النزاعات الإقليمية في نصف قرن 1945-1995


النزاعات الإقليمية في نصف قرن 1945-1995 – الدكتور علي صبح
من تصوير khalifa-dz

إن القضية الكبرى التي ناضلت من أجلها شعوب العالم الثالث ودفعت العديد من الضحايا ثمناً لها كانت قضية الاستقلال نظراً لمعاني الكبيرة التي تتضمنها هذه الكلمة، وما لها من انعكاسات إيجابية على مستقبل الشعوب والدول. لكن انعكاسات هذه الكلمة لم تكن دائماً إيجابية خصوصاً عندما يشكل الاستقلال بوابة عبور نحو أتون حرب جديدة تزيد من مآسي الشعوب وتقضي على ثرواتها وخيراتها.

لقد حققت دول العالم الثالث استقلالها واختطت طريقاً مستقلاً كخيار سياسي لها، إلا أنها ما لبثت أن وقعت ضحية صراعاتها الداخلية والإقليمية إذ لم تستطع هذه الدول مواجهة مشاكلها في تثبيت دعائم سلطتها الداخلية أو تمويل مشاريعها التنموية أو مواجهة خصومها الإقليمية، دون أن تستند لدولة كبرى تبحث هي الأخرى عن مواقع نفوذ جديد.
لهذا السبب خصص الباحث الكتاب الثاني من دراسته هذه لعرض أهم النزاعات الإقليمية التي عرفها العالم في النصف الثاني من القرن العشرين. ونظراً لخصوصية كل منطقة وجد الباحث ضرورة تقسيم البحث تبعاً للمناطق الجغرافية بغية إيصال الفكرة للقارئ.
وهكذا كان موضوع الصراع في الشرق الأوسط (الفصل الأول من الكتاب الثاني). أما الفصل الثالث فقد تضمن النزاعات في أميركا اللاتينية بينما دوامة العنف الأفريقية استأثرت بالفصل الرابع. أما الفصل الخامس فقد جاء للحديث عن انفجار الاتحاد السوفيتي وتاريخ الصراع فيه.
نبذة الناشر:
تسببت التقسيمات الجغرافي بفواصل جديدة بين شعوب، لم تعرفها من قبل. والحدود عادة، ليست فواصل تحكيمية تفصل بين البلدان وحسب، بل هي أكثر من ذلك، فهي تخوم سواء كانت برية أو مائية. وعلى جانب التخوم، تتجمع أسباب التواصل، كما تتعدد مصادر التوتر، لا سيما في غياب التصور الشامل لنوعية العلاقات بين الجيران.

والاستقرار على الحدود لا يرتبط بالمقدرة على حفظ الترتيبات الأمنية تحديداً، وإنما يرتبط بعدد من العوامل المتغيرة، تبعاً للظروف الإقليمية والدولية والتاريخية، حيث يلعب توازن القوى درواً مفجراً أو كابحاً لنزاعات الحدود.
هذا على المستويين الدولي والإقليمي، أما على المستوى الداخلي، فيبقى موضوع السلطة، والصراع حولها، قضية أساسية في بلدان العالم الثالث، فكلما ابتعدت عملية تداول السلطة، اقتربت فرص الانفجار الداخلي، وكلما تعمقت الديمقراطية تعزز السلم الأهلي والمصالحة مع الذات.

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button