الدبلوماسية و المنظمات الدولية

الدبلوماسية الرياضية: مونديال قطر نموذجاً

إعداد: أ. د. وليد عبد الحي.[1]
(خاص بمركز الزيتونة).

مقدمة:

لم تكن عبارة الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو Aristotle بأن الإنسان “حيوان سياسي” عبارة عابرة، بل هي تعني أن البشر كحيوانات سياسية؛ يعيشون مع بعضهم بدافع تأدية وظيفة مشتركة متعددة الأبعاد وتعود عليهم بالنفع، ولكن أداءها يستوجب قواعد تنظم إنجاز الهدف المشترك، وسلطة ترعى تطبيق هذه القواعد وهذا هو جوهر السياسة. وعليه، فإن الإنسان—ممثلاً بالمجتمع والسلطة—يحاول أن يوظف أي نشاط من نشاطاته لتحقيق أهداف سياسية كما سنرى.



للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: الديبلوماسية الرياضية: مونديال قطر نموذجاً … أ. د. وليد عبد الحي  (18 صفحة، 1.8 MB)


بالمقابل فإن الرياضة في كل الألعاب الفردية والجماعية تستهدف تحقيق هدف معين يعود بفوائد مادية ومعنوية على المشاركين، مع ضرورة التنبه إلى أن الظاهرة الرياضية لا تقتصر على اللاعب، بل وجمهور المتفرجين، وحكّام اللعب الذين يراقبون مدى الالتزام بقواعد اللعب، والمدربين، وخبراء الرياضة، ووسائل الإعلام المتخصصة في النشاطات الرياضية، وكليات التربية الرياضية في مختلف جامعات العالم…إلخ.

ومن الضروري الإشارة أيضاً إلى قطاع اقتصاديات الرياضة، فقد بلغ إجمالي الدخل العالمي من الرياضة سنة 2022 ما يعادل 501.43 مليار دولار ويقدر له أن يصل إلى 707.84 مليار دولار سنة 2026،[2] وتمثل اقتصاديات الرياضة نحو 1% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وقد أصبح هذا الموضوع فرعاً علمياً في بعض الجامعات تحت مسمى “اقتصاديات الرياضة Sports Economics”.ا[3]

أما في البعد التاريخي لعلاقة الرياضة بالسياسة، فتعود جذور العلاقة بينهما إلى القرن الثامن قبل الميلاد في اليونان، عندما كان اليونانيون يمارسون ما يسمى بـ”ألعاب الجنائز Funeral Games” التي كانت تقام في مجمع الآلهة في اليونان القديمة، وكانت تقام خلال فترات الهدنة الفاصلة بين الحروب، حيث ينعم الناس من المتفرجين واللاعبين والمسؤولين بالتنقل بحرية داخل أراضي الدول الأخرى خلال الهدنة بما فيها الدولة العدو، أي أن الأولمبياد الرياضي Olympics ليس إلا “هدنة عسكرية بين دول متحاربة”، ويتم في ألعاب الجنائز تكريم الأبطال في الرياضة أو من المتحاربين، وبقي الأمر كذلك حتى سنة 394م عندما ألغى الإمبراطور الروماني ثيودسيوس Theodosius هذه الألعاب كجزء من إلغاء الوثنية وفرض المسيحية، على أساس أن الإمبراطور ربط بين تمجيد الأبطال وبين الوثنية.[4]

وعرف التاريخ المعاصر والحديث وقائع كثيرة تشير إلى توظيف الرياضة في غرض سياسي، إذ يتم إرسال فرق رياضية من دول إلى دول أخرى في حالة عداء للتنافس الرياضي، ويكون الهدف هو تهيئة الظروف للقاءات شعبية تمهّد للقاءات رسمية لاحقة، وربما تكون ظاهرة ما تمّت تسميته ديبلوماسية “البينج بونج” Ping-Pong Diplomacy بين الصين والولايات المتحدة في سنة 1971 واحدة من أبرز مظاهر “ديبلوماسية الرياضة Sport Diplomacy”، والتي انتهت إلى زيارة طويلة للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون Richard Nixon إلى الصين بالرغم من عدم وجود أيّ علاقات بين البلدين،[5] كما عرفت الكتابات السياسية مصطلح “ديبلوماسية الكركيت” Cricket Diplomacy بين الهند وباكستان سنة 1987، والتي فتحت المجال لزيارة الجنرال محمد ضياء الحق Muhammad Zia-ul-Haq لزيارة الهند مما أدى لتخفيف التوتر بين البلدين حينها،[6] ويتضح التوظيف السياسي في الرياضة في مجالات أخرى؛ مثل طرد جنوب إفريقيا من اللجنة الأولمبية الدولية International Olympic Committee سنة 1970 في فترة التمييز العنصري،[7] أو المقاطعة الأمريكية للبطولات الرياضية السوفييتية سنة 1980، ومقاطعة البطولات الأمريكية من الاتحاد السوفييتي ودول الكتلة الاشتراكية حينها سنة 1984،[8] أو امتناع 18 من الفرق والأفراد الرياضيين العرب و32 لاعباً أو فريقاً إيرانياً من المشاركة في منافسات رياضية مع فرق إسرائيلية؛ كتعبير عن موقف سياسي رسمي وشعبي في مجتمع اللاعب، أو خوفاً من ردة الفعل الشعبي على المشاركة.[9] بل إن حرباً بين الهندوراس والسلفادور سنة 1969 سُمّيت باسم “حرب كرة القدم” لأنها كانت سبباً مباشراً لفتح الباب لانفجار العلاقات بين الطرفين؛ بسبب خلافات بينهما حول موجات المهاجرين السلفادوريين إلى هندوراس.[10]

ما سبق يشير إلى أن الرياضة يُمكن أن تكون أحد مقومات القوة الناعمة للدولة، والتي تتضمن القدرة على التأثير على الآخرين من خلال الثقافة أو القيم أو الصورة البهية لمجتمع معين من خلال الإنجازات الرياضية في الملاعب، وإلا لماذا تهتم الدول بحساب عدد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية التي حصلت عليها، أو عدد مرات الفوز على خصم، أو عدد مرات المشاركة في منافسات دولية…إلخ، فهي من المؤشرات على “نوع من القوة الناعمة”. كما أن ما يتخلل هذه الألعاب من رموز وصور وشعارات وأعلام…إلخ تترك تأثيرها داخلياً؛ في تعزيز المشاعر الوطنية والقومية، وزيادة الثقة في الذات، وخارجياً؛ في تحسين الصورة والتعاون الدولي، ولكنها أيضاً قد تترك أثراً نفسياً سلبياً نتيجة ما ينطوي عليه كل تنافس وما يرتبط أحياناً بشغب الملاعب، كل ذلك يعني أن الديبلوماسية الرياضية هي تعبير عن امتداد لمفهوم الديبلوماسية العامة التي تقوم على توظيف المجتمع أو قطاعات منه لأغراض سياسية.

بناء على ما سبق، يُمكن تعريف الديبلوماسية الرياضية بأنها: “الاستخدام الواعي والاستراتيجي للرياضيين والأحداث الرياضية من أجل تكريس انطباعات إيجابية عن الدولة لدى الرأي العام الدولي من ناحية، أو لإيجاد مداخل ذات طابع إنساني لتمرير مواقف سياسية أو لقاءات رسمية سياسية من ناحية أخرى”.[11]

بناء على ما سبق، يُمكن القول بأن الديبلوماسية الرياضية تشكّل أداة سياسية في أحد أبعادها على النحو التالي:

1. حجم المخاطرة في الديبلوماسية الرياضية قليل، وتكلفتها في الغالب ليست عالية، لكنها تعطي نتائج أكبر من تكلفتها.

2. توظيف العلاقات الرياضية الشعبية لفتح قنوات لعلاقات رسمية، خصوصاً بين الدول المتعادية أو التي بينها علاقات ضعيفة.

3. ترافق البعثة الرياضية دوافع غير مباشرة، منها عرض السياسة الخارجية للدولة، عبر قنوات مختلفة، ونقل رموز الدولة وثقافتها للمجتمعات الأخرى.

4. تعزيز معرفة المجتمع المحلي بالمجتمعات الأخرى.

5. تكثيف العلاقة بين الحكومة والنوادي والهيئات الرياضية، وبعض المصالح الاقتصادية والإعلامية والأكاديمية داخلياً وخارجياً.

تحوّل الديبلوماسية الرياضية إلى عمل مؤسسي:

تشير متابعة خيوط العلاقة بين السياسة والرياضة إلى التحول التدريجي نحو “مأسسة Institutionalization” الرياضة، أي العمل على تطوير هذه الديبلوماسية أكاديمياً أو إنشاء هيئات تنظم وتضع قواعد لممارسة هذه الديبلوماسية، ويكفي أن نتوقف عند المؤشرات التالية:[12]

1. في سنة 2015 أنشأت المفوضية الأوروبية European Commission هيئة أسمتها “مجموعة المستوى العالي High Level Group” وتضم 15 عضواً، مهمتها المحددة من قبل المفوضية هي تقييم إمكانيات توظيف الرياضة في الديبلوماسية الأوروبية.

2. عُقد اتفاق سنة 2014 بين اللجنة الأولمبية الدولية وبين الأمم المتحدة United Nations (UN) لتوظيف الرياضة لتدعيم الأمن والسِلم الدولي.

3. تزايد المؤسسات الدولية ذات الصلة المباشرة بالرياضة؛ مثل اللجنة الأولمبية الدولية، أو الاتحاد الدولي لكرة القدمInternational Association Football Federation ، أو الاتحاد الدولي للتنس International Tennis Federation (يضم 205 اتحادات).

4. كثيراً ما فتحت المنافسات الرياضية الأبواب أمام زعماء أو ديبلوماسيين من دول مختلفة للقاء، الأمر الذي قد يقود لمناقشات سياسية، أو فتح الأبواب أمام مبادرات لنشاط سياسي ما.

5. بعض الدول أنشأت أقساماً لديبلوماسية الرياضة تابعة لوزارة الخارجية، فبعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر المعروفة، أنشأت الولايات المتحدة قسم الديبلوماسية الرياضية في وزارة الخارجية، وحددت مهمته في التواصل مع الشباب في الشرق الأوسط، والتواصل معهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي، والعمل على إنجاز أولويات السياسة الخارجية الأمريكية ذات العلاقة بهذه الشرائح الاجتماعية.

6. إنشاء قواعد بيانات ومكتبات للدراسات الخاصة فقط بالديبلوماسية الرياضية؛ مثل إنشاء “أكاديمية الديبلوماسية الرياضية Sport Diplomacy Academy Project” بتمويل من الاتحاد الأوروبي European Union.

أدوات الديبلوماسية الرياضية:

لكي تؤدي الديبلوماسية الرياضية دورها المطلوب، فإنها تعمل على استثمار وتوظيف عدد من الأدوات؛ أهمها:[13]

1. التنظيمات الدولية: فإلى جانب الاتحادات الإقليمية أو القارية للعديد من النشاطات الرياضية هناك التنظيمات الدولية مثل الأولمبياد أو الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)…وغيرها.

2. “العلامة الوطنية National Brand”: حدَّد كيث ديني Keith Dinnie لكل سمة أو علامة وطنية بُعدان؛ هما البُعد الشكلي والبُعد الضمني، فالأول يتضمن اسماً أو رمزاً أو مصطلحاً أو علامة أو تصميماً يشير لجهة أو سلعة أو هيئة أو دولة تجعلها مميزة عن غيرها وترتبط في أذهان المتلقي لها بتلك الجهة، أما من حيث البُعد الضمني، فلا بدّ لتلك العلامة أن تستحوذ على مشاعر المتلقي بكيفية إيجابية من ناحية، وتبقى آثار هذا الاستحواذ لفترة طويلة من ناحية ثانية، ولا بدّ أن تكون تلك العلامة تنطوي في دلالاتها على بعد أخلاقي أو قيمي.[14] وتستهدف هذه العلامة تحقيق مكاسب مختلفة من بينها مكاسب سياسية مثل: المساعدة في استعادة المصداقية الدولية وثقة المستثمرين؛ أو تحسين مركز الدولة في التصنيفات الدولية؛ أو زيادة النفوذ السياسي الدولي؛ أو تحفيز شراكات دولية أقوى وأكثر؛ أو تعزيز بناء الدولة (من خلال تغذية الثقة الذاتية، والطموح، والعزيمة الوطنية)؛ وأحياناً هناك هدف آخر قد تطمح إليه الدول التي تمرّ بمرحلة انتقالية وترغب في تكريس فكرة أنها تسير في اتجاه جديد…إلخ.

3. الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، إذ يتم توظيف هذه الوسائط التقنية خلال النشاطات الرياضية، لتقديم صورة إعلامية معينة؛ عن الدولة أو القطر أو المجتمع أو الآثار أو الرموز المختلفة، لتكريس صورة إيجابية عن الدولة، أو لزعزعة صورة سلبية سائدة عن الدولة أو المجتمع.

4. توظيف الرياضي المتميز للعب دور ديبلوماسي مباشر، مثل إيكال الرئيس الأمريكي جورج بوش George Bush للاعب كرة السلة كين جريفي Ken Griffey بعض النشاطات الديبلوماسية، أو تعيين رياضيين كمبعوثين لليونسيف UNICEF، أو التوسط في نزاعات دولية؛ كما فعل محمد علي كلاي Muhammad Ali Clay في توسطه لدى العراق للإفراج عن رهائن أمريكيين في مطلع التسعينيات من القرن العشرين.[15]

الظاهرة السياسية في المونديال القطري سنة 2022:

منذ سنة 1930 حيث تمّ تنظيم مباريات كأس العالم في كرة القدم في الأورغواي للمرة الأولى، لم تتمكن دولة عربية أو مسلمة من استضافة هذا الحدث الرياضي، لكنّ قطر تمكنت من ذلك وأنفقت لضمان سير الحدث بشكل جيد نحو 220 مليار دولار طبقاً لتقديرات دراسة صادرة عن المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية European Council on Foreign Relations،[16] وقد نجحت قطر في استضافة الحدث الرياضي بالرغم من ملابسات ذات طابع سياسي رافقت هذه التظاهرة الرياضية، وتمثلت هذه الملابسات في الآتي:

1. الجدل السياسي والثقافي حول مدى التزام قطر بحقوق الإنسان؛ لا سيّما تجاه العمال الأجانب، وتجاه المثليين، أو السماح ببيع المشروبات الروحية، أو مشاركة إيران في المباريات. وقد دافعَ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” جياني انفانتينو Gianni Infantinoعن الموقف القطري في كل هذه الموضوعات.[17]

2. رافق عملية التحضير للاستضافة الكروية في قطر اتهامات رسمية من وزارة العدل الأمريكية لقطر؛ بتقديم رشى لخمسة من أعضاء مجلس الفيفا لضمان الفوز بتنظيم مباريات كأس العالم،[18] ثم ظهرت دعاوى لاحقة بأن قطر قدمت رشى قيمتها 7.4 مليون دولار لثمانية من لاعبي فريق الأكوادور لضمان فوز قطر في مباراة الافتتاح،[19] وهي دعاوى نفتها قطر جميعها بل إن بعضها لم يتحقق أو ثبت عدم صحته.

الحضور الإسرائيلي في قطر:

مثّلت مناسبة تنظيم قطر لكأس العالم في كرة القدم فرصة للديبلوماسية الإسرائيلية لاختبار علاقاتها مع دولة قطر، ونظراً لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم يشترط عدم وضع قيود على أحد لحضور النشاطات الرياضية التي ينظمها الاتحاد، وافقت قطر على السماح للإسرائيليين بالحضور عبر طائرات نقل تجارية وتنظيم منحهم تأشيرات الدخول إلى قطر.[20] كما سمحت بوجود مكتب قنصلي إسرائيلي في الدوحة طيلة فترة المباريات، وسمحت للقنوات الفضائية وللصحافة الإسرائيلية بالحضور، ناهيك عن 15 ألف إسرائيلي طلبوا الحضور.[21]

لكن الربط بين السماح للإسرائيليين بالدخول إلى قطر وبين شروط “الفيفا” هو أمر لا يتسق والسياسة القطرية قبل المونديال، ففي إطار سياسة “إسرائيل” للتطبيع مع العالم العربي، شاركت الفرق الرياضية الإسرائيلية في ما مجموعه 12 نشاطاً رياضياً في قطر منذ سنة 2008، كما يُبين الجدول التالي:[22]


جدول رقم 1: المشاركات الإسرائيلية في البطولات الرياضية في قطر

المشاركة الإسرائيلية في قطرالتاريخ
تنس الطاولة2008
تنس الطاولة2012
السباحة2014
كرة الطائرة2016
تنس الطاولة2018
كرة اليد2018
الجمباز2018
الفروسية2018
الجمباز (وتمّ عزف النشيد الإسرائيلي)2019
رياضات متنوعة لأبطال العالم2019
الجودو2021
الجمباز2021

وتتعزز هشاشة هذا التبرير، أي اشتراطات الفيفا، بالعودة للعلاقات الإسرائيلية القطرية ديبلوماسياً واقتصادياً إلى جانب ما أشرنا له رياضياً، فقد بدأت أولى العلاقات القطرية الإسرائيلية العلنية سنة 1996 بافتتاح مكتب تجاري لـ”إسرائيل” دشّنه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريزShimon Peres في الدوحة، والتي عاد لها سنة 2007 وزار قناة الجزيرة. وعرفت سنة 2008 لقاءات إسرائيلية قطرية بين وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك Ehud Barak ورئيس الوزراء القطري السابق الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني، ولقاءات وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني Tzipi Livni مع أمير قطر إلى جانب زيارتها للدوحة في السنة نفسها،[23] ناهيك عن استضافة قناة الجزيرة لشمعون بيريز واستمرار استضافتها للصحفيين والمعلِّقين الإسرائيليين،[24] حتى بعد استشهاد مراسلتهم شيرين أبو عاقلة على يد الجنود الإسرائيلين في أيار/ مايو 2022، ويضاف إلى ذلك المساعدة القطرية في نقل يهود يمنيين إلى “إسرائيل” سنة 2013.[25] كل ذلك يعني أن العلاقة الرياضية الملتبسة بالسياسة سبقت تنظيم كأس العالم في الدوحة بنحو ربع قرن، وهو ما يُفقِد تبرير الاستضافة للإسرائيليين بأنه نتيجة لشروط الفيفا القدر الكافي من الوجاهة.

من زاوية مقابلة، فإن الظاهرة الرياضية ذات طبيعة جدلية ككل ظاهرة اجتماعية أو سياسية، فقد لوحظ تركيز القنوات الإعلامية الإسرائيلية، وبعض القنوات الغربية، لا على الجانب الرياضي في هذه المظاهرة الرياضية الدولية، بل على البعد السياسي في المسألة والمتمثل في “الرفض الشعبي العربي لإسرائيل” ورفض التخاطب أو الحوار مع الإعلام الإسرائيلي، وعلى حضور الموضوع الفلسطيني عبر الرموز الفلسطينية (الكوفية والأعلام الفلسطينية…) التي يحملها العرب وغيرهم، وترديد الأغاني والهتافات المؤيدة للفلسطينيين.[26]

من الضروري الوقوف عند مسألتَين في هذا الجانب الخاص بالتغطية الإسرائيلية لهذا الحدث الرياضي:

1. الاستحضار الدائم للرفض الشعبي العربي والإسلامي لـ”إسرائيل” من ناحية، وتغييب دلالات الوجود الإسرائيلي في قطر ضمن سياسات التطبيع العربي المتزايدة من ناحية ثانية، فالجانب الأول (الرفض الشعبي)؛ أمر يدركه مسبقاً كل من الإعلام الإسرائيلي والنخبة الفكرية الإسرائيلية ناهيك عن صناع القرار في الحكومة اليمينية السابقة والقائمة، فاستطلاعات الرأي العربية والدولية تؤكد ذلك وباستمرار، وبالتالي فهو ليس كشفاً علمياً، ويكفي مراجعة هذه الاستطلاعات للتأكد من أن ذلك سابق على المونديال الرياضي في الدوحة،[27] إضافة لما ذكرناه عن رفض العشرات من الرياضيين العرب والمسلمين المشاركة في تنافس رياضي مع إسرائيليين لأكثر من خمسين مرة في السنوات القليلة الماضية. ويبدو أن التركيز على الرفض الشعبي العربي للتطبيع يؤدي إلى نتيجتَين متناقضتَين:

أ. إن التركيز على عمق العداء الشعبي العربي لـ”إسرائيل” يحاول تكريس صورة سلبية عن توجهات المجتمع العربي تجاه “السلام”، والغرض من ذلك تقديم السياسات اليمينية الإسرائيلية للمجتمع الدولي كما لو أنها ردّ فعل على هذه التوجهات المجتمعية العربية من ناحية، ولكنها من ناحية أخرى لتعزيز القاعدة الشعبية المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي مما يخدم سياسات اليمين الإسرائيلي ويوسع قاعدة ناخبيه.

ب. النتيجة المقابلة في هذه المسألة هي أن الموقف الشعبي العربي يكشف للأنظمة السياسية العربية الهوة الواسعة بين توجهاتها تجاه “إسرائيل” وبين التوجهات الشعبية العربية، وهو ما يعزز ثقة المقاومة في توجهاتها.

2. إن صرف النظر عن استمرار التطبيع القطري الإسرائيلي يقع في تقديري في إطار “ديبلوماسية الإنابة Proxy diplomacy”؛ التي تعمل على توفير أجواء التواصل بين الخصوم في النزاعات الدولية، ففي هذا النمط من الديبلوماسية تعمل الدولة على تقديم منافع ومواقف إيجابية تجاه طرفَي النزاع لضمان قبولهما بدورها كقناة اتصال مقابل الوقوف مع دولة “ديبلوماسية الإنابة” في لحظاتها الحرجة، لذا فإن التطبيع الرياضي هو جزء من ديبلوماسية الإنابة من ناحية وجزء من القوة الناعمة لهذه الدولة من ناحية أخرى.

وعليه، فإن تكثيف الدعاية الإسرائيلية حول العداء العربي والإسلامي استهدف تكريس الدفع بالمجتمع الإسرائيلي نحو مزيد من التطرف ضدّ العرب من ناحية، وتغييب موضوع تواصل التطبيع القطري الإسرائيلي، وهو أمر مفيد للديبلوماسية الرياضية القطرية.

وما يؤكد هذا التوجه—تغييب التطبيع العربي مع “إسرائيل” في حمى المنافسات الرياضية—إن الحماس الشعبي العربي للأداء الرياضي المتميز للفريق المغربي في المونديال في قطر وارى خلفه إعلان شركة الطاقة “نيوميد إنرجي NewMed” الإسرائيلية عن توقيعها اتفاقية مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية للتنقيب عن الغاز الطبيعي وإنتاجه في الصحراء المغربية بالقرب من مدينة بوجدور على المحيط الأطلسي، كما تمّ إعلان المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء Israel Central Bureau of Statistics، في غمرة الانشغال بمونديال قطر بفعل إنجازات الفريق المغربي الرياضي، عن ارتفاع التبادل التجاري بين المغرب و”إسرائيل” بنسبة 25% بغضون الأشهر العشرة الأولى من سنة 2022 مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2021.[28] وعن مصادقة كل من “إسرائيل” والإمارات في الفترة نفسها على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، والتي تلغي أو تخفض الرسوم الضريبية على 96% من التجارة المتبادلة بين الجانبين.[29] وهكذا تمّ توظيف “الابتهاج العربي” لحسن تنظيم المونديال من ناحية، وتوظيف “نشوة الأداء الكروي للفريق المغربي” للتغطية على تواصل اختراق الطرف الصهيوني للجسد السياسي والاقتصادي العربي، وهذا هو جوهر أحد أبعاد الديبلوماسية الرياضية المتمثل في توظيف “المتعة لتخدير الألم”.

الحضور الإيراني في قطر:

أثار حضور الفريق الإيراني في منافسات كأس العالم في قطر موضوعات سياسية عملت جهات مختلفة على استغلالها؛ وهو ما يتضح في الآتي:

1. الربط بين نتائج مباريات الفريق الإيراني، خصوصاً الأولى مع بريطانيا، وبين الاضطرابات السياسية في إيران، فقد نقلت وسائل الإعلام خصوصاً الخليجية والبريطانية والأمريكية والإسرائيلية تقارير عن مظاهرات فرح تقوم بها المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج بسبب الهزيمة الثقيلة لمنتخب إيران.[30] وركّز البعض على موضوع عدم إنشاد الفريق الرياضي الإيراني النشيد الوطني لبلاده في المباراة الأولى.[31]

2. ظهور مطالب من جهات عدة لمنع إيران من المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم في الدوحة بسبب “سياسات الحكومة الإيرانية تجاه الشعب”، وقد جاءت هذه الدعوات من جهات إيرانية معارضة ومن مسؤولين سابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم ومن جهات غربية مختلفة.[32]

الخلاصة:

تأكيداً لما قاله أرسطو بأن الإنسان حيوان سياسي، أي أنه لا يستطيع فصل أي نشاط من نشاطاته عن السياسة، فإن الرياضة التي يتمّ النظر لها كأداة ترفيهية، كثيراً ما كانت موضع تداخل مع السياسة وصولاً بها إلى الانتقال من ميدان شباك مرمى الخصم إلى ميدان الاشتباك العسكري، كما أشرنا في موضوع هندوراس والسلفادور.

إن تعبير الديبلوماسية الرياضية، وإنشاء أقسام في بعض وزارات الخارجية للديبلوماسية الرياضية، وفتح أكاديميات ومؤسسات لهذا النمط الديبلوماسي هو أمر يجب عدم تناوله بشكل عابر.

إن ما يُمكن التوصية به هو عدم التعالي على الموضوع الرياضي من جانبه السياسي، فإذا كانت الوسيلة الرياضية تحقق غاية سياسية فإن الفكر الغربي، وخصوصاً الذي يُعدّ فيه ميكيافيللي Machiavelli رائد علم السياسة الحديث، لن يرى في ذلك أي غضاضة. فالرياضة قد تعزز مشاعر الوحدة الوطنية لكنها قد تثير النزاعات الوطنية والإثنية بل والحساسيات التاريخية، ذلك يؤكد أن النشاط الرياضي ينطوي على أبعاد سياسية قد تكون أكبر مما يبدو للوهلة الأولى، وفي ذلك تجسيد لما يُعرف بالديبلوماسية الرياضية.

من جانب آخر، فإن الحضور الشعبي الإسرائيلي إلى قطر هو خرق استراتيجي نحو مزيد من التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي؛ لأنه سيفتح الباب أمام الانتقال من التطبيع الرسمي إلى التطبيع الشعبي حتى وإن واجه هذا التطبيع بعض العراقيل، فمن الواضح أن حضور آلاف الإسرائيليين في شوارع وفنادق ومدرجات ملاعب كرة القدم ولمدة تقارب الشهر دون تعرّض أي من هؤلاء الإسرائيليين لأي هجوم حتى ولو مشاجرة، يكشف عن الجهد الأمني الذي بذلته الحكومة القطرية لحمايتهم.[33] وهو ما أسهم في عدم ردع الحضور الإسرائيلي المتلاحق خلال المونديال على الرغم من الرفض الشعبي، ولكنه بداية لتنسيق أمني ينتقل نموذجه من حماية المستوطنين في الضفة الغربية إلى حمايتهم في المدن العربية سواحاً أو تجاراً أو سياسيين أو عسكريين.


الهوامش:
[1] خبير في الدراسات المستقبلية والاستشرافية، أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في الأردن سابقاً، حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وهو عضو سابق في مجلس أمناء جامعة الزيتونة في الأردن، وجامعة إربد الأهلية، والمركز الوطني لحقوق الإنسان وديوان المظالم، والمجلس الأعلى للإعلام. ألَّف 37 كتاباً، يتركز معظمها في الدراسات المستقبلية من الناحيتين النظرية والتطبيقية، ونُشر له نحو 120 بحثاً في المجلات العلمية المحكّمة.
[2] Sports industry revenue worldwide in 2021, with a forecast for 2022 and 2026, site of Statista, 22/9/2022, https://www.statista.com/statistics/370560/worldwide-sports-market-revenue
[3] Andy Cooke, Sports Economics, site of Studying Economics, https://www.studyingeconomics.ac.uk/module-options/sports-economics/; and Sue Kirchhoff, Batter up! Sports economics hits field, site of USA Today, 27/7/2006, http://usatoday30.usatoday.com/money/2006-07-27-sports-econ-usat_x.htm
[4] Stuart Murray, Sports Diplomacy: History, Theory, and Practice, site of Oxford Research Encyclopedia of International Studies, Oxford University Press, 2020, p. 8.
[5] انظر تفاصيل كيفية التوظيف السياسي لزيارة فريق تنس الطاولة الأمريكي للصين في:
Ping-Pong Diplomacy: Artifacts from the Historic 1971 U.S. Table Tennis Trip to China, site of National Museum of American Diplomacy, 5/8/2021, https://diplomacy.state.gov/ping-pong-diplomacy-historic-1971-u-s-table-tennis-trip-to-china
[6] Seema Guha, Can Cricket Diplomacy Thaw India-Pakistan Ties In Deep Freeze Since 2016?, site of Outlook, 28/8/2022, https://www.outlookindia.com/sports/can-cricket-diplomacy-thaw-india-pakistan-ties-in-deep-freeze-since-2016–news-219389
[7] Apartheid: The political influence of sport, site of Mail and Guardian, 16/1/2007 https://mg.co.za/article/2007-01-16-apartheid-the-political-influence-of-sport
[8] شكلت المقاطعة الرياضية ظاهرة خلال الحرب الباردة، فقد جرت مقاطعات واسعة في 1956( الدول العربية قاطعت الأولمبياد في أستراليا بسبب العدوان الثلاثي على مصر)، وجرت مقاطعات واسعة لليابان (1964)، وكندا (1976)، وروسيا (1980)، والولايات المتحدة (1984)، وكوريا الجنوبية ( 1988)،…إلخ ، انظر التفاصيل:
Lesley Kennedy, 6 Times the Olympics Were Boycotted, site of History, 26/7/2021, https://www.history.com/news/olympic-boycotts
[9] مقاطعة إسرائيل في الألعاب الرياضية، موقع ويكيبيديا، انظر:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%A9_%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%A9
[10]The Football War: El Salvador and Honduras Soccer War In 1969, site of History of Soccer, https://historyofsoccer.info/the-football-war
[11]Stuart Murray, Sports Diplomacy: Origins, Theory and Practice: What role has, does and should sport play in international relations and diplomacy?, site of International Olympic Academy,https://ioa.org.gr/wp-content/uploads/2022/07/15th-noa-noc-lecture-stuart-murrayen.pdf
[12] انظر التفاصيل في:
Sport Diplomacy in EU, site of Sport Diplomacy Academy, https://www.eusportdiplomacy.info/about_SDA/EU_Sport_Diplomacy
ويقدم بعض الباحثين عرضا لموضوعات سياسية دولية كان للرياضة دور فيها بشكل واضح، انظر هذه الدراسة التي يقدم فيها الكاتب تسع حالات واقعية لدور الدبلوماسية الرياضية:
Craig Esherick et. al., Case Studies in Sport Diplomacy (West Virginia: FiT Publishing, 2017), pp. 51–206; Sport Diplomacy: A Literature Review of Scholarly and Policy Sources, site of Institut de Relations Internationales et Stratégiques, 29/11/2021, https://www.iris-france.org/wp-content/uploads/2021/09/1-TES-D_LiteraryReview-of-a-scholarly-and-policy-recources.pdf; and Stuart Murray, Sports Diplomacy: Origins, Theory and Practice: What role has, does and should sport play in international relations and diplomacy?.
[13] Arif Özsarı et. al., “Sport Diplomacy as Public Diplomacy Element,” International Journal of Science Culture and Sport, vol.6, no. 3, 2018, pp. 342–345.
[14] Keith Dinnie, Nation Branding: Concepts, Issues, Practice (Oxford: Elsevier, 2008), pp. 14–19.
[15]Maureen Callahan, How Muhammad Ali secured the release of 15 US hostages in Iraq, site of New York Post, 29/11/2015, https://nypost.com/2015/11/29/the-tale-of-muhammad-alis-goodwill-trip-to-iraq-that-freed-us-hostages
[16]Julien Barnes-Dacey, Global pitch: The World Cup, Gulf Arab states, and the Middle East’s losing sides, site of European Council on Foreign Relations (ECFR), 17/11/2022, https://ecfr.eu/article/global-pitch-the-world-cup-gulf-arab-states-and-the-middle-easts-losing-sides
[17]FIFA chief accuses critics of Qatar of hypocrisy ahead of World Cup, site of Consumer News and Business Channel (CNBC), 19/11/2022, https://www.cnbc.com/2022/11/19/fifa-chief-accuses-critics-of-qatar-of-hypocrisy-ahead-of-world-cup.html
[18]Tariq Panja and Kevin Draper, U.S. Says FIFA Officials Were Bribed to Award World Cups to Russia and Qatar, The New York Times newspaper, 6/4/2020 (updated 18/12/2022), https://www.nytimes.com/2020/04/06/sports/soccer/qatar-and-russia-bribery-world-cup-fifa.html
[19] James McKern, Match fixing, bribery claim rocks opening World Cup game between Qatar and Ecuador, site of Fox Sports, 20/11/2022, https://www.foxsports.com.au/football/world-cup/match-fixing-bribery-claim-rocks-opening-world-cup-game-between-qatar-and-ecuador/news-story/7841f4999328b7df79fd9cd7594691a0
[20] Lazar Berman, Israel reaches agreement with Qatar to allow direct flights during World Cup, 10/11/2022, https://www.timesofisrael.com/israel-reaches-agreement-with-qatar-to-allow-direct-flights-during-world-cup
[21] Ruth Marks Eglash, Inside Israel’s diplomatic mission at the World Cup in Qatar, site of Jewish Insider, 20/11/2022, https://jewishinsider.com/2022/11/israel-qatar-world-cup-diplomatic-delegation-doha
[22] Israel–Qatar relations, site of Wikipedia, https://en.wikipedia.org/wiki/Israel%E2%80%93Qatarrelations
[23] Ibid.
[24] Full text: Shimon Peres interview, site of Aljazeera 31/1/2007, https://www.aljazeera.com/news/2007/1/31/full-text-shimon-peres-interview; and Israeli deputy premier begins rare Qatar visit, site of Reuters, 29/1/2007, https://www.reuters.com/article/us-israel-qatar-peres-idUSL2975296720070129
[25]Chana Ya’ar, Qatar Helping Yemenite Jews Reach Israel?, site of The Israel National News – Arutz News, 21/1/2013, https://www.israelnationalnews.com/news/164406#.UQH8gCfs6zo
[26] Arab Fans Are Confronting Israeli Media at Qatar’s World Cup, The New York Times, 4/12/2022, https://www.nytimes.com/2022/12/04/world/middleeast/qatar-israel-world-cup-arab-palestinian.html
[27] Dylan Kassin and David Pollock, Arab Public Opinion on Arab-Israeli Normalization and Abraham Accords, site of The Washington Institute for Near East Policy, 15/7/2022, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/arab-public-opinion-arab-israeli-normalization-and-abraham-accords; Michael Robbins, “Arab Public Feelings about Normalization of Arab Countries with Israel,” IEMed Mediterranean Yearbook 2021 (Barcelona: European Institute of the Mediterranean, 2021), pp. 300–302, https://www.iemed.org/wp-content/uploads/2021/11/Arab-Public-Opinion-Normalization-Arab-Countries-Israel_MedYearbook2021.pdf
وانظر أيضاً: وحدة استطلاع الرأي العام، “تقييم الرأي العام العربي تجاه القضية الفلسطينية”، مجلة سياسات عربية، العدد 49، آذار/ مارس 2021، ص 117–107، انظر:
https://siyasatarabiya.dohainstitute.org/ar/Issue049/Pages/Siyassat49-2021-Public-Opinion.pdf
[28] شركة “نيوميد إينيرجي” الإسرائيلية تعلن عن توقيع اتفاق مع المغرب للتنقيب عن الغاز الطبيعي وإنتاجه في الصحراء، موقع i24News، 2022/12/15، انظر:https://www.i24news.tv/ar/
[29] محمد وتد، إسرائيل والإمارات تصادقان على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، موقع عرب 48، 2022/12/11، انظر: https://short.arab48.com/short/s4Dp
[30]David Gritten, World Cup 2022: Man killed in Iran celebrating football team’s loss – report, site of British Broadcasting Corporation (BBC), 30/11/2022, https://www.bbc.com/news/world-middle-east-63805284
[31] منتخب إيران يمتنع عن ترديد النشيد الوطني بكأس العالم (شاهد)، موقع عربي 21، 2022/11/21، انظر: https://arabi21.com
[32]Nadine Schmidt, Iran should not be allowed to play at World Cup, says former FIFA President Sepp Blatter, site of Cable News Network (CNN), 11/11/2022, https://edition.cnn.com/2022/11/11/football/sepp-blatter-world-cup-iran-qatar-spt-intl/index.html; and Kourosh Ziabari, World Cup: Expelling countries over human rights sets dangerous precedent, say experts, site of Middle East Eye, 14/11/2022, https://www.middleeasteye.net/news/qatar-world-cup-expelling-countries-human-rights-dangerous-precedent
[33] Uri Levy, Qatar World Cup: Israeli fans undeterred by security concerns, Middle East Eye, 15/11/2022, https://www.middleeasteye.net/news/qatar-world-cup-israel-fans-security-concerns

للاطلاع على الورقة العلمية بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
>> ورقة علمية: الديبلوماسية الرياضية: مونديال قطر نموذجاً … أ. د. وليد عبد الحي  (18 صفحة، 1.8 MB)


مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 1/1/2023

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى