عندما وضعت القيادة العسكرية الأميركية، التي تولت قيادة قوات التحالف، خطتها للعمليات العسكرية، وضعت في اعتبارها ثلاثة أهداف أساسية هي: 1- تنفيذ الأهداف العسكرية بافل قدر ممكن من الخسائر فيها لتجنيب المنطقة أية أحداث مماثلة، في المستقبل القريب على الأقل، وهذا غير ممكن من دون ضرب الاقتصاد العراقي وخلخلة بنيته الداخلية. وكان لهذه الخطة بعض الأهداف الإيجابية، مثل اختبار أنظمة الأسلحة الجديدة، خاصة الطائرات المقاتلة التي لم يسبق أن جربت في عمليات عسكرية حقيقية، وأنواع الذخائر الخاصة ومعدات تعطيل وسائل الدفاع الجوي المعادية وتدميرها، وأنظمة إدارة العمليات الجوية والبرية المحمولة جدا، واختبار قدرات قيادة النقل الجوي على
الحشد ومدى سرعتها وجاهزيتها وفاعلية وحدات الخدمات اللوجستية، والقدرات التنظيمية والتدريبية في وحدات القوات الأميركية والدول المتحالفة معها. ومدى فاعلية بعض التكتيكات القتالية المتبعة.
أما الخطة العراقية فقد اعتمد أصلا على محاولة إطالة أمد الحرب، أو حتى عدم خوض هذه الحرب إن أمكن. فلم يكن تحقيق نص عسكري على قوات التحالف ممكنا بالنسبة للقوات العراقية، لكن كان هناك إمكانية لتحقيق مكاسب معنوية، أو بعض المكاسب السياسية، إذا ما تمكنت القوات العراقية من الصمود فترة تطيل أمد الحرب، أو طالت
الأزمة دون خوض قتال. والواقع أنه لم تكن هناك خطط عراقية لشن عمليات عسكرية هجومية شاملة أو واسعة النطاق ضد قوات التحالف لتصدها أو تتفاداها. ومن المهم الإشارة إلى أن مجمل الأوضاع السياسية والاستراتيجية والعسكرية فرض على العراق ألا يكون البادئ بالحرب، وان يتخذ موقفا دفاعيا. وكان أسوأ ما في هذا الموقف أنه
يضعف “التصميم الأكيد” على خوض الحرب، والذي هو أحد أهم عوامل النصر.
وهكذا يمضي المؤلف في حديثه عن حرب الخليج وذلك من زاوية تحليلية تطرح على بساط البحث والتدقيق مسألتي الأسلحة والتكتيكات وهما شكلتا غاية البحث عند المؤلف في هذا الكتاب.
اسم الكتاب: حرب الخليج الأسلحة والتكتيكات
اسم المؤلف: هشام عبدالله
عدد الصفحات: 242 صفحة
الطبعة الأولى 1991م