تحتل الصين مركزاً مهماً في شبكة العلاقات الدولية بالاستناد إلى العديد من النظريات السياسية على اختلاف اتجاهاتها، وخاصة بعد التحولات التي شهدتها العلاقات الدولية نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي، وباتت الصين تصنف لدى أغلب الباحثين كإحدى الدول الصاعدة، ولذا يحاول هذا الكتاب تحديد المكانة المستقبلية للصين في النظام الدولي ابتداء من عام 1978 حين أعلن عن برنامج التحديثات الأربعة الذي من المقرر أن يستمر حتى عام 2010، ليشكل نقلة نوعية في التوجهات السياسية والاقتصادية في المجتمع الصيني، حيث يرى منظرو هذا البرنامج وفي مقدمتهم دنج هيساو بنج أن هذا العام سيشهد مرحلة اكتمال استراتيجية التحديث في المجتمع الصيني الذي يؤهله للوصول إلى مستويات الدول الصناعية.
ويتناول هذا الكتاب بالبحث البنية الثقافية للمجتمع الصيني، والعلاقة بين المتغيرين الجغرافي والسكاني والدلالات السياسية لهذه العلاقة، ويوضح كيف أن برنامج التحديثات الأربعة يمثل التحول الاستراتيجي الثاني في تاريخ الصين المعاصرة بعد الثورة الشعبية التي قادها ماو تسي تونج. كما يستعرض الكتاب الدور المهم الذي تتمتع به المؤسسة العسكرية الصينية، والذي شكل مدخلاً لفهم العلاقات الصينية في بيئاتها الثلاث؛ وهي البيئة المحاذية والبيئة الإقليمية والبيئة الدولية. وفيما يتصل ببحث الدور المستقبلي للصين يركز الكتاب على تحليل الأبعاد كافة المتعلقة بذلك وتحليل التداعيات المترتبة عليها حتى عام 2010 من خلال تحديد المتغيرات المركزية المتحكمة في تحديد الاتجاهات الأساسية للصين، وقياس التأثير المتبادل بين هذه المتغيرات من خلال استخدام تقنية مصفوفة التأثير المتبادل.