وليد عبد الحي
لعل تكمية مؤشرات الظواهر الاجتماعية بشكل عام وإدماجها في المعادلات الرياضية تشكل واحدة من آليات تذليل عقبات التحليل الموضوعي في هذه الظواهر بخاصة في الظواهر السياسية المشبعة بالانحيازات الآيديولوجية وتكلس المنظومات المعرفية.
مؤشرات النماذج لقياس الاستقرار السياسي:
تتباين تعريفات عدم الاستقرار السياسي طبقا للمؤشر المركزي لقياسه، فالبعض يحدده في التغير في نظام الحكم، وآخر في الاضطراب الاجتماعي، او في كليهما معا، او في عدم الاستقرار الوظيفي للمناصب العليا، او مدة التغير الحكومي…الخ .
اما المؤشرات التي يتم قياسها فتشمل ما بين 12- 15 مؤشرا طبقا للنموذج المعتمد للقياس، ومن مراجعة أكثر من 30 نموذجا لقياس معدل الاستقرار السياسي تبين لي أن هناك ستة مؤشرات هي التي تشكل حوالي 80% من حالة عدم الاستقرار في اغلب هذه النماذج، كما ان هذه المؤشرات الستة موجودة في كل هذه النماذج رغم التباين النسبي في أوزانها . وهذه المؤشرات هي:
1- الفجوة بين نسبة الزيادة السكانية ونسبة النمو الاقتصادي وعدالة توزيعه.
2- نسبة العسكرة(militarization)( نسبة الانفاق العسكري من اجمالي الناتج المحلي+ نسبة الانفاق العسكري الى اجمالي الانفاق الحكومي+ نسبة عدد الجيش الى عدد السكان وهذه لعدد الآليات العسكرية.
3- مؤشر الديمقراطية مقاسا استنادا الى خمس مؤشرات فرعية هي ( التعددية الحزبية والنظام الانتخابي+الأداء الحكومي+ المشاركة السياسية+ الثقافة السياسية+ الحريات المدنية)
4- وفرة موارد الطاقة( بترول، غاز، مياه، اشعة الشمس، مواد لتشغيل المفاعلات النووية(يورانيوم..الخ)، وهذه تزيد من التنافس الدولي حول الدولة مما يجعلها عرضة للضغوط المختلفة بخاصة اذا كانت من دول العالم النامي.
5- التنوع الإثني( اي وجود ثقافات فرعية عديدة او متقاربة القوة والعدد، الأديان، القوميات، القبلية، الطائفية..الخ).
6- الاختراق الأجنبي للدولة( اقتصاديا، سياسيا، ثقافيا، نخبويا، ..الخ)
وتكاد كل الدراسات التي اطلعت عليها أن تجمع على ما يلي:
1- ان المنطقة العربية هي الاعلى في ” مجموع” هذه المؤشرات
2- ان الاتجاه العام لهذه المؤشرات يزداد سوءا في مجمل الدول العربية
3- أن احتمالات التغير الايجابي في هذه المؤشرات لا يزيد عن 25% في المدى القصير
ويكفي النظر في النقاط التالية التي أجمعت عليها أكثر من 27 دراسة من بين 30 دراسة تناولت الاستقرار السياسي في دول العالم:
من عام 1979- 1989= كانت دولتان عربيتان بين الدول العشر الاعلى في العالم في مؤشر عدم الاستقرار
من عام 1990-2000= اصبح هناك 4 دول عربية بين أعلى عشرة دول في العالم في عدم الاستقرار
2001=2011= ارتفع العدد الى 5 دول عربية من بين العشر الأعلى في عدم الاستقرار
2012- – 2020 = وصل العدد الى 8 دول عربية من بين العشر الأعلى في عدم الاستقرار.
وعند متابعة المؤشرات ال 15 التي شملتها نماذج القياس تبين أنه خلال الفترة من 2010 الى الآن تراجع 9 مؤشرات للاستقرار في الدول العربية بنسبة تراوحت بين 28% الى 98%، وهناك 5 مؤشرات لم تتغير تقريبا او نسبة تغيرها محدودة جدا، وهناك مؤشر واحد حدث فيه تحسن ملحوظ( للاطلاع على تفاصيل القياس الرياضي ومعادلاته ومؤشراته وأوزانها..ضع العبارة التالية على غوغل ثم تابع الدراسات:
Models For The Measurement Of Political Instability