تطور المدرسة السلوكية: نشأتها، مبادئها، روادها و المفاهيم الاساسية الخاصة بها

المدرســـــــــــــــــــــــــة السلوكــــــــــــــــــيــة
المقدمـــــــة
المبحـث الأول: المدرسـة السلوكيـة

المطلـب الأول: نشــــأتها التاريخيـة
المطلـب الثانـي: مفهوم المدرسة السلوكية
المطلب الثالث: مبادئ المدرســة السلوكية
المبحـث الثاني: روادها وأهم إسهاماتها

المطلب الأول: رواد المدرسـة السلوكية
المطلـب الثـــاني: أهم إسهاماتها
المطلب الثالث: مفاهـيم النظرية السلوكية
المبحث الثالث: السلــــــوك

المطلـب الأول: مفهوم وأنواع السلوك
المطــلب الثاني: الاضطرابات السلوكية
المطــلب الثالث: العلاج الســلوكي
المبحث الرابع: مزايا وانتقادات السلوكية

المطلب الأول: مزايا المدرســة السلوكـية
المطلب الثاني:أهم انتقادات الموجهة للمدرسة
الخــــــاتمـة

المقدمـــــــــة
بدايــــة يقول واطسون مؤسس المدرسة السلوكية “” أعطوني عشرة أطفال أصحاء أسوياء التكوين فسأختار أحدهم عشوائيا ثم أدربه فأصنع منه ما أريد طبيبا,فنانا,عالـما,لصا أو متسولا و ذالك بغض النظر عن ميوله مواهبه وسلالة أسلافه””
كيـف يمكنه ذالك؟ وهل بإمكانه صنع ذالك؟ تأمل معي هذه الوريقات لتكتشف…..مدرسته التي أسسها وكيف سيحقق مقولته بناءًا عليها.

السلوكية في علم النفس هو مفهوم يجمع بين الفلسفة، المنهجية والنظرية. ظهرت في بدايات القرن العشرين بمواجهة علم النفس العقلي والتي كان من أساسيات مشاكلها عدم القدرة على إجراء تجارب يمكن إعادة إنتاجها. تقوم على الافتراض بأن جميع الأنشطة التي تقوم بها الكائنات الحية بما فيها الحركة والتفكير والشعور، هي عبارة عن سلوكيات، ولذلك تعامل الاضطرابات النفسية عن طريق تغيير أنماط السلوك أو تعديل البيئة.[1][2] وفقًا لمذهب السلوكية، تُشكل استجابة الأفراد للمؤثرات البيئية المختلفة عن سلوكنا. يعتقد علماء السلوك أنه من الممكن دراسة السلوك بطريقة منهجية ومتعارف عليها دون النظر للحالات الذهنية الداخلية. وهكذا، يمكن توضيح السلوك برمته دون الحاجة للتفكير في الحالات الذهنية النفسية.

تدعي مدرسة الفكر السلوكية أنه يمكن وصف مثل هذه السلوكيات بطريقة علمية دون اللجوء للأحداث الفسيولوجية الداخلية أو إلى مفاهيم افتراضية مثل العقل.[3] تفترض النظرية السلوكية أن جميع النظريات يجب أن تكون ارتباطات رصدية ولكن هناك اختلافات فلسفية واضحة بين العمليات الرصدية (مثل الحركات الجسدية) والعمليات الرصدية الفردية (مثل التفكير والشعور).

المبحــث الأول: المدرســة السلوكيـة

المطلب الأول: نشـأتهـا التـاريخــية

ظهرت المدرسة السلوكية بعد الانتشار الواسع الذي شهدته المدرسة التحليلية علي يد “فريد” ومن أهم العوامل التي ساعدت علي ظهورها نذكر مايلي:
1-ظهور اتجاهات قبلها نادت بالموضوعية في علم النفس أمثال: ديكـارت , أغيست كونت
2-نظرية النشوء لدارون وما نتج عنها من اهتمام بعلم نفس الحيوان
3-أثر المدرسة الروسية (مدرسة المنعكس الشرطي) التي أسسها ايفيان ششنوف وطورها بافلوف
وان كنت أري أن هناك فــــراغ إما بعدم قناعة باالاراء و النظريات المطروحة سابقا أو بالوصول تماما إلي عدم جدواها مما أدي إلي البحث عن البديل, وذالك لا شك فيه ان كل ماسبق اثر بوجه أو بأخر فظهرت المدرســــــة السـلوكيـــــة

 أوائل الفترة الزمنية لـعلم النفس في القرن التاسع عشر، أدارت مدرسة الفكر السلوكية حركات التحليل النفسي والغشتلت في علم النفس في القرن العشرين كما كانت مشاركة فيها أيضًا، ولكنها أيضًا مع فلسفة العقل التي كان يتبعها علماء النفس الغشتلتيين في نطاقات هامة.[5] كان أكثر المؤثرين فيها إيفان بافلوف، الذي استقصى نظرية الإشراط الكلاسيكي على الرغم من أنه لم يتفق حتمًا مع السلوكية أو علماء السلوك، وإدوارد لي ثورندايك (Edward Lee Thorndike) وجون بي واطسون (John B. Watson) الذي رفض المناهج التجريبية وسعى إلى تقييد علم النفس ليشمل فقط المناهج التجريبية وبي إف سكنر (B.F. Skinner) الذي أجرى بحثًا على الإشراط الإجرائي.[4]

في النصف الثاني من القرن العشرين، انفردت السلوكية على الساحة بمفردها نتيجة للثورة الإدراكية.[6][7] على الرغم مما قد تبدو عليه المدرسة السلوكية والمعرفية للفكر الفلسفي من عدم التوافق من الناحية النظرية، إلا أن هناك حالة من التكامل بينهما في التطبيقات العلاجية العملية، مثل العلاج السلوكي المعرفي الذي أثبت فائدته في علاج أمراض معينة، مثل الرهاب واضطراب الكرب التالي للرضح والإدمان. إضافة إلى ذلك، سعت السلوكية لخلق نموذج شامل لتيار السلوك منذ ولادة الإنسان حتى وفاته .

لا يوجد تصنيف مُتفق عليه عالمياً للسلوكية، ولكن من العناوين المعطاة لبعض فروعها المختلفة:

  • السلوكية المنهجية: تشير سلوكية واطسون إلى أن الأحداث العامة (أي سلوكيات الفرد) هي الوحيدة التي يمكن مراقبتها بموضوعية، ولذلك ينبغي إهمال الأحداث الخاصة (الأفكار والمشاعر)،[8][9][10] وقد أصبح هذا المنهج أساس مقاربة التعديل السلوكي المبكرة في سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن العشرين.
  • السلوكية الراديكالية: تنص نظريات سلوكية بورهوس فريدريك سكينر على أهمية معرفة العمليات الجارية ضمن العضوية الحية، وخصوصاً الأحداث الشخصية، كما تقترح أن المتغيرات البيئية تتحكم أيضاً بهذه الأحداث الداخلية بقدر ما تتحكم بسلوكيات المراقِب، وتشكل السلوكية الراديكيلية الفلسفة الجوهرية للتحليل السلوكي، واستخدم ويلارد فان أورمان كواين العديد من أفكارها في دراساته على المعرفة واللغة.[9]
  • السلوكية الغائية: وهي تالية لمنهجية سكينر، وتعتبر هادفة وقريبة من الاقتصاد الجزئي، وتركز على المراقبة الموضوعية على عكس العمليات الإدراكية.
  • السلوكية النفسية: اقترحها آرثر دبليو. ستاتس، وتعتمد بخلاف مناهج السلوكية السابقة لكل من سكينر، وهال وتولمان، على برنامج بحثي بشري يتضمن أنماطاً متنوعة من السلوك البشري، وتقدم مبادئ تعلّمية جديدة نوعية للبشر دون الحيوانات، كالتعلم التراكمي.
  • السلوكية التفاعلية (الاجتماعية): أسسها جاكوب روبيرت كانتور قبل دراسات سكينر.

الـمطلب الثـــــاني: مفهوم المدرسة السلوكية

كان ظهور السلوكية بأمريـكا سنة 1913 علي يد “جون واطسون” الذي انطلق من دراسة السلوك الملاحظ باستخدام الطرق العلمية الموضوعية,حيث يري أصحاب المدرسة السلوكية أن الإنسان كائن يستقي سلوكه بحتمية بيئته ولا يري ان هناك ما يسمي عوامل داخلية أو صانعة للسلوك,فانه ليس هناك أي داعي لدراسة أي عوامل أخري باعتبارها مؤثرة من وجهة نظره حيث أن كافة النشاطات مهما كانت معقدة يمكن ملاحظتها و إخضاعها للقياس.
وذهب واطسون إلي أن الهدف علم النفس الرئيسي ينبغي أن يكون دراسة السلوك لا الشعور و يقول”……يجب أن يقتصر علم النفس علي دراسة السلوك الموضوعي للإنسان و الحيوان وهو السلوك الذي يمكن ملاحظته ملاحظة خارجية كما نلاحظ الظواهر….”
وتنظر هذه المدرسة ان الكائن الحي علي أنه آلة ميكانيكية معقدة لا تحركه دوافع موجهة نحو غاية وإنما يوجد مثيرات فيزيقية تصدر عنها استجابات عضلية وغددية مختلفة.

الـمطلـب الثالـــث: مبادئــــها

لقد جاءت السلوكية بمبادئ تعاكس تمام المدرسة الكلاسيكية و تتمثل في:

1-اهتموا بدراسة الظاهرة السلوكية من خلال دراسة السلوك نفسه وليس عن طريق إي دراسات أخري خارج السلوك, وكان اهتمامهم بالظاهرة كما تحدث و كما نلاحظها و أعطوا اهمية كبيرة للانعكاس كعامل ارتباط ملاحظ بين المثيرات والاستجابات.
2-تستند علي أساس التعزيز و العقاب ودورهما في تكوين سلوك الكائن الحي.
3-أعطوا أهمية للملاحظة المباشرة ووصف الوقائع كما تحدث, ويري أن سلوكنا إما مُتعلم أو قد تم تعديله عبر عمليات التعلم و إننا نكتسب المعرفة اللغة القيم المخاوف والاتجاهات و هذا يعني أن اكتشاف قوانين التعلم هي مفتاح لفهم العوامل التي تكمن وراء السلوك.
4-التركيز عند السلوكيين علي السلوك الظاهري و ليس علي الأحداث العقلية الداخلية مثل: التفكير-التخيل, بل القضية هي علاقة هذه الأحداث بالسلوك و دورها في تفسير السلوك بدلا من إثارتها كسلوك في حد ذاتها.
5-القدرة علي تشكيل السلوك إذا تم التحكم في الظروف البيئة المناسبة.
6-مبدأ التدرج في استخدام الأساليب العلاجية( التدعيم-الاشتراط المضاد)
7-القدرة علي تحليل السلوك إلي مفرداته البسيطة.
8-إشراك العميل في تحديد أهداف العلاج ووسائله.

الـمبحث الثــاني: رواد المدرسـة السلوكيــة

الـمطلب الأول: رواد المدرسة السلوكـية و أهـم إسهاماتهم

أولا: جـــون واطســون

ولد جون واطسون في كارولينا الشمالية و حصل علي ماجستير من جامعة فورمان عام 1900,ثم درس علم نفس التجريبي,كان يجري تجاربه علي الحيوانات وقد قدم رسالة الدكتورة عن”تطبيقات في مجال علم نفس الحيوان”
* تتميز سلوكية واطسون بـ :
1-التنبؤ بالاستجابة علي أساس معرفة المثير.
2-التنبؤ بالمثير علي أساس معرفة الاستجابة.
*مسلمــات علم النفس حسب تحديد واطسون :
1-السلوك مكونا من عناصر يمكن تحليلها بواسطة مناهج البحث العلمية الموضوعية.
2-السلوك مكون من افرازات غددية و حركات عضلية.
3-هناك استجابة فورية من نوع ما لكل مثير و العكس(فعل ردة فعل)
4-العمليات الشعورية ان وجدت لا يمكن دراستها علميا كالتخيل و التفكير.

ثانيـا: ايفـــيان بافلــوف
ولد بافلوف عام 1849 بالقرب من موسكو, ويعد أول من درس العلاقة بين المخ و السلوك والتي تعتبر من أعقد المشكلات و من أهم دراساته :

1-دراسة وظيفة أعصاب الكلاب.
2-عملية افراز اللعاب (حاز بسببها علي جائزة نوبل 1904)
3-دراسة المراكز العصبية العليا في الدماغ.
وكان جل اهتمامه دراسة الاشتراط عن طريق كلاب مفحوصة بعد أن عمل لها عمليات جراحية لتحويل مسار اللعاب عن طريق أنابيب من خلال فتحات في الرقبة الي خارج الجسم, حيث كان عملها منصبا علي دراسة الافرازات التي يحدثها الكلب عند تناول الطعام حيث لاحظ أن الكلب يفرز لعاب قبل تناول طعام أو بمجرد حضور شخص يحمل طعام أو سماع منبه الجرس إلا أن وصل ان الشخص(الجرس) هو المثير الشرطي بعد عدة تكرارات اقترن المثير الطبيعي بالمثير الشرطي و عقب ذالك اكتشف بافلوف ان أي مثير يمكن يؤدي إلي استجابة (لعاب).

أهم المبـادئ التي توصل إليها بافــلوف :
1-التدعيـم : أي أن الاستجابة لا تحدث إلا إذا اقترن المثير الطبيعي بالمثير الشرطي لعدد من المرات.
2-مبدأ الانطفاء :و يحدث عند ظهور المثير الشرطي دون أن يعقبه المثير الطبيعي عدد من المرات مما يطفئ الاستجابة.
مبدأ التعميـم : حيث أن تستجيب الكلاب للمثيرات المتشابهة.
مبدأ التميـز : حيث يستجيب الكلب للمثير الذي لحقه تدعيم بطعام دون الأخر.
ثــالثـا : ادوارد تولــمـان
يعتبر أحد أعمدة المدرسة السلوكية ينتمي إلي السلوكيين الجدد وهو أمريكي الأصل, يمكن إيجاز موقف تولمان في التالي :
1-السلوكية القصدية :حيث زاوج بين السلوك و القصد وهذا يتعارض مع رفض السلوكية للشعور.
2-العوامل المتداخلـة : حيث يري أن هناك خمسة متغيرات تمثل أسبابا للسلوك وهي: السن ـ المثيرات البيئية ـ الوراثة ـ التدريب السابق ـ الحواجز الفيزيولوجية.
3-نظرية التعـلم : حيث أن سلوك الإنسان والحيوان يمكن تعديلهما من خلال الخبرة.

رابـــعا: كلارك هــل
و هو أمريكي الأصل و يعتبر من علما النفس المعاصرين.
أهم نظريـات هل :
1-الإيطار المرجعي للسلوك : أي تكيف الكائن الحي للبيئة الفريدة.
2-منهج البحث في علم النفس: حيث يري أن قوانين السلوك يجب أن تصاغ بطريقة رياضية دقيقة.
3-التعلم : و هو آلية تسمح للكائن الحي بإرضاء حاجته في ضوء ومدي تنوع مجهوداته.
الـمطلـب الثـالـث: مفـاهيم النظريــة الســلوكيــة
تقوم المدرسة السلوكية علي مجموعة من المفاهيم أهمهـــا:
1-سلـوك الإنسان مُتــعلم :
أن الفرد يتعلم السلوك السوي و الغير سوي و هذا التعلم ناتج عن نشاط معين يقوم به الفرد وأن هذا السلوك المتعلم يمكن تعديله أو تغيره من خلال التدعيم والتعزيز.
2-المثيــر والاستجابة :
بموجب النظرية السلوكية فإن كل سلوك أو استجابة مثيـر, فإذا كانت الأمور سليمة يكون السلوك سويا و العكس صحيحا و علي هذا الأساس فإنه لابد في الإرشاد التربوي وغيره من المجالات الإرشاد النفسي ضرورة دراسة المثير و الاستجابة وما يتخلل ذالك من عوامل شخصية,جسمية,عقلية,و اجتماعية.
3-الدافــــع :
الدافع شرط أساسي لكل تعلم فلا تعلم دون دافع, وكلما كان الدافع قويا زادت فاعلية التعلم أي مثابرة المتعلم عليه و اهتمامه به و من هذه الدوافع ما هو فطري ينتقل إلي الفرد عن طريق الوراثة البيولوجية فلا يحتاج الفرد إلي تعلمه و اكتسابه مثل : الجوع, العطش ,الحاجة الي النوم….الخ. ومنها ما هو مكتسب أي يكتسبه الفرد نتيجة لخبراته اليومية أثناء تفاعله مع بيئته الاجتماعية مثل : احترام الذات,الخجـل,التدخين.
4-التعـــزيز (التدعـيم):
التعزيز هو التقوية و التدعيم أي أن السلوك المتعلم إذا تم تعزيزه و تدعيمه فإن المتعلم سوف ينزع إلي تكرار نفس السلوك. مثال : قيام إبنك بتصرف ترضي عنه فتثني عليه و تشكره فيعاود نفس السلوك و تتكون لديه رغبه في تكرار نفس السلوك.
5-الإنطــفـاء :
و هو عكس مبدأ التدعيم والتعزيز, وهو ضعف و إختفاء السلوك المتعلم إذا لم يمارس, أي أن الإنطفاء هو إثارة دون تدعيم و يتلخص في أن إستجابة الكائن الحي لمثير معين إذا لم يتم تدعيمها فإن هذه الإستجابة تتضائل حتي تزول بالتدريج.مثـال : شخص تصدر عنه تصرفات غير مناسبة فمن وسائل التعامل مع هذا السلوك هو تجاهله حيث يفيد في تغير السلوك و تعديله مما يؤدي الي الكف عن ممارسة هذا السلوك.
6-التعميـــم :
التعميم هو إنتقال أثر المثير و الموقف الي مثيرات و مواقف أخري تشبه له, أي أن الفرد ينزع الي تعميم إستجابته المتعلمة علي إستجابات أخري تشبه الاستجابة المتعلمة. مثـال : عندما يمتدح أستاذ سلوك طالب ما نجد هذا الطالب يميل الي تكرار نفس السلوك و يمكن تعميم هذه السلوكيات المرغوب فيها لبقية الطلبة.

7-التعليم بالتقليد والمحاكاة :
عادة يكتسب الافراد سلوكهم من خلال مشاهدة نماذج من البيئة و قيامهم بتقليد حيث يتعلم الفرد السلوك عن طريق الملاحظة فـ الطفل يبدأ بتقليد الكبار و الكبار يقلدون بعضهم بعض , فالمحاكاة السلوك المرغوب من خلال الملاحظة يعتمد علي الانتباه و الحفظ و إستعادة الحركات.

المبحـث الثـالـث: الســلوك
الـمطلب الأول: مفهوم السلوك و أنواعـه.
مفهوم السلوك:
1-لغة: من فعل”سلك” سلك طريقا أي إتخذ سبيلا و منهجا.
2-إصطلاحا:
3-السلوك بالنسبة للمدرسة السلوكية: وهو مجموعة إستجابات تصدر عن أفراد ناتجة عن مثيرات المحيط الخارجي طبيعيا كان أو اجتماعيا في مواقف مختلفة (رد علي المنبهات) وهي الأفعال القابلة للقياس و الملاحظة.
حيث هناك علاقة شبه ميكانيكية بين لمثيرات و الاستجابات التي تصدر عن الكائن الإنساني.
أنواع منبهات السلوك:
1-منبهات داخلية: أي سلوك علي أساس الانفعالات مثل: الخوف ـ الحب.
2-منبهات خارجية: وتتعلق بالبيئة الخارجية مثل: رد التحية ـ تجنب حجر أثناء السير.

ملاحــــظـة
يوجد سلوك غير ملاحظ مثل التفكير لا نلاحظه لكن نلاحظ أثره علي الفرد مثلما ندرس الكهرباء التي لا نلاحظها لكن نراها من خلال أثرها. و هذا السلوك لاعلاقة له بالمدرسة السلوكية لان هذه المدرسة تهتم فقط بدراسة السلوك الملاحظ و القابل للقياس,فتبقي هذه مجرد ملاحظة فقط.

أنواع الســلوك:
يبدو لنا سلوك بعض الأفراد مقبولا أحيانا ونطلق علي هذا السلوك ن السلوك السوي أو العادي,وغير مقبول أحيانا أخري فنقف أمام السلوك موقف المستغرب و يسمي هذا السلوك بـ السلوك الغير سوي, الشاذ أو المنحرف.
1-السلوك السوي: يظهر السلوك السوي ي حياتنا اليومية علي شكل السلوك العادي أو المألوف لدي الناس,و السلوك السوي هو الذي يواجه المواقف بما يقتضيه في حدود ما هو مألوف لدي الناس. فإن كان الموقف يدعو ألي الحزن وجهناه بحزن وليس بضحك.
2-السلوك الغير سوي: هو إستجابات خاطئة يتعلمها الفرد خلال نموه.
الـمطلـب الثـاني: الإضطرابات السلوكيـة
خصائص إضطرابات السلوك:
يظهر للأشخاص المضطربين سلوكيا جملة من الخصائص أهمها:
*عدم القدرة علي التعلم غير ناجمة عن القدرة العقلية العامة أو العجز الحسي.
*عدم القدرة علي بناء علاقات إحتماعية طبيعية مع الأفراد و المجتمع مثل: الانطواء.
*إصدار استجابات غير عادية في موقف عادية و العكس.
الـمطلب الثالـث : العـلاج السلوكي
أساسيات العلاج السلوكي:
يقوم العلاج السلوكي علي أساس النظرية السلوكية التي تري أن سمات شخصية الفرد تتشكل وتتغير عن طريق ما يتعرض له الفرد من تعزيز و إنطفاء لأنماط سلوكه المختلفة. و زعيما هذه النظرية هما: واطسون و بافلوف اللذين قالا أن الامراض النفسية ماهي إلا عادات خاطئة تكونت تدريجيا من سلاسل معينة من أفعال المنعكسة الشرطية وأنه لعلاج هذه العادات الشاذة يجب إطفاء هذه الأفعال الشرطية المرضية وتكوين أفعال شرطية جديدة تحل محل العادات الخاطئة وذالك بتعلم سلوك جديد مرغوب فيه تبعا للخطوات التالية:
1-تحديد السلوك المرغوب فيه.
2-تحديد الظروف التي يحدث فيها.
3-وضع الخطة العلاجية.
4-التقييم و مراجعة النتائج.
صفات العلاج السلوكي:
يتميز العلاج السلوكي ببعض الصفات التي قلما تجدها في غيره من الأساليب العلاجية الاخري وفي مايلي أهم الصفات التي يتميز بها العلاج أو الإرشاد السلوكي:
1-يرتكز علي السلوك الظاهري الواضح و المحدد الذي يتمكن من ملاحظته و قياسه.
2-يرتكز علي الوقت الحاضر دون الرجوع إلي الماضي.
3-يهتم هذا الأسلوب بتوضيح الأهداف العلاجية.
4-يهتم هذا الاتجاه بصياغة أسلوب علاجي محدد يناسب مشاكل معينة
5-يهتم بوضع تقيم موضوعي لحصيلة العلاج أو الإرشاد
6-هذا الأسلوب يستغرق وقت قصير إذا ما قورن بأسلوب التحليل النفسي.

المدرسة السلوكية في العلاقات الدولية

نشأت المدرسة السلوكية في منتصف الخمسينات وتبلورت بشكل أساسي في الستينات. وهدفت السلوكية إلى إيجاد نظرية تعليلية تفسيرية و تنبؤيه. استعمل السلوكيون مناهج علمية وخاصة كمية في أبحاثهم واهتموا في تقديم واختيار فرضيات بشكل مقارن وقاموا ببناء نماذج و نظريات تقومعلى فرضيات ومفاهيم محددة بدقة ومترابطة منطقياً.

اهتم السلوكيون بالأنماط المتكررة وليس بالحالات الفردية كمحور للبحث. . . [حيث] يقوم بناء النظرية حسب السلوكيون على القدرة على التعميم وإطلاق الأحكام العامة. ويقوم هذا بدورة على إثبات الفرضيات. وظهر التحول مع السلوكية نحو المناهج العلمية القائمة على الإحصائيات وساهم في ذلك كله استعمال الحاسب الالكتروني والرياضيات.

اعتمدت المدرسة السلوكية في كثير من المجالات على النتائج التي توصل إليها علماء الاجتماع وعلماء النفس وعلماء الانثروبولوجيا الذين درسوا سلوكيات الأفراد والجماعات الاجتماعية. واستفادت المدرسة السلوكية من ذلك في بناء نظريات جزئية أو متوسطة في العلاقات الدولية، وذلك انطلاقاً من أن سلوكيات الدول هي أساساً سلوكيات الأفراد والجماعات الرسمية وغير الرسمية في تلك الدول.

الشرط الضروري عند السلوكيون لتحويل الوقائع والأحداث إلى معلومات وبيانات يتمثل في وجود إجراءات وقواعد تصنيف وترتيب واضحة يمكن تكرارها. . . [بذلك] تدعو السلوكية إلى استعمال قواعد ومناهج علمية تقوم بمجملها على القياس الكمي للمتغيرات.

الـمبحث الرابع: مزايـا و انتقادات السلوكيــة

الـمطلب الأول: المزايـــا

جاءت المدرسة السلوكية بتفرعاتها المختلفة لتعالج نواحي خلل رأتها في افتراضات الكلاسيكية و في محاولة لعمل ذالك اتخذت تماما الصورة المغايرة للافتراضات السابقة و من أهم لمزايا التي تميزت بها السلوكية:
1-اهتمت بعلاج السلوك الذي يقبل الملاحظة و القياس.
2-خلقت روح العمل كفريق واحد مترابط و متحد لا كأجزاء.
3-نظرت إلي المنظمة علي أنها لا تقتصر لكونها وحدة اقتصادية فقط بل اجتماعية أيضا.
4-سمحت للأفراد بتحقيق ذاتهم و إبراز مواهبهم و قدراتهم في العمل و تحقيق أهداف المؤسسة أيضا.
الـمطلب الثـاني: الانتقادات التي وجهت للمدرسة.
نوجز الانتقادات الموجهة للمدرسة في مايلي:
1-حسب مقولة واطسون”أعطوني عشرة أطفال أسوياء أصحاء التكوين فسأختار أحدهم عشوائيا و أصنع منه ما أريد طبيبا عالما فنانا لصا أو متسولا و ذالك بغض النظر عن ميوله مواهبه وسلالة أسلافه” فهنا نري أن واطسون أدعي القدرة علي تشكيل شخصيات الإفراد بغض النظر عن ميولهم واستعداداتهم الفطرية و هذا ما فشل في تحقيقه أكبر علماء السلوك.
2-هذه النظرية تنكر وجود القيم والمعتقدات الداخلية الموجهة للسلوك بل أن هذه النظرية تنكر وجود القدرات الفطرية المسبقة فعلي سبيل المثال يعتقد أصحاب هذه النظرية أن الدوافع و الذكاء عبارة عن مجموعة معقدة من العادات يكتسبها الفرد في حياته.
3-إهمالها لدور الضمير لدي الإنسان ودوره في توجيه السلوك.
4-إهمالها لماضي الإنسان و التركيز علي السلوك الحاضر بشكل منعزل مما قد يتسبب في إهمال بعض التجارب و إبقاءها من غير علاج لتندفع ألي اللاوعي مسببة عقدة نفسية
5-تركيزها علي السلوك و من المعروف أن الكثير من الأنماط السلوكية لا تنبع من قناعان أصحابها.

الخـــــــاتمــة

من خلال ما تقدم نستخلص أن السلوكية هي مجموعة النظريات التي ساهمت في إيجاد نظرة جديدة للسلوك وعلاجه.
و كإجابة علي الاشكالية المطروحة سابقا فإن المدرسة السلوكية أثرت تأثيرا في علم النفس من حيث المفاهيم النظريات وأضافت سبل لعلاج المشاكل السلوكية

**********************
قائمــــة المراجع المعتمد عليها في البحث:
المراجع
1-عبد الرحمن عدس.علم النفس التربوي.دار الفكر للطباعة و النشر.عمان.الاردن.1998
2-كامل محمد محمد عويضة.علم النفس.دار الكتب العلمية.بيروت لبنان.طبعة1
3-راضي الواقني.مقدمة علم النفس.دار الشروق للتوزيع.عمان الاردن.
4-هادي مشعان ربيع.الارشاد التربوي و النفسي من المنظور الحديث.دار الصفاء للطباعة النشر و التوزيع.عمان الاردن.طبعة الاولي. 2005
5- جودت بن جابر.المدخل الي علم النفس.دار العزيز المعايطة.دار الثقافة للنشر و التوزيع.عمان الاردن.2002
6-عباس محمود عوض.علم نفس العام.دار المعرفة الجامعية.الاسكندرية.مصر.1998
7-عاصم محمود.الارشاد التربوي و النفسي.دار الكتب.الموصل العراق.1980
8-فوزي محمد جبل.علم النفس العام.

  1.  Skinner, B.F. (16 April 1984). “The operational analysis of psychological terms”. Behavioral and brain sciences (Print). 7(4): 547–81. مؤرشف من الأصل في 21 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2008.
  2. ^ Behaviorism (Stanford Encyclopedia of Philosophy) نسخة محفوظة 09 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Baum, William M. (1994). Understanding behaviorism: science, behavior, and culture. New York, NY: HarperCollins College Publishers. ISBN 0-06-500286-5.
  4. ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب Fraley, L.F. (2001). “Strategic interdisciplinary relations between a natural science community and a psychology community”. The Behavior Analyst Today. 2 (4): 209–324. مؤرشف من الأصل (pdf) في 02 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2008.
  5. ^ Gazzaniga, Michael (2010). Psychological Science. New York: W.W. Norton & Company. صفحات 19. ISBN 978-0-393-93421-2.
  6. ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب Friesen, N. (2005). Mind and Machine: Ethical and Epistemological Implications for Research. Thompson Rivers University, B.C., Canada.
  7. ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب Waldrop, M.M. (2002). The Dream Machine: JCR Licklider and the revolution that made computing personal. New York: Penguin Books. (pp. 139–40).
  8. ^ Chiesa, Mecca (1994). Radical Behaviorism: The Philosophy and the Science. Authors Cooperative, Inc. صفحات 1–241.ISBN 978-0962331145. مؤرشف من الأصل في 04 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 31 يوليو 2016.
  9. ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب Skinner, BF (1976). About Behaviorism. New York: Random House, Inc. صفحة 18. ISBN 0-394-71618-3. مؤرشف منالأصل في 01 مارس 2017.
  10. ^ سلوكية على موسوعة ستانفورد للفلسفة
  11. ^ “Classical and Operant Conditioning – Behaviorist Theories”. Learning Theories (باللغة الإنجليزية). 2015-06-19. مؤرشف منالأصل في 03 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 04 أغسطس 2017.
  12. ^ “Ivan Pavlov”. مؤرشف من الأصل في 04 يناير 2019. اطلع عليه بتاريخ 16 أبريل 2012.
  13. ^ Richard Gross, Psychology: The Science of Mind and Behaviour
  14. ^ Skinner, B.F (31 July 1981). “Selection by Consequences” (PDF)ساينس. 213 (4507): 501–4.Bibcode:1981Sci…213..501S. doi:10.1126/science.7244649. PMID 7244649. مؤرشف من الأصل (PDF) في 02 يوليو 2010. اطلع عليه بتاريخ 14 أغسطس 2010.
  15. ^ Fantino, E. (2000). “Delay-reduction theory—the case for temporal context: comment on Grace and Savastano (2000)”. J Exp Psychol Gen. 129 (4): 444–6. doi:10.1037/0096-3445.129.4.444. PMID 11142857.
  16. ^ Chomsky, N (1959). “Review of Skinner’s Verbal Behavior”. Language. 35: 26–58. doi:10.2307/411334. Chomsky N. Preface to the reprint of A Review of Skinner’s Verbal Behavior. In: Jakobovits L.A, Miron M.S, editors. Readings in the psychology of language. Englewood Cliffs, NJ: Prentice Hall; 1967.
  17. ^ Mandler, George (2002). “Origins of the cognitive (r)evolution”. Journal of the History of the Behavioral Sciences. 38: 339–353. doi:10.1002/jhbs.10066. PMID 12404267.

أعدها الطالب عامر نوري من قسم العلوم السياسية جامعة سطيف

SAKHRI Mohamed
SAKHRI Mohamed

أحمل شهادة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى شهادة الماستر في دراسات الأمنية الدولية من جامعة الجزائر و خلال دراستي، اكتسبت فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الرئيسية، ونظريات العلاقات الدولية، ودراسات الأمن والاستراتيجية، بالإضافة إلى الأدوات وأساليب البحث المستخدمة في هذا التخصص.

المقالات: 14918

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *