نظرية العلاقات الدولية

السياسة الخارجية الصينية: تأملات في ضوء نظريات العلاقات الدولية

بقلم نعمة بختة، باحثة في العلاقات الدولية ،جامعة مستغانم

نظريات مثل الخرائط يتم إنشاء كل خريطة لغرض معين وما يتم تضمينه في الخريطة يعتمد على ماهو ضروري لتوجيه مستخدم الخريطة يتم ترك كافة التفاصيل الأخرى لتجنب الإلتباس وتقديم صورة واضحة نظرا لأن الصورة ترسم ألف كلمة انتقل إلى Google واكتب Singapore MRt ثم انقر على الصورة هناك سترى الخريطة قم بتكبيرها والتحديق فيها للحظة ما تراه هناك خطوط ومحطات وبعض معلومات الوصول الأساسية لن ترى الطرق والبنوك والمحلات التجارية مخططة لأنها ليست ضرورية للسفر ، النظريات تفعل الشيء نفسه تضع كل نظرية مختلفة من IR على خريطة بناءا على ما يعتقد منظروها أنه أهم المتغيرات التي يتم رسمها على الخريطة ستكون أشياء مثل الدول والمنظمات والأشخاص والإقتصاد والتاريخ والأفكار ثم يستخدم المنظرون المتغيرات التي اختاروها لبناء رؤية مبسطة للعالم يمكن استخدامها لتحليل الأحداث وفي بعض الحالات الحصول على درجة من القدرة التنبؤية .

:الواقعية الجديدة

تصنف الواقعية الجديدة في دراستها للسلوك الخارجي للدول اتجاه بعضها البعض ضمن المقاربات النظرية الفوقية ونظربة نظامية  هيكلية  لفهم سلوك الدول وبالتالي فإن الحوافز والقيود او معايير السلوك هي خارجة عن أي فاعل لأنها ذات تأصيل نسقي .

الواقعية الجديدة للمنظر كينيث والتز Kenneth waltz حيث تحدث في كتابه الإنسان ، الدول. والحرب عن وحدات التحليل والذي قسمها الى الفرد،  الدولة و نظام الدولي

بنى والتز واقعيته الجديدة على مستوى النظام الدولي كوحده التحليل والصين فقوه تريد أن تصبح أحد أقطاب هذا النظام بالتركيز على الجانب الإقتصادي وذلك انطلاقا من مفهوم المصلحة .

ومن أهم افتراضات الواقعية الجديدة :

-تتميز العلاقات الدوليه بالفوضى والصراع والفوضى هي التي تحدد سلوك الفواعل بداخله .

– الهدف الرئيسي للدول هو تحقيق الأمن وبالتالي البقاء.

-العلاقات الدوليه قائمه على المصالح.

-الدوله فاعل عقلاني ورشيد.

وبناء على ما تم ذكره الصين تنتهج سياسة خارجية مرنة وتحدد موقفها وسياستها في جميع الشؤون الدولية انطلاقا من مصالحها الأساسية وعلاقتها الحالية  تحكمها المصالح وتطمح في بناء علاقات مستقرة مع  معظم دول العالم ،لتتمكن من تصدير بضائعها الى أسواق العالم مقابل استيرادها مواد اولية ضرورية  لاستدامة  نموها الصناعي والاقتصادي، فالصين  مستعدة لتتحالف مع جميع الدول العالم لتحقيق مصالحها وذلك يظهر في حجم التبادلات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية ،  بالرغم من انها تعتبرها عدو.

كما عملت الصين على تقوية الإقتصاد وجعل القوة  الاقتصادية هدف ووسيلة في نفس الوقت،تشمل مصالح الصين في الشرق الأوسط : الأمن،  و لروابط الخارجيه وتعزيز وضعها باعتبارها قوه عظمى،تكمن مصلحة بكين  الرئيسيه في الشرق الاوسط في استمرار الحصول على موارد الطاقة .

وتقوم السياسه الخارجيه الصينيه على عقيده تقديس الدفاع التي ترتكز على ثلاث عناصر فلسفيه رئيسيه تتمثل في:

١/أن  الصين شعب محب للسلام

٢/ويستخدمون القوة للدفاع عن انفسهم فقط.

٣/لا يسعون للتوسع .

وعملت الصين على تطوير قدرتها العسكرية ، لكن في إطار الواقعية الدفاعية التي تندرج ضمن الواقعية الجديدة والتي ترى أن الفوضوية في بنية النظام الدولي تفرض عدم الثقة بنوايا الدول الأخرى والسعي لتحقيق قدر من القوة يفترض وجود عوامل عديدة مثل : التكنولوجيا العسكرية ، الجغرافيا ، المعتقدات والإستراتيجية القومية ، ما قد يضاعف تكاليف الحرب الهجومية ونتيجة لذلك فإن استراتيجيات الدفاع أكثر جاذبية للدول من استراتيجيات الهجوم ولما تكون الغلبة للقدرات الدفاعية على الهجومية فإنه يسود الأمن وتزول حوافز النزعة التوسعية ، وعندما تسود النزعة الدفاعية سيكون بإمكان الدول التمييز بين الأسلحة الدفاعية والأسلحة الهجومية ، وعندئذ يمكن للدول امتلاك الوسائل الكفيله بالدفاع عن نفسها دون تحديد الاخرين.

لذلك رأت الصين أنه من مصلحتها تسوية نزاعاتها مع جيرانها أو على الأقل كجزء من هدفها المتمثل في تعزيز التعاون وتأمين محيطها وتعزيز نفوذها وهذا ما اكدته الصين حسب ما ذكر في كتاب الأبيض للدفاع سنة 2002 والذي أكدت فيه على ضرورة إقامة عالم متعدد الأقطاب ويحاجج ستيفن والت stephn walt في مقال له موسومة بعنوان تريد الصين أيضا نظاما دوليا قائما على قواعد معينة لا تسعى إلى تفكيك النظام الدولي القائم بل الى تحديد القواعد التي يقوم عليها النظام الدولي .

على العموم لم تتغير مهام السياسة الخارجية الصينية عن كونها دفاعية لتخفيف تأثيرات المزعزعة الإستقرار من الخارج لتجنب الخسائر الاقليميه وللحد من شكوك جيرانها ولا الحفاظ على النمو الاقتصادي وبالتالي سلوكها كان سلوك عقلاني ناعمة .

المبحث الرابع : اللبيرالية الجديدة .

اتبعت الصين مبادئ اللبيرالبة الجديدة في سياستها الخارجية حيث تحتوي هذه النظرية على مجموعة متنوعة من المفاهيم والحجج حول كيفية احتواء المؤسسات وسلوكيات والصلات الإقتصادية وتخفيف من حدة القوة العنيفة للدول بالإضافة إلى مراعاة المواطنين والمنظمات الدولية وتقدم وجهة نظر أكثر تفاولا للعالم ترتكز على قراءة مختلفة لتاريخ عن تلك الموجودة في المدرسة الواقعية ، حيث أن التاريخ بالنسبة للبيراليين هو خط منحنى بشكل تسلسلي أما عند الواقعين هو حلقة مفرغةو، والسبب هو غياب السلطة العليا لحل الخلافات والصراع هو المعيار .

انطلاقا مما تم ذكره نجد أن الصين ترتكز في سياستها الخارجية على مبادئ اللبيرالبة الجديدة وذلك بعد تبنيها لبرنامج الانفتاح والإصلاح ومبدأ الحفاظ على الأمن والسلم

الدوليين وتعزيز التنمية المشتركة يعد ما كانت تتبنى مبدأ معارضة الهيمنة ، تقوم المدرسة اللبيرالية كذلك هي العامل الاقتصادي من خلال الإعتماد المتبادل والتكامل الإقتصادي بالإضافة إلى احترام القانون من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين و استمرت الصين على هذا النهج  منذ بداية التسعينات أي بعد انتهاء الحرب الباردة وانخفاض التوتر العالمي وخصوصا بعد ظهور ثقلها الإقتصادي والتجاري في النظام الدولي الذي ينادي بمبادئ الرأسمالية التجاري في ظل هذا الوضع وازدياد حدة التنافس الإقتصادي بين الدول ، بدأت الصين احياء وتطوير وبناء علاقات وشراكات تاريخية مع العديد من دول العالم .وكذلك تركز الصين في سياستها الخارجية على افتراضات اللبيرالية المؤسساتية والتي تندرج ضمن اللبيرالية الجديدة التي ترى أن فوضوية النظام الدولي حقيقة ثابتة إلا أن هذه الحقيقة لا تؤثر على التعاون الدولي كما تظهر المؤسسات الدولية في النظام والبيئة الدولية ويرى جوزيف ناي أن مصدر هذه الأهمية ينبع من كونه المؤسسات توفر الإطار العام الذي يشكل التوقعات حيث أن عضوية الصين في المؤسسات والمنظمات الدولية تضاعفت بشكل دراماتيكي واقترحت الصين منطقة للتبادل التجاري الحر والتي أصبحت اليوم حجر الزاوية لل للسياسة الخارجية الصينية في المنطقة وتفسيد لمساعدها السياسية لموازنه نموها الاقتصادي انضمت الصين الى معاهده الصداقه والتعاون في جنوب شرق آسيا في أكتوبر 2003وهي أول مرة تمضي الصين على معاهدة من هذا النوع كما أصبحت الصين عضوا نشطا في الحوار الأمني والإقليمي ، ومنذ أواخر التسعينات أصبحت الصين أكثر نشاطا في مهمات حفظ السلام وأوفدت الصين عددا من الجنود  ، حفظ السلام أكثر من أي عضو آخر من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن ، هذه الدلالات تؤكد أن الصين تبحث عن لعب دور أكثر مسؤولية وتعاونية في الشؤون الدولية ، حيث بذلت جهودا جدية لمطابقة المعايير الدولية في بعض المسائل الحساسة مثل عدم الإنتشار النووي ومسائل حماية البيئة بالإضافة إلى مساعدات الخارجية .

/تيم دان ، ميليا كوركي وآخرون ، نظريات العلاقات الدولية التنوع والتخصص ، ت.ر:ديما خضرا ،ط.١(بيروت :المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ).

٢/أندرو سكوبيل ،علي رضا نادر ، الصين في الشرق الأوسط ،( كاليفورنيا ،مؤسسة راند ،20160)

٣

٤/محمد الصالح جمال ، الإختراق الصيني للقارة الإفريقية بعد نهاية الحرب الباردة ،ط.١(ألمانيا :المركز الديمقراطي العربي ، 202

3/صالح داود حمد ، السياسة الخارجية الصينية تجاه جمهورية مصر العربية 1991/2017،مجلة قضايا آسيوية ،ع.1،(جويلية 2019).

4/د.طيبة جميلة ، التوجهات الجديدة السياسة الخارجية الصينية ، مجلة البحوث القانونية والسياسية ، ع.5،(ديسمبر2015).

6/العطر علي ، التحول في السياسة الخارجية الصينية والقوة الناعمة في إفريقيا ،مجلة البحوث القانونية والسياسية ، ع.9، (ديسمبر2017).

٧/د.انجي توفيق ، السياسة الخارجية الصينية اتجاه الشرق الأوسط دراسة حالة سوريا ، المركز الديمقراطي العربي ، (يوليو2019).

10/ستيفن والت ، تريد الصين أيضا نظاما دوليا قائما على قواعد معينة ، مجلة السياسة الخارجية ، (مارس 2021).

11/لمياء مخلوفي ، استراتجية الحزام والطريق الصينية الجديدة وإفريقبا ، مجلة مدارات سياسية ، (ديسمبر 2017).

٢/مصطفى بوصبوعة ، مقاربات السياسة الخارجية بين الهيمنة والتعددية :دراسة لحالات ألمانيا ، الصين ، روسيا ، أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة باتنة ، 2019.

3/حكيمي توفيق، الحوار النيواقعي النيولبيرالي حول مضامين الصعود الصيني ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة باتنة ،2008

5/بحري سفيان ، برزيق بوعلام ، تحول موازين آلقوى في آسيا _باسيفيك دراسة في الصعود الصيني بين القوى الكبرى المسؤولة والدوافع الجيوسياسة ، رسالة مكملة لنيل شهادة الماستر ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، بومرداس ، 2016

4/د.بلعربي علي ، نظريات العلاقات الدولية ، كلية الحقوق والعلوم السياسيه ، مستغانم

15/د.باهر مردان ، السياسة الخارجية الصينية .https ://www.qiraatafrican.com

18/مروان سمور ، قوة الصين الناعمة في https:www.raialyoum.com

19/د.بولمكاحل ابراهيم ، نظريات العلاقات الدولية .

20/فاطمة الزهراء أحمد أنور ،آليات التواجد الصيني في القارة الإفريقية بين الفعالية والإخفاق في https ://esalescu.jornals.

ثانيا : باللغة الإنجليزية .

2/Shin kawashina ,China foreign policy objectives and views on the International Relation order.

4/Journal of china and international Relations

6/Tarun chhabra and Rayan Hass, global China :Domestic politics and foreign policy .

7/Emmanuel lincot , china and it’s foreign policy , Asia program,(October 2019).

Stephen McGlinchey ,Rosie walters and christian scheinpflug , International Relation Teory .

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى