دراسات أسيويةدراسات افريقيةدراسات عسكرية

البعد العسكري في الإستراتيجية الصينية اتجاه إفريقيا

الطالب : نورالدين عفان
ماستر دراسات أمنية وإستراتيحية

جامعة قاصدي مرباح ولاية ورقلة

مقـــدمــة:

لم يكد يمضي على التواجد الصيني في القارة الإفريقية عقدان من الزمن حتى أصبحت فيه الصين صاحبة الحضور اللافت والقوي إلى درجة أنها أصبحت الشريك الإستراتيجي المهم بالنسبة لدول القارة الإفريقية كون أن الصين طرحت نموذجا فريدا في تعاملاتها مع القارة خاصة من الجانب الاقتصادي الذي تجد فيه إفريقيا نفسها متخلفة كثيرا عن هذا الركب . هذا النموذج الصيني يعتمد البراغماتية الاقتصادية و القوة الناعمة في التغلغل والتعامل على أساس أن الجميع مستفيد على قاعدة رابح رابح وأدخلت الصين مفاهيم جديدة في الشراكة والتنمية لم تعهدها القارة الإفريقية من قبل تختلف عن تلك التي ألفتها من القوى الاستعمارية الكبرى خاصة فرنسا وبريطانيا وبعدهما الولايات المتحدة الأمريكية المبنية أساسا على الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية والنفطية للقارة . و تعتبر الصين صاحبة علاقات حميمة وودية مع دول القارة الإفريقية منذ نشأة جمهورية الصين الشعبية عقب انتهاء الحرب الأهلية بين قوات الحزب الوطني بقيادة شيانق والقوات الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ في الأول من أكتوبر سنة 1949 (1) وذلك في إطار الحركات التحررية زمن الخمسينات والستينات من القرن العشرين . كما و دعمت إفريقيا الصين في إزاحة الصين الوطنية ( تايوان ) من العضوية الدائمة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة. وقد ساعد الحشد الضخم للأصوات الإفريقية في الأمم المتحدة في عودة الصين إلى الهيئة الدولية في 25 أكتوبر سنة 1971 (2) مما خلق نوعا من العرفان لدى القيادة الصينية تجاه دول القارة. وإن كانت النزعة الاقتصادية القوية للصين نحو إفريقيا مفهومة بل ومُرحبا بها من طرف الدول الإفريقية وحتى النزعة السياسية لا ضير منها مادام الطرفان يعتبران نفسيهما مرتبطين إستراتيجيا بمختلف أبعاد التنمية الاقتصادية. لكن اللافت في الإستراتيجية الصينية أنها و منذ العام 2008 بدأت بتبني إستراتيجية عسكرية.أين اضطلعت القوات البحرية الصينية بمهمة حماية سفنها التجارية من القرصنة البحرية قبالة سواحل الصومال التي يتخذها القراصنة موانئ انطلاق لاحتجاز السفن العابرة لمضيق باب المندب الذي ينقل حوالي 50 بالمائة من حاجيات الصين النفطية من إفريقيا( جنوب السودان) و السعودية والعراق(3).إضافة إلى أن الصين تعد أكبر المساهمين ضمن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة التي ترعى قوات حفظ السلام عبر العالم وخاصة في إفريقيا التي تشهد عديد النزاعات المحلية كجنوب السودان ودارفور بغرب السودان وليبيريا والكونغو.وقد ظلت الصين تبذل جهودا حثيثة لإقناع مختلف الأطراف العالمية بأنها لا تسعى للعب دور عسكري خارج حدودها الإقليمية . فما هي حقيقة و دوافع تحول الصين نحو تبني إستراتيجية عسكرية في القارة الإفريقية ؟ ومن خلال هذه الإشكالية سنتناول العناصر التالية:

– العلاقات الصينية الإفريقية في العصر الحديث .

– مظاهر الإستراتيجية العسكرية الصينية في إفريقيا .

– أسباب تبني إستراتيجية عسكرية صينية في إفريقيا .

– أفاق الإستراتيجية الصينية العسكرية في إفريقيا

– تقييم الإستراتيجية العسكرية الصينية في إفريقيا .

* وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج التاريخي للبحث في تحولات العلاقات الصينية الإفريقية في فترة انطلاق موجة التحرر الإفريقي والأسيوي إلى غاية الفترة الراهنة . كما اعتمدنا المنهج الوصفي من أجل وصف مظاهر الإستراتيجية العسكرية الصينية وأيضا استخدمنا المنهج الاستقرائي القائم على تحليل الموضوع المراد دراسته من خلال واقع ومظاهر الإستراتيجية العسكرية الصينية اتجاه افريقيا ودراسة أسبابها.

1 – العلاقات الصينية الإفريقية في العصر الحديث :

إن الدارس للعلاقات الصينية الإفريقية يجد من الصعوبة بمكان تحديد تاريخ واضح لها . إلا أنه يمكننا اتخاذ تاريخ حقبة انطلاق حركات التحرر من الاستعمار في كل من إفريقيا و أسيا بداية من النصف الثاني من القرن العشرين . وهو التاريخ الذي يصادف تقريبا تأسيس جمهورية الصين الشعبية في 1 أكتوبر 1949 بعد نجاح الثورة الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ . فالمنطلق الحقيقي للعلاقات الصينية الإفريقية . بدأ حين دعمت الصين كثيرا من حركات التحرر ضد المستعمر الفرنسي والبرتغالي والبلجيكي كالحركة الوطنية الكونغولية و جبهة التحرير الوطني الجزائرية مثلا (4) . وقد أتسمت العلاقات الصينية الإفريقية في تلك الفترة بتقاسم وجهات النظر حول مكافحة الاستعمار و انتهاج خط مستقل عن القوى الغربية و ذالك بإتباع العامل الإيديولوجي. حيث تبنت بعض القوى الإفريقية النهج الثوري الاشتراكي في هذه الفترة. كمصر الناصرية و الجزائر وليبيا وانغولا . وبحكم أن الطرفين كانا لا يزالان في بداية مراحل تكوين الدولة و النهج الثوري التحرري في أوجه فإن غلبة التعاون في المجالين السياسي والعسكري كانت السمة الأبرز فقدمت الصين الدعم والمساعدات والخبرات العسكرية كحرب العصابات والتكتيكات القتالية و الأسلحة لحلفائها الأفارقة بسخاء. إلى حدود بداية عقد السادس والسابع من القرن العشرين أين بدأت الصين تزود بعض الدول الإفريقية بالبعثات الطبية والمساعدات الفنية لإنشاء بنى تحتية . لكنها لم تكن بذاك الحجم الكبير . ولكن بعد سقوط الإتحاد السوفيتي و زوال الثنائية القطبية ومع خوف الصين من أن تكون العدو البديل للقوى الغربية انتهجت الصين نموذجا أكثر انفتاحا. معتمدة على حكمتها المستمدة من إرثها الحضاري الضارب في أعماق التاريخ الصيني القديم و ذلك بحرمان الولايات المتحدة الأمريكية من إعطائها فرصة لتدميرها خاصة مع صدور نظرية صامويل هانتينتغن حول صراع الحضارات التي خلصت إلى القول بأن اخطر الحضارات المهددة للغرب هي الحضارات الإسلامية والصينية (5).ولأن الصين لا تحبذ المواجهة المباشرة مع القوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة الامريكية فإنها اتجهت في علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية نحو القارة الإفريقية التي كانت قد خفت وطأت علاقتها معها سنوات الثمانيات من القرن العشرين. وقدمت الصين للدول الإفريقية أنموذجا نال رضا قادة قارة افريقيا في الاعتماد المتبادل والتنمية المحلية وتقديم المساعدات والتسهيلات الاقتصادية إلى الحد الذي أضحت فيه الصين الشريك الأول والأساسي لكثير من دول القارة ففي تقرير البنك الدولي بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا سنة 2014 نحو 222 مليار دولار وينتظر ان يصل حجم هذا التبادل بحول سنة 2020 إلى 400 مليار دولار. كل هذا يجعل من تلك العلاقات الافريقية الصينية علاقات مميزة تعتمد تبادل المنافع بدل الاستغلال المفرط . وحتى إن كان هناك استغلال أو استفادة طرف على حساب طرف اخر فعلى الطرف المتضرر وهي غالبا ما تكون افريقيا التي عليها ان تحسن التفاوض وتتعامل بندية مع الشريك الصيني الذي لا يبدي رعونة و تسلط في علاقاته مع الافارقة .

2 – مظاهر الإستراتيجية العسكرية الصينية في إفريقيا:

تكمن مظاهر الإستراتيجية العسكرية الصينية في إفريقيا في عدة محاور ونقاط يمكن لنا مشاهدتها ومعاينتها من خلال الإستراتيجية العسكرية المعتمدة ومن هذه المظاهر نذكر ما يلي :

أ – المشاركة الصينية في محاربة القرصنة على سواحل الصومال :

بدأ التواجد العسكري الصيني في افريقيا أول مرة بالقرب من سواحل الصومال منذ العام 2008 عقب اصدار مجلس الامن مجموعة من القرارات الدولية بخصوص القرصنة قبالة السواحل الصومالية في مدة متقاربة زمنيا وهي القرار رقم 1814 في 15 ماي 2008 , والقرار رقم 1816 في 02 جوان 2008 , والقرار رقم 1838 في 07 أوت 2008 .وجميع هذه القرارات صدرت بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استعمال القوة في القضايا التي تهدد الامن والسلم الدوليين (6). و قد تزعم قراصنة صوماليون تحت قيادة أمراء الحرب في دولة الصومال من أجل طلب الفدية حتى يتم تمويل العمليات العسكرية خلال الحرب الأهلية المندلعة منذ العام 1991 عقب سقوط نظام زياد بري . و من أجل تحقيق مكاسب مالية ربحية . وبالنسبة للصين كان ذلك يمثل تهديدا خطيرا لمصالحها الحيوية خاصة مع اعتمادها على بترول الشرق الأوسط و بترول شرق القارة الإفريقية وغربها . و تختزن افريقيا في باطنها ثروة نفطية ضخمة إذ أن حجم النفط الإفريقي يقدر بين 7 و 9 بالمائة من إجمالي الاحتياطي العالمي . وهو ما يعادل حوالي 80 مليار إلى مائة مليار برميل من النفط الخام( 7 ). إضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة إذ أن منظمة السلام الأخضر ( غرين بيس , Greenpeace ) أقرت بإنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية على مساحة 2 بالمائة من قارة افريقيا كافية لتلبية حاجات العالم من الطاقة الكهربائية .

ب – المشاركة في عمليات حفظ السلام الأممي بالقارة الإفريقية :

لم تكن الصين تحبذ المشاركة في قوات حفظ السلام الأممية قبل سنة 1990 . إذ أنها كانت تعتبرها مجرد ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها. وكانت الصين تفخر بكونها دولة ليس لها قوات عسكرية خارج حدودها( 8). لكن مع انهيار الكتلة الشرقية بقيادة الإتحاد السوفيتي حيث صاحبت التحولات في النظام الدولي تفجر جولات من التطهير العرقي والإبادات الجماعية بعضها كان استمرارا لحالات سابقة ولكن بشكل أعنف مثل السودان وموزنبيق( 9) وقد حظيت افريقيا بما يفوق نصف الحروب الأهلية في العالم تقريبا (10). ومع بداية اهتمام الصين بالعلاقات الإستراتيجية مع افريقيا ولكسب ثقة المجتمع الدولي وتحسين صورة الجمهورية الصينية حيال حقوق الإنسان التي كانت قد ساءت بشكل كبير خاصة مع أحداث ميدان تيان أن مين (السلام السماوي).على إثر المواجهة القمعية للجيش الصيني لاحتجاجات الطلبة المنادين بالحرية في سنة 1989 .حيث شن الغرب وعلى رأسها أمريكا بإدانتها للصين بانتهاك حقوق الإنسان وفرضت عليها عقوبات قاسية (11). وتعد حاليا المشاركة الصينية فاعلة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة .إذ تشير تقديرات إلى أن الصين قد شاركت منذ العام 1990 في ثلاثة عشر عملية حفظ سلام أممية بأفريقيا (12) و بلغ عدد القوات الصينية الأممية منذ العام 2003 حوالي 3975 (13) وقد أعلنت الصين في سبتمبر 2015 في قمة حفظ السلام بالأمم المتحدة أنها ستقدم مساعدات عسكرية بدون مقابل قيمتها 100 مليون دولار أمريكي للاتحاد الإفريقي لدعم إنشاء قوة الاستعداد الافريقية والقدرة الافريقية على الاستجابة الفورية في الأزمات . كما ستنشر أول كتيبة مروحيات في بعثات حفظ السلام في افريقيا .(14) ومما يلاحظ هو تزايد انخراط الصين في عمليات حفظ السلام بالقارة الافريقية و تقديم المساعدات المالية و اللوجيستية للاتحاد الافريقي حتى يتمكن من مواجهة الازمات الافريقية الطارئة وهذا رغم التضحيات الباهظة التي دفعتها الصين إذ قتل عدد من أفراد قواتها الاممية لحفظ السلام .

ج – بناء قاعدة عسكرية بدولة جيبوتي على البحر الأحمر:

تم الاتفاق على بناء قاعدة عسكرية صينية في منطقة القرن الافريقي وبالتحديد في دولة جيبوتي بموجب عقد معاهدة امنية ودفاعية موقعة بين الطرفين شهر فيفري 2014 (15) و التي تنص في احدى بنودها على بناء قاعدة بحرية عسكرية صينية في جيبوتي مقابل ايجار سنوي يقدر ب 20 مليون دولار سنويا بموجب عقد يمتد لعشر سنوات ويجدد لمدة مماثلة (16). و تعد هذه القاعدة العسكرية الصينية أول قاعدة عسكرية تبنيها الصين خارج حدودها الإقليمية. وتأتي منسجمة ضمن إستراتيجية الصين الرامية إلى إحياء طريق الحرير الصيني بشقيه البري والبحري وذلك عقب إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرته المعروفة باسم ( استراتيجية الحزام والطريق ) عام 2013( 17) كما شرعت الصين عمليا في مد نفوذها وإيجاد نقاط ارتكاز لها على طريق الحرير البحري وذلك من خلال ( سلسلة اللآلئ ) وهي عدد من الموانئ طورتها الصين إذ أن 90 % من تجارة الصين تتم عبر البحار. (18) وحسب وثيقة (الورقة البيضاء )(19) ، التي أصدرتها وزارة الدفاع الوطني الصينية يوم 26 ماي 2015 فإنها حددت أربعة مجالات أمنية حساسة للصين تشمل المحيطات والفضاء الخارجي والقوة النووية والقوة الإلكترونية) 20( . ووفقا لمعهد الشحن الدولي في شنغهاي , سوف يرتفع نصيب الصين من الشحن البحري ليمثل نحو 15 في المائة من الإجمالي العالمي . وسوف تملك الصين أسطولا للشحن البحري أكبر مما تمتلكه اليابان وألمانيا بحلول 2020.وأكبر من قوة الشحن التقليدية ( اليونان ) بحلول 2030 )21( لاشك أن لهذا الأسطول البحري و هذه القواعد العسكرية المنتشرة عبر المحيطات العالمية ومنها القاعدة الصينية على البحر بدولة جيبوتي أغراض عدة منها العسكرية ومنها التجارية ومنها اللوجيستية .فالصين بقراءتها للأحداث العالمية ترى في أفريقيا مصدرا لتعظيم ثروتها .وتعد منطقة القرن الافريقي منطقة إستراتيجية من الناحية الجيوبولتيكية فهي قريبة من مضيق باب المندب و وقريبة من المحيط الهندي وقناة السويس وتعتبر ممرا رئيسيا للتجارة العالمية . وبعد اندلاع الحرب اليمنية وصراع النفوذ الإقليمي بين السعودية و إيران ، تخشى الصين من سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب و تحوله إلى منطقة متشددين إسلاميين خاصة وأن للصين قومية إسلامية تدعى الايغور تطالب منذ زمن بالاستقلال الذاتي . كما أن الثروة النفطية في دولتي السودان وجنوب السودان والتي تعد الشركات الصينية أحد أهم الشركات المستخرجة لهذا النفط و الدولة الصينية أكبر مستوردي النفط فحماية تلك المصالح يعد أولوية صينية. وبالتالي تعتبر القاعدة العسكرية الصينية بجيبوتي قاعدة حيوية للإستراتيجية العسكرية الصينية في افريقيا.وقد لا تكون الوحيدة فطموح الصين أكبر من أن تحتويه قاعدة عسكرية مهما كان حجمها و موقعها الإستراتيجي.

د – بناء مصانع الذخيرة وتجارة الأسلحة :

تعدت العلاقات الصينية الإفريقية المجال الاقتصادي والاستثماري وحتى السياسي لتصل إلى العلاقات العسكرية ، حيث لوحظ نشاط مكثف ومقلق لتجارة الأسلحة بين الصين و عدد كبير من الدول الإفريقية وسبب القلق يكمن في كون الصين لازالت تصدر السلاح إلى الأفارقة بشكل يزيد من حدت النزاعات وإحداث خسائر بشرية كبيرة .وتصدر الصين السلاح إلى جميع الأطراف سواء منها تلك التي تشهد نزاعات مسلحة أم دولا اخرى تشهد استقرارا نسبيا . وتأتي في مقدمة الدول التي تتعامل مع الصين في المجال العسكري سواء بشراء الأسلحة والذخائر أو حتى بإقامة شراكة في مجال الصناعات العسكرية وبناء مصانع لإنتاج الأسلحة والذخيرة .تأتي في المقدمة دولة السودان،التي تعتبر ثالث مستورد للأسلحة في القارة الإفريقية بعد كل من الجزائر والمغرب حسب تقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام( 22 ). ويعد النزاع القائم في دارفور سببا مهما في مشتريات السلاح الصينية ذات الكلفة الرخيصة والخفيفة المحمل . و رغم فرض الأمم المتحدة على السودان حظرا على توريد الأسلحة. إلا أن الصين تجاهلت القرار لأنها تعتبر أن أي اتفاقية للحد من انتشار الأسلحة لا يجب أن تقيد حرية وسيادة الدولة في اقتناء السلاح.فقد جاء في افتتاحية جريدة لواشنطن بوست الأمريكية مقال للكاتب الصحفي كولوم لينش يقول فيه (..الصين ظلت تغدق على أفريقيا السوداء بالبنادق الهجومية والذخيرة التي انتهى المطاف ببعضها في مناطق النزاع في خرق لعقوبات الأمم المتحدة..) (23) . كما أن للصين أيضا زبائن كثر من الدول الإفريقية يصل عددها إلى 18 دولة إفريقية (24).وتأتي السودان الأولى من حيث المشتريات الصينية للأسلحة والجزائر ثانيا والمملكة المغربية ثالثا. ومن زبائنها أيضا نيجيريا وليبيريا وأنغولا وجنوب إفريقيا (25) .

و – عمليات إجلاء الرعايا من مناطق النزاعات المسلحة :

يتزايد أعداد الصينيون في إفريقيا باضطراد كبير في دول القارة الإفريقية بدواع عديدة منهم المقيمون بصفة دائمة ومنهم العمالة الوافدة ومنهم المبتعثين في إطار التعاون الطبي بين الجمهورية الصينية وعدد من دول إفريقيا التي تشهد أوبئة فتاكة ومنهم القبعات الزرق التابعين لهيئة الأمم المتحدة من اجل حفظ السلام في عدد من مناطق التوتر والنزاعات بالقارة الإفريقية. و رغم تضارب الأرقام والإحصائيات حول عددهم الفعلي فإنها تبقى جالية مهمة في إفريقيا. إذ يفوق عددها المليون شخص على أقل تقدير كما جاء في كتاب الصحفي الأمريكي هوارد فرنش المعنون ب قارة الصين الثانية كيف يبني مليون مهاجر إمبراطورية في افريقيا ( 26 ) . وسيكون على الحكومة الصينية الاهتمام بهذه الجالية ورعاية مصالحها والدفاع عنها وحمايتها. وهو ما حدث بالفعل حين ساءت الأوضاع في ليبيا عقب الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي سنة 2011.حيث سخرت الصين إمكاناتها العسكرية والبحرية والمدنية لإجلاء أكثر من 35 ألف صيني يشكل العمال في حقول النفط الليبية غالبيتهم27.الشيء الذي أعتبره البعض وفسره على أنه تحول في السياسة الأمنية للصين في القارة الإفريقية كما ذهب إلى ذلك لحسن الحسناوي

– أسباب تبني إستراتيجية عسكرية صينية في إفريقيا:

بعد الانفتاح الصيني على القارة الإفريقية و التوجه إليها اقتصاديا عبر القوة الناعمة. حيث ضخت اموالا طائلة عبر شراكة اقتصادية كانت افريقيا بحاجة لها خاصة وأن الصين استعملت مع القارة الإفريقية أسلوب ذكي تحت مسمى تعاون في إطار ما يسمى ( شراكة جنوب / جنوب ) . والأكيد أن المخططون الإستراتيجيون الصينيون لم ينطلقوا من فراغ ولم يسيروا إلى المجهول بل كان كل شيء مدروس وفق العقلية الصينية البراغماتية. وبالتالي فإن صناع القرار والمخططون الصينيون كانت لها نظرة مستقبلية و بُعد نظر يوصلهم إلى المبتغى في تحقيق إستراتيجية متكاملة متعددة الجوانب . فالصبر والمرونة التي تبديها الصين إنما هي استراتيجية بعيدة المدى . وعلى مدار سنوات طويلة حين ( تعمق جيل من المفكرين الاستراتيجيين الأمريكيين بكتابات المنظرين العسكريين الصينية الكلاسيكيين ، ويعتبر العديد منهم ان السكون السياسي الصيني الحالي هو علامة على الصبر وليس دليلا نوايا حميدة . وبقراءتهم للتاريخ الصيني يجدون ان القاسم المشترك في الفكر الصيني ليس التكيف الهادئ بل المواجهة في الوقت المناسب ) 28 . كما أن الراحل دانق قزياوبنغ قال : (…. لا يجب علينا مهما كانت الذريعة أن نكون في الطليعة . هذه سياسة وطنية أساسية ، ومع ذلك من المستحيل أن لا نقوم بشيء في الشؤون الدولية) 29 إن حماية المصالح الصينية الاقتصادية والتنموية والاستثمارية والبشرية المتعاظمة في افريقيا و حماية طرق الامدادات للثروات المعدنية والنفطية القادمة من افريقيا باتجاه الصين و الرغبة الصينية في إحياء طريق الحرير وانسجاما مع استراتيجية (حزام واحد،طريق واحد) و تطبيقا لإستراتيجية (عقد اللآلئ).

يمكن القول أن سبب تحول الصين نحو القارة الافريقية انما كان ضرورة حتمية استكمالا للإستراتيجية الصينية المتعددة الجوانب تجاه افريقيا.وأن غياب أي جانب كان سيؤثر على بقية الجوانب الأخرى،ثم إن الدول تراعي مصالحها أولا ومن مصلحة الصين ليس في افريقيا فقط بل في العالم كله باعتبارها قوة عالمية بات العالم يعترف بها.فإنه من البديهي أن تكون للصين حضورا عسكريا في افريقيا ليس بالضرورة عدوانيا ولكنه قد يتخذ أشكال التعاون مع دول القارة خاصة وأنها تعاني كثيرا من النزاعات الداخلية أثرت على تنميتها.تغيرت كثيرا من المعطيات الدولية وبات لزاما على الصين التكيف معها ومجاراتها. ولكن مهما يكن فإن الصين لن تصل إلى ما وصلت اليه امريكا من الانتشار العسكري العالمي في المدى المنظور. فميزانية أمريكا تتجاوز 1000 مليار دولار سنويا ولها ألف قاعدة عسكرية منتشرة عبر العالم . في حين أن ميزانية الصين لا تتعدى 175 مليار سنويا. وقواعدها العسكرية الخارجية تعد على الأصابع . والتواجد الصيني العسكري يزداد في القارة الافريقية خاصة مع رغبة الافارقة في تنويع الشركاء الدوليين في المجال العسكري والصين تعد احد أفضل البدلاء حاليا للأفارقة .

– أفاق الإستراتيجية الصينية العسكرية في إفريقيا:

إن التواجد الصيني في افريقيا ليس تواجدا عابرا بل هو نابع من استراتيجية وتخطيط مسبق وله جوانب عديدة . بدأت بالاقتصاد والاستثمار والتنمية والدبلوماسية والسياسة وامتدت للجانب الثقافي وكان اخرها التواجد العسكري الاستراتيجي عبر عدة نقاط ذكرناها انفا . وحاجة الصين لإفريقيا تتعاظم باستمرار فموارد افريقيا لا تنضب وبالتالي فإن الجزء الاخير من الاستراتيجية الصينية الممثل في الجانب الأمني والعسكري بدوره قد يتعاظم أكثر وأكثر. الصين تنمو بوتيرة تنموية سريعة و ثروتها تزداد باستمرار ولابد لهذه الثروة من قوة عسكرية تحميها ولابد للقوة العسكرية من ثروة تنفق عليها. فهذه الدورة بين تعاظم الثروة وتعاظم القوة افريقيا هي أحد أهم محطاتها وبالتالي فإننا نتوقع تغلغلا صينيا أكثر. كإنشاء مصانع السلاح في الدول الافريقية و التواجد عسكريا في مناطق عدة من افريقيا لاعتبارات عديدة . بعض العسكريين الصينيين دعوا صراحة إلى التخلي عن فكرة عدم التدخل خارج الحدود الاقليمية للصين فهذا قد يعرض مصالح للصين للخطر . وأن استباق الخطر بات امرا ضروريا .ثم إن الاعتراف بالصين كقوة عالمية يفرض عليها واجبات دولية . ولعلى افريقيا هي أهم محطات الارتكاز العسكري الصيني عبر العالم . لا نتوقع أن ينحسر التواجد العسكري في الصين فالتمدد والتوسع الصيني يفرض عليها التواجد عسكريا في افريقيا التي تعتبر ذات موقع جيواستراتجي هام للصين و لباقي القوى العالمية الاخرى. ويبدو لي أن الصين تتصرف وفق مقولة الإستراتيجي العسكري و الحكيم الصيني سون تزو الذي قال ( لذا فعندما نستطيع الهجوم ، يجب أن نبدوا وكأننا عاجزين عنه ، وعندما نناور ونتحرك بالقوات ، يجب أن لا نبدو وكأننا خاملين ، (31).

– تقييم الإستراتيجية العسكرية الصينية في إفريقيا .

حجم التواجد الصيني العسكري حاليا لا يرقى لمستوى وأهمية ومكانة الإستراتيجية الصينية العسكرية في إفريقيا. لكن مع ذلك يمكن القول إن للصين حضورا عسكريا بدأ بالنشاط وهو ينمو ويتزايد مع الوقت . فأهمية الصين بالنسبة لإفريقيا وأهمية إفريقيا بالنسبة للصين تجعل من المنطقي أن يكون حجم التواجد الصيني العسكري يكبر ويأخذ منحيات ومستويات أعلى من تلك الموجودة حاليا. غير أنه من الأهمية بمكان معرفة النوايا الحقيقية من وراء التواجد العسكري الصيني بإفريقيا. هل هو يخضع للاتفاقيات الدولية ويحترم القوانين الدولية و سيادة الدول الإفريقية ؟ أم أن الصين ستكشر عن أنيابها مستقبلا من أجل استباحة إفريقيا واستعمارها.هناك كثيرا من النخب الإفريقية التي لا يعجبها التغلغل الصيني الناعم وليست بالضرورة مدفوعة من الغرب وإن كانت هناك نخبة من هذا النوع . فتجارب إفريقيا مع القوى الكبرى يجعل من نخبها تستقبل الصين ولكن أيضا تحذر منها. فأخطاء الصين في إفريقيا وإن لم تكن بالحجم المقلق لكنها في تنامي. فتجارة السلاح غير الشرعية والتي للصين يد فيها. و التعامل مع الحكومات غير الشرعية وتزويدها بالسلاح يقلق المجتمع المدني الإفريقي بحيث لا تكفي مبررات الصين بالقول أنها تتعامل مع الدول بغض النظر عن شرعية الأنظمة فيها.كما يخشى الأفارقة ان تتحول قارتهم لساحة استقطاب دولي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وهو امر يكاد محسوم وستظهر تداعياته مستقبلا عندما تصدم المصالح بين القوى الكبرى في إفريقيا ( الصين والولايات المتحدة الأمريكية ) والتي بدأت تظهر بوادرها.

قائمة المراجع :

كتب :

1 – ن،جون ل،مارك لام و قراهام ، الصين الآن، ت : نور الدائم بابكر عبد الله . المملكة العربية السعودية : مكتبة العبيكان ، ط .1 ، 2012

2- رافع علي المدني ، الدبلوماسية الناعمة في السياسة الصينية تجاه افريقيا : العلاقات الصينية السودانية نموذجا 2000/2010 . الأردن : دار الجنان للنشر والتوزيع ، 2016

3- بايتس غيل ، النجم الصاعد : الصين دبلوماسية أمنية جديدة .بيروت : دار الكتاب العربي ، 2009

4 – خير الدين شمامة، العلاقات الإستراتيجية بين قوى المستقبل في القرن 21 . الجزائر : دار قرطبة ، 2009

5 – 30 – سون تزو ، فن الحرب : ترجمة : رءوف شبايك . 2006 .

مجـلات :

6 – شفيع محمد المكي،” الصراع في منطقة البحيرات العظمى : أسبابه وتداعياته “ ، ( مجلة دراسات إفريقية )،( العدد الرابع والعشرون ) ( ديسمبر 2000 )

7 – إنجي مهدي ، “المتنافسون الثلاثة” : توجهات عالمية للإستراتيجيات الأمريكية والروسية والصينية ، ( مجلة تقرير المستقبل ) ، ( أوت 2015 ) .

8 – مايا خاطر ،” الإطار القانوني لجريمة القرصنة البحرية” ، ( مجلة جامعة دمشق للعلوم القانونية والإقتصادية ) المجلد 27 ، العدد الرابع ، 2011

رسائل جامعية :

9 – أميمة علي طه ،العلاقات الصينية الأمريكية بعد الحرب الباردة ،بحث تكميلي لنيل شهادة الماجيستير في العلاقات الدولية ، جامعة الخرطوم ، كلية الدراسات الاقتصادية و الاجتماعية ، 2002 .

مراكـز بحثية :

10 – دون ب ، ألترمان ، الجانب الأخر من العالم : الصين والولايات المتحدة والصراع من أجل الشرق الأوسط ، معهد بريجينسكي ، مارس 2017

11 – طارق عزيزة ، إستراتيجية الولايات المتحدة في أسيا في ظل النهوض الصيني . مركز حرمون للدراسات المعاصرة ، 04 فيفري 2017

12- مايكل برسوم عزمي ،التمركز بصمت : إستراتيجية القواعد الصينية في إفريقيا ، شخصية مصر للدراسات الإستراتيجية .

13 – وحدة الدراسات السياسية ، سياسات الهيمنة للقوى الكبرى غي إفريقيا : الدلالات والمألات : مركز سمت للدراسات ، 26 جانفي 2018 .

مواقع الكترونية :

14 – علي أبو مريحيل ، قوات السلام الصينية أبطال على لوحة الشرف . تقرير قناة الجزيرة من بكين . 28/07/2016 . على الرابط 404 Error

15 – مشكلة تجارة الأسلحة الصينية بإفريقيا ، جولة الصحافة . قناة الجزيرة .

http://www.aljazeera.net/news/presstour/2012/9/4/

16 – سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية ،

سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية

17 – معهد ستوكهولم لأبحاث السلام ،

http://worldinarabic.com/sources/معهد-

%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%83%D9%87%D9%88%D9%84%D9%85-%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-sipri/

18 – وكالة شينخوا للأنباء ، بتاريخ 04/03/2011 .

19 – خطاب أمام قمة الأمم المتحدة لحفظ السلام ، الصين هنا من أجل السلام ، ، نيويورك ، 28/09/2015

الهوامش :

1 – ن،جون ل،مارك لام و قراهام ، الصين الآن، ت : نور الدائم بابكر عبد الله . المملكة العربية السعودية : مكتبة العبيكان ، ط .1 ، 2012 . ص 54

2 – حكمات العبد الرحمان. إستراتيجية الوجود الصيني في إفريقيا. مجلة سياسات عربية . العدد 22 سبتمبر 2016 . ص 72

3 – بايتس غيل ، النجم الصاعد : الصين دبلوماسية أمنية جديدة .بيروت : دار الكتاب العربي ، 2009

4 – خير الدين شمامة ، العلاقات الإستراتيجية بين قوى المستقبل في القرن 21 . الجزائر : دار قرطبة ، 2009 ، ص 721

5 – مايا خاطر ،” الإطار القانوني لجريمة القرصنة البحرية” ، ( مجلة جامعة دمشق للعلوم القانونية والإقتصادية ) المجلد 27 ، العدد الرابع ، 2011 ، ص 274

6 – وحدة الدراسات السياسية ، سياسات الهيمنة للقوى الكبرى غي إفريقيا : الدلالات والمألات . مركز سمت للدراسات ، 26 جانفي 2018 .

7 – علي أبو مريحيل ، قوات السلام الصينية أبطال على لوحة الشرف . تقرير قناة الجزيرة من بكين . 28/07/2016 . على الرابط 404 Error

8 – شفيع محمد المكي،” الصراع في منطقة البحيرات العظمى : أسبابه وتداعياته “ ، ( مجلة دراسات إفريقية )،( العدد الرابع والعشرون ) ( ديسمبر 2000 ) .ص 151

9 – نفس المصدر . ص 151

10 – أميمة علي طه ،العلاقات الصينية الأمريكية بعد الحرب الباردة ،بحث تكميلي لنيل شهادة الماجيستير في العلاقات الدولية ، جامعة الخرطوم ، كلية الدراسات الاقتصادية و الاجتماعية ، 2002 . ص 77

11 – رافع علي المدني ، الدبلوماسية الناعمة في السياسة الصينية تجاه افريقيا : العلاقات الصينية السودانية نموذجا 2000/2010 . الأردن : دار الجنان للنشر والتوزيع ، 2016 ، ص 189 .

12 – نفس المصدر .

13 – سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية ،

سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية

14 – خطاب أمام قمة الأمم المتحدة لحفظ السلام ، الصين هنا من أجل السلام ، ، نيويورك ، 28/09/2015

15 – مايكل برسوم عزمي ،التمركز بصمت : إستراتيجية القواعد الصينية في إفريقيا ، شخصية مصر للدراسات الإستراتيجية . ص 4

16 – نفس المصدر ، نفس الصفحة

17 – طارق عزيزة ، إستراتيجية الولايات المتحدة في أسيا في ظل النهوض الصيني . مركز حرمون للدراسات المعاصرة ، 04 فيفري 2017 ، ص 14

18 – نفس المصدر ، نفس الصفحة

19 – أنجي مهدي ، “المتنافسون الثلاثة” : توجهات عالمية للإستراتيجيات الأمريكية والروسية والصينية ، ( مجلة تقرير المستقبل ) ، ( أوت 2015 ) ، ص 9

20 – نفس المصدر ، نفس الصفحة

21 – طارق عزيزة ، إستراتيجية الولايات المتحدة في أسيا في ظل النهوض الصيني . مركز حرمون للدراسات المعاصرة ، 04 فيفري 2017 ، ص 14

22- ستوكهولم لأبحاث السلام ،

http://worldinarabic.com/sources/

23 – علي أبو مريحيل ، قوات السلام الصينية أبطال على لوحة الشرف . تقرير قناة الجزيرة من بكين . 28/07/2016 . على الرابط 404 Error

24 – – ستوكهولم لأبحاث السلام ،

http://worldinarabic.com/sources/

25 – نفس المصدر

انتبهوا أيها السادة من قارة الصين الثانية<br>مليون صيني يؤسسون<br>امبراطورية إفريقيا الصفراء – الأهرام اليومي

27 – وكالة شينخوا للأنباء ، بتاريخ 04/03/2011 .

28 – دون ب ، ألترمان ، الجانب الأخر من العالم : الصين والولايات المتحدة والصراع من أجل الشرق الأوسط ، معهد بريجينسكي ، مارس 2017، ص 7

29 – – خير الدين شمامة ، العلاقات الإستراتيجية بين قوى المستقبل في القرن 21 . الجزائر : دار قرطبة ، 2009 ، ص 687

30 – سون تزو ، فن الحرب : ترجمة : رؤوف شبايك . 2006 . ص 15

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى