دراسات سياسية

بحث حول نماذج النظرية الموقفية

المطلب الأول : نموذج فيدلر

تنسب إلى فيدلر أول نظرية موقفية في القيادة بحيث تعتبر أول محاولة جادة لتطوير إطار نظري يأخذ في الاعتبار تفاعل بعض متغيرات الموقف وخصائص القائد وتتضمن هذه النظرية خطوتين

1-تحديد وقياس سلوك القائد

2-إيجاد الموقف الذي يناسب أسلوب القائد الثابت 1

وقد أسهم فيدلر في تحليل مفهوم الموقف الإداري من خلال تحليله وتقييمه لمجموعة واسعة من الدراسات التي تناولت موضوع القيادة الإدارية ومن خلال دراساته و أبحاثه التي أجراها و امتدت من عام 1951 حتى عام1967 وقد تركزت كل الجهود التي قام بها حول معرفة السمات التي تحدد مدى الصلاحية للقيادة ومدى تغير هذه السمات واختلافها تبعا لتغير و اختلاف الموقف الإداري وحول تحديد عناصر الموقف الإداري التي تؤثر في ملائمة أو عدم ملائمة النمط القيادي للموقف الإداري المستخدم فيه2

لذلك نجد انه قد افترض أسلوبين في القيادة

الأول يهتم بالعاملين والعلاقات الإنسانية

والثاني يهتم بأسلوب القيادة الذي يهتم بالإنتاج والعمل

إما العوامل الموقفية التي حددها فيدلر فهي ثلاثة

1-طبيعة العلاقات بين الرئيس ومرؤوسيه –أي مدى ثقتهم وولائهم له-

2-مدى السلطة والقوة الرسمية التي يتمتع بها القائد بحكم وضيفته

3-درجة هيكلة العمل –أي مدى وضوح المهام ومدى روتينية هذه المهام التي يقوم بها مرؤوسيه –

وبالتالي إن محصلة تفاعل المتغيرات الموقفية الثلاثة تؤدي إلى مواقف مختلفة تتدرج من موقف سهل ومفضل جدا إلى موقف صعب وغير مفضل جدا 3

1- حسين حريم,مبادئ الدارة الحديثة,عمان دار ومكتبة الحامد 2006

2-نواف كنعان ,القيادة الإدارية .الأردن دار الثقافة للنشر و التوزيع 2007

3-حسين حريم مرجع سابق

المطلب الثاني : نموذج المسار أو الهدف

تمثل هذه النظرية مدخلا احتماليا أخر للقيادة فبناء على هذه النظرية تكون مسؤولية القيادة هي زيادة حافزية المرؤوسين وبلوغ الأهداف الشخصية و التنظيمية

وتنسب إلى كل من هاوس وميتشل وجوهرها هو ان دور المدير هو مساعدة المرؤوس على ممارسة الأنشطة و المهام التنظيمية إلى عوائد ذات قيمة للفرد وبالتالي فدور المدير هو

1-توضيح المسار الذي يمكن الفرد من تحقيق أهدافه الشخصية مثل زيادة الراتب و الترقية……

2-زيادة العوائد التي يعتبرها الفرد قيمة وعلى المدير إن يوضح للعاملين كيف تقترن العوائد التنظيمية بأداء الفرد و انجازه و القائد الفعال يساعد العاملين على القيام بما يؤدي إلى منحهم العوائد التي يعتبرونها قيمة أي انه يحفز الفرد لتحقيق نتائج ذات قيمة للفرد وللمنظمة

وتقترح هذه النظرية أربع أساليب قيادية

1-الأسلوب الموجه ويركز على العمل و توضيح الهداف و المهام

2-الأسلوب المساعد كتقديم النصح والإرشاد والإصغاء للعمال

3-الأسلوب المشارك بحيث يسعى القائد إلى الاستعانة بأفكار العاملين في اتخاذ قراراته

4-أسلوب الانجاز أي وضع توقعات وأهداف أدائية عالية وجعل العمل أكثر تحديا للفرد ولكن قابلا للانجاز

أما من حيث المتغيرات الموقفية فتقترح النظرية نوعين من المتغيرات

1-عوامل تتعلق بالسمات الشخصية للمرؤوسين كمركز السلطة والخبرة و المقدرة كما يملكها الفرد

2-عوامل بيئية خارج سيطرة المرؤوسين

المطلب الثالث: نموذج هيرسي – بلانشارد

تم تطوير هذه النظرية في القيادة من قبل الكاتبين هيرسي و بلانشارد وحددت النظرية نضج و استعداد المرؤوس للمتغير الموقفي و اقترحت أربعة أساليب قيادية وهي

1-الأخبار يهتم بالعمل بدرجة كبيرة و بالعلاقات بدرجة منخفضة

2-الإقناع يهتم بكل من العمل والعلاقات بدرجة عالية

3- المشارك يهتم بالعلاقات بدرجة عالية و بالعمل بدرجة منخفضة

4-التفويض يهتم بالعمل و بالعلاقات بدرجة منخفضة

وتقترح النظرية أساليب القيادة الفعالة التي تناسب المواقف التالية

أسلوب الأخبار يناسب الأفراد ذوي النضج والاستعدادات المنخفضة

أسلوب الإقناع وهو أفضل في حالة الأفراد ذوي النضج من الدرجة المنخفضة إلى المتوسطة

أما أسلوب المشاركة فهو الأنسب للأفراد ذوي الدرجة المتوسطة إلى العالية من النضج

ويعتبر أسلوب التفويض الأنسب للأفراد ذوي الدرجة العالية من النضج

وهكذا تقترح النظرية انه كلما زاد مستوى نضج الأفراد لانجاز العمل يتوجب على القائد إعطاء مزيد من الاهتمام للعلاقات والأفراد وتقليص اهتمامه بالتوجيه و العمل و إذا مابلغ مستوى نضج الأفراد فوق المتوسط فيجب على القائد تقليص نمط سلوكه المهتم بالعمل والعلاقات على السواء

المطلب الرابع: نموذج مشاركة القيادة

تنسب هذه النظرية إلى كل من فروم وجاجو وتركز على ضرورة قيام القائد بتحديد درجة مشاركة الأفراد التابعين له في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالجماعة وتقترح النظرية على القائد إتباع مجموعة قواعد محددة في تقرير نوع ودرجة المشاركة في اتخاذ القرارات التي يجب تشجيعها في المواقف المختلفة و أساليب القيادة المقترحة حسب هذه النظرية هي كالتالي

يقوم القائد باتخاذ القرار منفردا

يطلب القائد معلومات من أفراد الجماعة ولكنه يتخذ القرار بنفسه

يطلع القائد المجموعة على المشكلة بشكل منفرد ويطلب من كل فرد معلومات وتقييم الوضع ولا يجتمع الأفراد معا ويتخذ القائد إقرار بنفسه

يجتمع القائد وأفراد الجماعة لمناقشة الوضع ولكن القائد يتخذ القرار

يجتمع القائد وأفراد الجماعة لمناقشة الأمر وتتخذ الجماعة القرار

والسؤال المطروح هنا أي من هذه الأساليب يستخدم القائد

وللإجابة عليه ينبغي على القائد الأخذ في الاعتبار ثمانية عوامل موقفية وهي

نوعية وجودة القرار تهمية التزام الأفراد بالقرار ما مدى هيكلية المشكلة هل سيبقى الافراد ملتزمين بالقرار فيما لو قام القائد باتخاذ القرار بمفرده هل لدى القائد معلومات كافية مامدى مشاطرة الأفراد الأهداف التنظيمية الواجب تحقيقها من خلال حل المشكلة وهل هناك نزاع بين الأفراد حول حل مفضل وهل لدى الأفراد معلومات كافية لاتخاذ القرار عالي الجودة

وهكذا يجب على القائد زيادة مشاركة الجماعة في الحالات التالية

حينما يفتقر للمعلومات الكافية لحل المشكلة بنفسه

المشكلة غير واضحة و المساعدة ضرورية لتوضيح الموقف

تقبل القرار من قبل الاخرين ضروري لتنفيذ ه بنجاح

هنالك وقت كاف يسمح بالمشاركة الحقيقية

المبحث الثالث: أساليب النظرية الموقفية في التنظيم الإداري

المطلب الأول: النظرية الموقفية في إدارة النزاع

إن الإنسان طيلة حياته يعيش في نزاع على طول المراحل المتتالية وبصورة مختلفة تبعا لمحددات الشخصية و اختلاف العوامل البيئية و المنظمة الإدارية ليست وحدة اجتماعية توجد وتعمل في بيئة معينة لتحقق هدفا عاما مشتركا و العاملين في المنضمة هم بشر لهم أحاسيسهم وقيمهم واتجاهاتهم التي يتعين إن تنسجم مع الأهداف العامة للمنظمة

الا انه لا يمنع من وجود الاختلافات في الرأي تؤدي إلى الصراع الإداري فالإنسان بطبيعته محب لنفسه وتتفاوت مواهبه وقدراته ويعشق السلطة من اجل السلطة ومع قلة الموارد تتزايد بواعث التنازع

أسس إدارة النزاع :

لكي نضمن نجاح إدارة النزاع في تحويله إلى إبداع يفيد المنظمة يجب ان تكون النظرة للنزاع نظرة موضوعية وهي نظرة لن تتحقق إلا بثلاثة شروط

1-مواجهة النزاع بعدم الهروب من الحقيقة وتقبله كظاهرة نظرية ونسبية

2-عدم التشاؤم من وقوع النزاع او الطعن فيه باعتباره معيارا هاما فالنزاع ربما يكون بناء يؤدي إلى الإبداع

3-اختيار المدخل المناسب لمعالجته وفقا لطبيعته وظروف نشأته وتحويله إلى نزاع بناء

مهارات إدارة النزاع:

1-اكتشاف النزاع لا ينشا النزاع في المنظمات عادة بصورة مفاجئة إذ عادة ماتكون وليد تاريخ غير قصير

2-تشخيص النزاع فيجب إن يكون التشخيص الجيد الذي يؤدي الى التفكير في العلاج الصحيح

3-علاج النزاع تتصل مهارات علاج النزاع بقدرة القائد على حسن اختيار العلاج المناسب للنزاع الذي يواجهه حيث يواجه أكثر من بديل لعلاج النزاع ومن الأساليب التي يتم إتباعها

-أسلوب الفصل بين أطراف النزاع أي أبعاد الأطراف عن بعضها في حين حل هذا النزاع

-أسلوب التفاعل المحدود وذلك باعتماد على طرف ثالث يكون وسيطا لحل هذا النزاع

أسلوب التهدئة أي كبح جماح النزاع بالتدخل لحله أو التحقيق من حدثه بواسطة التقليل من نقاط الاختلاف

-أسلوب التسوية ويصلح هذا الأسلوب عندما تكافئ قوى الطرفين من حيث نقاط القوة وكذلك من حيث نقاط الضعف

-أسلوب القمع ويعتمد على وجوب تنحية جميع الصراعات والنزاعات جانبا في سبيل الحرص على كيان المنظمة

أسلوب التصعيد ويعني إعلان النزاع وإجراء مصارحة وإبراز بواعثه وأسبابه

-أسلوب المواجهة وهو أسلوب يفترض قيام نزاع والاعتراف به ثم تقييمه تحت سيطرة المدير الإداري وهذا الأخير يضع حلا يرضي الطرفين

المطلب الثاني: النظرية الموقفية في إدارة الأزمات

تعمل إدارة الأزمات من خلال هدف تلقائي وهو التعامل الفوري مع الأحداث لوقف تصاعدها و السيطرة عليها

وتعرف الأزمة بأنها موقف هام يمثل نقطة تحول غير عادية في حياة المنظمة يفاجئها ويفقدها التوازن و يضعها في حالة حرجة تتجه عادة نحو الاسوء مالم تبادر القيادة إلى حسمه في الوقت المناسب باتخاذ القرارات الفورية و الصائبة

عناصر الأزمة :

المفاجاة غير المتوقعة للحدث

يصاحب الحدث دائما خسائر مادية أو معنوية ويحمل في طياته الإدارة للتعامل معه

الضغط الرهيب لعنصر الزمن وقيمة الوقت

عدم وضوح الرؤية والقصور في تدفق المعلومات الضرورية

أسباب الأزمة:

تتعدد الأسباب المؤدية إلى وقوع الأزمة منها

-عدم القدرة على استيعاب المؤثرات التي تسبق وقوع الأزمة

سلبية الاستعداد وعدم البادرة للتصدي للأمور

-عدم ملائمة القيادات وضعف صلاحيتها لما يوكل لها من مهام

تعارض المصالح وعدم وضوح الأهداف و الأولويات

كيفية إدارة الأزمة :

يمكن نجاح إدارة الأزمة وذلك بالاعتماد على عدة شروط و اعتبارات أهمها

-وجود نظام معلومات متقدم يحتوي على كافة البيانات المتعلقة بالإمكانيات البشرية والمادية

-وضوح القرارات والتعليمات وعدم تضاربها أو الإسراف فيها

-توفير آلية الإنذار المبكر و التحذير من وقوع الأزمة إلى المعلومات الصحيحة المتاحة

-تنظيم عملية الإعلام ومخاطبة الجماهير وتوفير نظام اتصالات على أعلى درجة من الفاعلية

المطلب الثالث: النظرية الموقفية وإدارة الوقت

تستهدف إدارة الوقت الوصول إلى أقصى درجة من استغلال الوقت كعنصر حيوي وهام في العملية الادارية للاستفادة منه بصفة خاصة في الاتصالات واتخاذ القرارات و ترشيد العمل الاداري

عوامل إضاعة الوقت ومظاهره:

-سوء الإدارة وعدم كفاية التنظيم أو فعاليته مما يؤدي إلى نشوب الأزمات

-تضخم عدد العاملين في المنظمة

-الفشل في إدارة الاجتماعات بالإفراط فيها و الفشل في تحقيق الغرض نمن عقدها

-عدم كفاية المعلومات وضعف فعالية نظم الاتصالات

-المجاملات الاجتماعية والزيارات المفاجئة لغير العمل

أسس إدارة الوقت :

لقد توصل بعض العلماء في الإدارة إلى العديد من القواعد والمبادئ بصدد إدارة الوقت منها

-اعمل بذكاء وليس بمشقة

-اشتغل ولا تنشغل فالمهم هو نتائج عملك

-عمل الأشياء بطريقة صحيحة

-الوقت ليس مسالة دقائق وساعات بل مسالة نتائج وأهداف مؤقتة

مراحل إدارة الوقت:

-تسجيل الوقت

تحليل الوقت

-تحليل الأهداف و الأولويات

-تخطيط الوقت

-السيطرة على معيقات الوقت

 

 

3.5/5 - (2 صوتين)

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى