...
أخبار ومعلومات

الجزائر لن تتأثر بالخلاف السعودي الإماراتي

بقلم  حفيظ صواليلي – جريدة الخبر

رغم إلغاء اجتماع “أوبك بلوس” مقابل الإبقاء على الاتفاق الذي تم إقراره سابقا ساري المفعول وبروز تباين وخلاف في المواقف بين الإمارات من جهة وبين العربية السعودية وروسيا من جهة أخرى، فإن تبعات هذا التباين على الجزائر غير قائم، خاصة وأن خطة “أوبك بلوس” المطروحة تنص على زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر. وبالتالي، فإن حصة الجزائر من الإنتاج النفطي مرشح للزيادة بعد أن حدد برسم شهر جويلية بـ 14 ألف برميل يوميا.

ونشب الأسبوع الماضي خلاف مع اعتراض الإمارات على تمديد مقترح لقيود الإنتاج إلى 8 أشهر إضافية، حيث وافقت الإمارات بالتنسيق مع العربية السعودية كأكبر منتج داخل “أوبك” وباقي أعضاء “أوبك بلوس” على زيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا اعتبارا من أوت إلى ديسمبر المقبلين، لكنها رفضت تمديد التخفيضات المتبقية حتى نهاية عام 2022 بدلا من نهاية أفريل من العام نفسه. كما طلبت الإمارات بزيادة حصتها الإنتاجية وعلى رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 0.6 مليون برميل يوميا إلى 3.8 ملايين برميل.

وكانت الخطة المطروحة من قبل مجموعة “أوبك بلوس” تنص على زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر اعتبارا من أوت وحتى ديسمبر، حيث تبلغ كمية النفط الإضافية المطروحة في السوق بحلول نهاية السنة مليوني برميل في اليوم.

تبعات الخلاف المباشرة لم تكن بالحدة التي خشيتها هيئات وأوساط متخصصة، وإن حذّر خبراء من أن يؤدي الفشل في الوصول إلى اتفاق إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط الخام، مما يهدد التعافي العالمي الضعيف بسبب جائحة “كوفيد-19” وأن يهدد الخلاف الإماراتي السعودي أيضا بتفكيك “أوبك بلوس”، مما قد يتسبب بحرب أسعار ستؤدي إلى فوضى اقتصادية عالمية، منبهين على أنه في العام الماضي أدّى خلاف بين موسكو والرياض إلى تدهور سعر الخام الأمريكي إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ. وبالنسبة للجزائر، فإنها تظل من صغار المنتجين داخل “أوبك” بمعدل حصص يقدر بـ861 ألف برميل يوميا، مع استفادتها من رفع حصة إنتاجها بصورة دورية وفقا للاتفاقيات المتوصل إليها، حيث بلغت حصة الجزائر 12 إلى 14 ألف برميل يوميا.

في نفس السياق، سجلت أسعار النفط تحسنا متواصلا وفاقت عتبة 77 دولارا للبرميل، قبل أن تعود إلى الاستقرار في مستوى أدنى، بل وحتى تسجيل انخفاض، حيث بلغت، أمس، مثلا بالنسبة لمؤشر برنت بحر الشمال 73 دولارا للبرميل بفقدان نحو 1.5 دولار، بينما بلغت أسعار مؤشر خام غرب تكساس الوسيط 71.5 دولارا للبرميل.

وقبل صدور تقرير أوبك الدوري الأسبوع المقبل، تفيد التقديرات الإحصائية بتجاوز متوسط سعر النفط الجزائري بالنسبة للسداسي الأول من السنة الحالية نحو 63 دولارا للبرميل، وهو مستوى أعلى بكثير من ذلك المسجل العام الماضي.

وفي غياب اتفاق يتجه تحالف “أوبك بلوس” للإبقاء على قيود أكثر تشددا للإنتاج، فيما يجري تداول أسعار النفط حاليا عند نحو 73 و75 دولارا للبرميل بارتفاع يزيد على 40٪ منذ بداية العام، في وقت يرغب المستهلكون في المزيد من الخام لدعم التعافي العالمي من جائحة كوفيد-19.

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى