها الدوليين بما يحقق لها سياسة خارجية متوازنة.
انطلاقاً من أهمية الصين كقطب فاعل في الساحة الدولية ومنطقة إفريقيا و الجزائر بصفة خاصة فإن هذه المساهمة العلمية تهدف إلى التعرف على هذه المنطقة من الناحية الاقتصادية والجيوبوليتيكية ،و توضيح أسباب توجه السياسة الخارجية الصينية تجاهتلك المنطقة وأهدافها التي تريد تحقيقها سواء كانت تلك ا?هداف سياسية أم اقتصادية أم عسكرية . كما يسعى هذا الاجتهاد العلمي الى استشراف مستقبل هذا الانفتاح في السياسة الخارجية الجزائرية و توجهها نحو الشرق بعد ما كانت تميل كل الميل غربًا ، لرسم استراتيجيات جديدة بأليات حديثة وفعالة لخلق بدائل أسيوية تعود بفوائد ملموسة لتحقيق مستوى هام من التطور و التنمية المستدامة .