القرأن الكريم…. بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
يعتبر (القرأن الكريم) رسالة الله عز وجل خالق الخلق أجمعين لجميع مخلوقاته من (أنس، وجن) ولم تقتصر الرساله على طائفة ما، كما يعد ثالث الكتب السماوية وأخرها التي أنزلها الله جل جلاله على سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، وهو أهم الكتب الموجوده على سطح الكرة الأرضية منذ نشأتها إلى فنائها، حيث تكمن أهميته في الكثير والعديد من أمور الحياة الدنيا والأخرة لجميع الخلق فهو كلام الله الذي يهدي للتي هي أقوم، ويصعب الإستغناء عنه سواء في الحياة الدنيا أو الأخره حيث قال الله تعالى في كتابة الكريم (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125).
قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) سورة طه، ففي الأية الأولى يوضح الله عز وجل لنا فيها أنه من يعرض عن ذكر الله و(الذكر) هنا يحمل معنى (القرأن الكريم)، أما الإعراض هنا يعني عدم قرائته والعمل به وبما أنزله الله لنا من أوامر ونهانا عنه من أفعال بالإضافة إلى إتباع حدود الله في شتى أمور حياتنا، وحين ذلك الإعراض عن الذكر من قبل الإنسان يعاقبه الله في دنياه وأخرته، فأما عقاب الحياة الدنيا فيتمثل في كل من (المعيشة الضنك مهما كان معه الإنسان من أمور الدنيا، بالإضافه إلى ضيق القبرعليه بعد موته وقبل بعثة مرة أخرى)، أما عن عقاب الأخرة يسلب الله عز وجل منه نظره ويحشره أعمى وعندما يسأل لماذا أحشر أعمى وقد كنت في الدنيا بصيرا يقول الله له حين ذلك كيفما جائك في الدنيا أياتي الكريمة ونسيتها ولم تتبع فيها من أوامر ونواهي وغيرها من الأمور التي تنظم لنا حياتنا، كما تكمن أهمية كتاب الله (القرأن الكريم) في أنه بمثابة (الكاتلوج) الذي يرشدنا إلى أفضل طريقة تشغيل وصيانه للإنسان، وبمثابة القانون الإلهي الذي وضعه الله لنا كي نستطيع أن نلقى حياة سعيدة في طاعته وحياة أخرة سعيده في جناته، رزقنا الله وإياكم حياة هنيئه في رضاه، وأخرة هنيئة في جناته، وصرف عنا عذاب الدنيا والاخره، وأحسن خاتمتنا وإياكم، والحديث عن كتاب الله وأهميته لا ينتهي فكما قال الله تعالي (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) (109) سورة الكهف، أما عن موضوع مقالتنا فسوف نسرد على حضراتكم بعض الدول والمدن التي ذكرها الله عز وجل لنا في كتابه الكريم (القرأن الكريم).
ما هي الدول والمدن التي ذكرت في القرأن الكريم… يوجد العديد من الأماكن التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم في مواضع عديده من ضمن قصص القرأن وإن في قصص القرأن لعبره وعظه وإليكم الان نبذه عن بعضها:
أولا: (مكه المكرمة)… مكه المكرمة إحدى أطهر بقاع الأرض الموجودة في المملكة العربية السعودية والتي يوجد على أراضيها (الكعبة المشرفة) التي تعد قبلة المسلمين في أنحاء الكرة الأرضية، وقد ذكرت مكه في كتاب الله في النص الاتي حيث قال تعالى (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا)(24) سورة الفتح.
ثانيا: (المدينة المنوره)… المدينة المنوره (يثرب) وهي إحدى مدن (المملكة العربية السعودية) التي تم ذكرها في كتاب الله في الأية رقم 101 من سورة التوبة حيث قال تعالى (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ )، كما قال تعالى (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٢٠﴾ سورة التوبة.
ثالثا: (مصر)…أما عن مصر فقد ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم حيث قال تعالى (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) سورة البقرة، كما قال تعالى (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) سورة يوسف.
رابعا: (الأرض المقدسة)…قال الله تعالى (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) سورة المائدة، وتعني الأرض المقدسة في تلك الأية (القدس الشريف) بالأراضي الفلسطينية، اللهم أرفع عنها البلاء لما تعانيه من إحتلال من قبل أسوء كيان على سطح الارض وهو الكيان الصهيوني.
خامسا: (بابل)… وهي تلك المدينة التي تقع في وسط دولة العراق وقد ذكرها الله عز وجل في كتابه حيث قال تعالى(وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ(102) سورة البقرة.
سادسا: ( مدينة إرم ذات العماد)…قال تعالى في كتابه الكريم (إرم ذات العماد ( 7 ) التي لم يخلق مثلها في البلاد ( 8 )) سورة الفجر، و تقع مدينة قوم عاد (إرم ذات العماد) في منطقة جزيرة العرب بين كل من دولتي (اليمن، وعمان).
وأخيرا… عن معاذ بن جبل قال: “كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر فقلت: يا رسول الله حدثنا بما لنا فيه نفع، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن أردتم عيش السعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحشر والظل يوم الحرور والهدى يوم الضلالة فادرسوا القرآن، فانه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان)، والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمه.