...
أخبار ومعلومات

المقاطعون..”العودة” إلى الصندوق واردة!

على بعد أقل من ثلاثة أشهر من المحليات، لم يكتمل بعد الفرز الحزبي، بين من يقاطع الاستحقاق رفضا للمسار الدستوري، ومن ينخرط فيه انطلاقا من مشاركاته في الانتخابات الماضية، ومن طموحه في الفوز بعضوية المجالس الشعبية والبلدية.

من المرتقب أن تشارك في الانتخابات المقبلة كل التشكيلات السياسية التي سبق لها أن شاركت في رئاسيات 2019 والاستفتاء على الدستور سنة 2020 وبعدها التشريعيات، غير أنه من الصعب رصد احتمالات أو توقعات بخصوص مواقف الأحزاب التي قاطعت هذه المناسبات السياسية، من منطلق رفضها للمسار الدستوري الذي سارت فيه السلطة، بعد سقوط حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وتتريث الأحزاب في إصدار مواقف المشاركة أو المقاطعة إزاء الانتخابات، بوصفها قرارات تاريخية ولا تمر من دون أن تترتب عنها آثار سياسية مستقبلية على سمعة الحزب، فتصنف خطيئة وتلاحق الحزب طيلة مشواره وقد لا يغتفرها له المنخرطون فيه والمتعاطفون معه، أو تتحول إلى تشريف للتشكيلة ويزيد من هيلمانها.

وفي ظل غياب مؤشرات كافية لاستشراف مواقف الأحزاب المقاطعة للاستحقاقات الماضية، تعتبر طبيعة الخطابات السياسية ونوعية المفردات المختارة في بياناتها، خلال الفترة التي تسبق الاستحقاقات، استدلالات ومعطيات لقياس اتجاه التشكيلة الحزبية، في انتظار الفصل في خيار المشاركة على مستوى مؤسسات الحزب.

وتأتي جبهة القوى الاشتراكية في طليعة الأحزاب التي لم تبد موقفها بعد، غير أنه بالنظر إلى الزيارة التي قادت قيادات منه إلى رئاسة الجمهورية وإلى طبيعة الخطاب السياسي لأمينه العام خلال الحوارات الصحفية، وتصريحات بعض قياداته، يتضح نسبيا بأن هناك استعدادا لتطبيع العلاقة مع الصندوق، دون التخلي عن “نزعة” المعارضة للسلطة وممارسة مراقبة نقدية عن آدائها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ومن بين التصريحات التي تندرج في اتجاه المشاركة، ما كتبه القيادي البارز في حزب الراحل “الدا الحسين”، سمير بوعكوير، على صفحته بـ”فيسبوك” قائلا: “إن رفض المشاركة لن يكون أكثر ولا أقل من كونه تواطؤا مع المغامرين والمرتزقة الذين يريدون عزل منطقة القبائل أكثر لإدراجها على أجندات خارجية معادية للجزائر”.

وذكر بوعكوير بأنه يجب أن “تعلن جبهة القوى الاشتراكية على الفور مشاركتها في الانتخابات المحلية، يجب ألا تسمح قيادة جبهة القوى الاشتراكية بأن تملي الأقليات النشطة والطفولية سياسياً موقفها، أو تستسلم للحسابات الضيقة وغير المستقبلية كما كان الحال خلال الانتخابات التشريعية”.

وفيما يشبه محاكمة لدعاة الانفصال قال المتحدث، “يجب أن تظهر الشجاعة السياسية من أجل مواجهة، على وجه الخصوص في منطقة القبايل، الأصوليين وجميع الانفصاليين الذين يتقدمون متخفين وراء مصطلحات جذابة كـ”الحكم الذاتي”، “الفيدرالية” أو حتى “إعادة تأسيس الدولة”. وهي عبارات أو مفردات يتشبع بها من يحمل فكرا انفصاليا ويحلم به في سكناته وحركاته.

وكجواب مسبق على انتقادات محتملة لأقدم حزب معارض في حالة مشاركته في المحليات، حث صاحب المنشور “الكوادر الوطنية داخل جبهة القوى الاشتراكية، الذين لديهم حس المسؤولية والذكاء السياسي الكافي، على التمييز بين النقد المشروع للسلطة السياسية والضمانات الضرورية للدولة الوطنية.

وبالرغم من أن المنشور قدم المبررات السياسية لضرورة المشاركة، إلا أن هناك كتلة مؤثرة وقوية داخل الحزب لم تذعن للقيادة، وقاومت هذا التوجه بكل ما أوتوا من قوة وحضور، وبلغ بهم الأمر إلى التنقل إلى المقر المركزي للحزب في أعالي العاصمة والقيام بتطويقه لدفع مسؤولي الحزب للتراجع عن هذا الخيار، مهما كانت إيجابياته وتبريراته.

أما حزب العمال الذي قاطع هو الآخر كل العمليات الانتخابية التي جرت بعد تنحي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لم يفصل في خياراته إزاء المحليات، فهو، وفق ما ذكره القيادي جلول جودي، لـ”الخبر” أمس، ينتظر اجتماع أعضاء اللجنة المركزية غدا الجمعة، لطرح الموضوع للنقاش ثم اتخاذ القرار المناسب.

وظلت هذه التشكيلة السياسية ذات الحضور الوطني، تقاطع الانتخابات بمختلف مستوياتها في السنوات الأخيرة، كتعبير عن معارضتها الراديكالية لنظام الحكم، ولو أن هناك اتجاهات داخل الحزب تفضل المشاركة في المحليات، بوصفها عملية تضمن لها حدا أدنى من التمثيل في المجالس المحلية والولائية.

بدوره يتشبث حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، المرؤوس من قبل محسن بلعباس، بفكرة المقاطعة لأي مسار انتخابي تنظمه السلطة، ويتمترس في خياره هذا، بانعدام الأجواء السياسية الملائمة للمشاركة في هذه العملية السياسية، وغياب التوافق بين مختلف الكتل والأطراف السياسية حول مشروع انتقال ديمقراطي حقيقي، علاوة على تماهيه وانسجامه شبه الكلي مع شعارات ومطالب الحراك الداعية إلى التغيير الجذري.

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى