دراسات افريقيةدراسات اقتصادية

خبرات التكامل في التجمعات الاقليمية الأفريقية: حالة تجمع دول الساحل والصحراء (سين – صاد)

سعيد علي أحمد طه باحث دكتوراه في العلاقات الدولية – أكاديمية السودان للعلوم

مرت تجارب التكامل الإقليمي في القارة الأفريقية بالعديد من المراحل والأشكال المتنوعة من حيث الأهداف والمجالات، حيث اتخذت هذه التجارب شكل التجمعات الإقليمية التي كان تأسيسها وانتشارها مواكبا للتحولات الإقليمية والدولية. وقد واكبت مسيرة التكامل الإقليمي في القارة الأفريقية في بداياتها ما عرف بالإقليمية القديمة”، حيث تأسست منظمة الوحدة الأفريقية، وتلتها التكتلات الإقليمية التي ظهرت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي مثل الجماعة الاقتصادية لغرب أفريقيا “الإيكواس ECOWAS “، والجماعة الاقتصادية لوسط أفريقيا “الإيكاس ECCAS “، والسوق المشتركة لشرق أفريقيا وجنوبها ” الكوميسا .COMESA “وفي إطار الإقليمية الجديدة، ظهرت العديد من التجمعات في القارة، أبرزها “تجمع دول الساحل والصحراء” الذي تأسس عام 1998، والمعروف اختصارا بتجمع “سين- صاد . SEN – SAD ” ويمثل التجمع مجموعة إقليمية اقتصادية وسياسية تسعى إلى التكامل الاقتصادي، وتتركز أهدافها في إقامة اتحاد اقتصادي شامل، ومخطط تنموي متكامل، وإزالة العوائق أمام حركة الأشخاص ورأس المال، وتشجيع وسائل النقل والاتصالات.

إن تتبع مسيرة تجمع سين – صاد تكشف لنا أنه أسهم في الانتقال بدول الساحل والصحراء من العلاقات الجامدة والمتوترة إلى علاقات تميزت بالتعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية. بيد أن التجمع لم يكن تنظيما فعالا، وبات يعرف نوعا من التعثر في مسيرته. فالتجمع لم ينجح في تحقيق الوحدة الاقتصادية المنشودة، عوضا عن إخفاقه في تحقيق التبادل السياسي والثقافي. بل إنه أصبح کیانا فاقدا للثقل الاقتصادي مقارنة مع باقي المجموعات الاقتصادية الإقليمية التي تنشط في القارة الأفريقية، كما أنه وبحلول أواخر عام 2011 بدا أن التجمع يتجة نحو الاضمحلال في ظل ما اجتاح المنطقة العربية من تطورات نتيجة لثورات الربيع العربي التي أطاحت بنظام معمر القذافي. علاوة على ذلك، دفعت التحديات الأمنية المتزايدة التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي قادة التنظيم إلى التفكير في إعادة إحيائه، ومراجعة وتعديل معاهدة إنشائه، لجعلة منظمة قوية وفاعلة.

تحميل الدراسة

1/5 - (1 صوت واحد)

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى