قدم الباحث الدكتور محمد خيتاوي في هذا البحث الأكاديمي المميز دراسة معمقة لواقع الصناعة النفطية في العالم والتي تسيطر عليها مجموعة قليلة من الشركات النفطية العالمية.
يظهر الكتاب مسيرة النفط منذ بدايات اكتشافه الى أن أصبح السلعة رقم واحد في العالم، كما يدرس بالتفصيل احتياطي العالم من النفط، ومفهوم الشركات المتعددة الجنسية مركزاً على الشركات العاملة في قطاع النفط، بالإضافة الى القوانين الدولية والاتفاقيات النفطية، إذ نظراً لأهمية النفط فقد حازت الشركات المنتجة له على سلطة اقتصادية وسياسية سمحت لها أن تسيطر على القرار السياسي للدول سواء التي يقع مركزها فيها أو التي تقوم باستخراج وتصنيع النفط فيها.
إن نشاطات الشركات النفطية الكبرى في الغالب كان لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأروبية المتقدمة، على حساب الدول المنتجة للنفط، والتي يعد الخليج العربي وأفريقيا وآسيا الوسطى وشمال أمريكا اللاتينية أهم مناطق إنتاجه.
والحاصل ان هذه الدراسة تعتمد على أهمية الشركات النفطية و ما تكتسبه من تأثير في العلاقات الدولية بحيث وصف هذا العصر و لاسيما بعد الحرب العالمية الأولى بعصر النفط و تكنولوجية الطاقة النفطية بعد غياب استعمال الفحم الذي اختصت به الدول الغربية كما أن النفط فرض نفسه ليس كسلعة اقتصادية فقط و لكن كسلعة استراتيجية عالمية بحيث تحولت المناطق الاستراتيجية شبه عسكرية من شأنها أن تؤمن تدفق النفط للدول العظمى عبر الشركات النفطية العملاقة . لذلك يعتبر هذا الكتاب نادراً يشرح جيواستراتيجية النفط في العالم مركزاً على قضايا النفط في العالم العربي والاسلامي.