دراسة حول العراق في الاستراتيجية الأمنية الإيرانية

تناقش هذه الورقة مكانة العراق في الاستراتيجية الأمنية الإيرانية، وترى أن ما جرى من صهر التشيع الصفوي والقومية الفارسية في بوتقة واحدة أنتج مكنونًا جديدًا؛ يشير إلى كل ما في القومية الإيرانية والتشيع من تطلعات سياسية.

لابُدَّ للمتصدي لدراسة العلاقات العراقية/الإيرانية عمومًا، أن يصطدم بحقيقة الالتصاق الجيوستراتيجي بين البلدين، الذي يفرض من جانبه الكثير من الإلزامات (Imperatives) على العلاقة المتبادلة بينهما؛ أيًّا ما كان نظام الحكم الذي يحكمهما، وكائنةً ما كانت فلسفة نظام الحكم التي ينتهجها الحاكم ومؤسسات الحكم في البلدين. كانت حالة الالتصاق الجيوستراتيجي هذه قائمة حتى قبل أن تظهر المصطلحات والتعابير والمفاهيم الجيوبوليتيكية الراهنة، على الرغم من أن الوضع الجغرافي العام تحكمه حواجز جبلية شاهقة، تعزل العالم العربي عن بلاد فارس؛ لذلك لم يشتط من اعتبر العراق البوابة الشرقية للوطن العربي، فهو فعلاً الرابط الجيوستراتيجي الذي يربط مشرق الوطن العربي بالعالم الأسيوي إلى الشرق منه مبتدئًا بإيران.

وعلى الرغم من جسامة دور التاريخ في بناء الشخصية الإيرانية وعلاقتها مع الآخر، فإن القرون الخمسة المنصرمة تستحوذ على الحصة الأكبر في بناء الشخصية الإيرانية المعاصرة للأسباب التالية(1):

  1. فرض التشيع على المجتمع الإيراني بالقوة والترغيب، واكتسابه مع مرور الوقت سمة وطنية إيرانية؛ حتى أصبح يدعى وبحق “التشيع الصفوي”، في فصل واضح عن التشيع العلوي الذي هو الأساس المذهبي الذي استمد منه الفقه الإمامي الاثنا عشري صفاته المميزة(2).
  2. لرب سائل يسأل: وماذا عن تلك الفترة التي تمتد على مدى عشرة قرون من تاريخ الإسلام؟ ألم تكن الجغرافيا هي نفسها، وألم يكن الإيرانيون هم أنفسهم؟ والجواب عن هذا التساؤل هو نعم؛ لكن لم تكن هنالك أيديولوجيا قومية فارسية تدفع القابض على السلطة إلى تمييز الوضع الإيراني عن جواره. إذن، التشيع الصفوي هو ما أعطى الشخصية الإيرانية خصوصيتها، وجعلها تشعر بالتميز، ودفعها للنظر إلى الآخر المختلف مذهبيًّا نظرة تمييزية، فيها من التحيز نحو الذات وكره الآخر الكثير. وفي هذا المجال يعزو الدكتور روح الله رامزاني (رمضاني) في كتابه المهم: “السياسة الخارجية لإيران 1500- 1941” -الذي رصد سلوك السياسة الخارجية الإيرانية في حقب الصفويين ونادر شاه والقاجاريين والبهلويين- أسباب تبلور الشخصية الإيرانية الحالية حول التشيع الصفوي المفروض على الإيرانيين، والنزاع العثماني الإيراني الذي استمر بين القرنين الخامس عشر ومنتصف القرن التاسع عشر، وأخيرًا الصلح العثماني القاجاري الذي عقد منتصف القرن التاسع عشر، الذي أنهى النزاع الساخن بين الإمبراطورية العثمانية السنية، وبلاد فارس الشيعية(3).
  3. ما خلفه نظام الشاه من تركيز على تميُّز الشخصية الإيرانية عن الآخر، وإن كان شريكًا وأخًا في الدين من خلال غرس قيم الاعتزاز بالماضي الإمبراطوري لإيران، واعتبار الإسلام، (ولو بشكل غير مباشر) دينًا مفروضًا من قبل الغزاة الأعراب(4).
  4. وقد أضافت سيطرة رجال الدين على منظومة الحكم في إيران بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979، وتصفيتهم لأية معارضة علمانية/ليبرالية، وإن كانت ذات وجه شيعي، كمنظمة مجاهدي خلق، ذات الإسهام الكبير في الثورة الإيرانية، بعدًا جديدًا في قولبة الشخصية الإيرانية بمزيد من التميز عن الآخر، والسعي لتغيير معتقده من خلال رفع شعار تصدير الثورة الإسلامية؛ الذي كان الشرارة التي أطلقت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وما خلفته من قيود جديدة على قبول الآخر من كلا طرفي الحرب(5).

التشيع كدافع رئيس لتصدير الثورة

اكتسب التشيع كما مر بنا سمة قومية إيرانية، بحيث اندمج الشعور القومي بالإيمان الروحي الشيعي الاثني عشري، وأصبح التشيع في ذاكرة الأجيال الإيرانية المتوالية أمرًا واقعًا؛ قاتل الإيرانيون بوحي من الإيمان به جيرانهم العثمانيين لأربعة قرون متوالية. كان الهدف الأول لقتال العثمانيين هو اجتياح العراق وإلحاقه بالدولة الإيرانية الصفوية، ثم دولة نادر شاه، ثم الدولة القاجارية، التي تم في عهدها عقد الصلح بين الطرفين، مما فتح السبيل إلى تسرب أعداد من الإيرانيين إلى مدن الشيعة المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية.. وهكذا، وبسبب الانتقال والتحول المذهبي الذي جرى في الحقبة الصفوية بين بداية القرن السادس عشر ومنتصف القرن الثامن عشر، استقر المذهب الشيعي الاثنا عشري في إيران بحد السيف، وتمخض عن هذا التحول تشكيل أول حكومة شيعية اثني عشرية تحت حكم إسماعيل الصفوي وأتباعه، وتجاوز الشيعة هنا -بمساعدة رجال دين شيعة استوردهم الصفويون من جبل عامل في لبنان- عقدة عدم إمكان قيام حكم شرعي بغياب الإمام المعصوم، بتنصيب السلطان من قبل المؤسسة الدينية الشيعية(6). تضافرت جهود كل من السلالتين الملكيتين الصفوية والقاجارية على ترسيخ التشيع، وإكسابه سمة إيرانية بإدخال طقوس كثيرة لم تكن موجودة فيه بهدف شد الجماهير إليه؛ مثل: طقوس ومراسم العزاء الحسيني والزيارات للمراقد الشيعية(7).

وبحكم الجوار، ووجود غالبية أضرحة أئمة آل البيت (المعصومين من وجهة نظر التشيع الإمامي)، ظلت التطورات التي تجري على التشيع في إيران تتسرب إلى العراق واسمة هذا التشيع في مدن العتبات المقدسة الثلاث (النجف وكربلاء والكاظمية)، في حين كانت سامراء بعيدة عن التأثير الإيراني المباشر لعروبة مكونها الإثني وسنيته(8). نتيجة لهذا التداخل والتبادل في الزيارات بين الإيرانيين والعراقيين، تسرب الكثير من مستحدثات التشيع الصفوي إلى العراق، وبالأخص بعد انتشار المطابع الحجرية، حيث جرى تداول كتاب بحار الأنوار للمجلسي -الذي حوى الكثير من هذه المستحدثات- بين الشيعة العراقيين، على يد قراء التعزية (الروضة خونيون) فانغرس ما جاء فيه في الذاكرة الشيعية العراقية بالتراكم. ومن الجدير بالذكر، إنه ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، بدأت عملية تشييع القبائل العراقية العربية في الفرات الأوسط التي أسهمت فيها المرجعية الشيعية في النجف وكربلاء بقسط وافر للوقوف في وجه المد الوهابي الذي كان سيحتوي هذه القبائل لحداثة عهدها في البداوة(9).

بعد انتهاء دور العلماء العامليين في تشييع أغلبية المجتمع الإيراني بدأت إيران تنتج فقهاءها الشيعة من بين أبنائها، وأخذ هؤلاء في التوجه إلى مدن العتبات المقدسة الشيعية في العراق، وبالأخص النجف، حيث استقرت المرجعية الفقهية الشيعية، لينهلوا العلم، ثم ليُدَرِّسوه. وهكذا -وبشكل تدريجي- تولى الفقهاء الإيرانيون المرجعية الشيعية العامة التي بدؤوا يطلقون على من يتولاها لقب: “آية الله العظمى”. ونظرًا إلى أن هؤلاء هم إيرانيو الأصل، وأن صلتهم مع إيران لم تنقطع، فإن ما يحصل في إيران يجد صداه في العراق، سيما في مدن العتبات المقدسة الثلاث السالف ذكرها(10).

إن الغاية من إيراد كل هذه التفاصيل هي لبيان حقيقتين مهمتين تتعلقان بالمعضلة التي تتناولها الورقة وهما:

  1. عمق تأثير التشيع على الحركة إلى الخارج من قبل الحكومة الإيرانية، التي ترى في فرض التشيع على الجوار الجغرافي، ضمانًا لأمنها القومي ومصالحها الحيوية. أخذ شكل الحركة نحو الخارج السمة التبشيرية الناعمة متى ما كان ذلك ممكنًا. ولعل احتكار المرجعية الشيعية الكبرى في النجف، وضخامة عدد الطلبة الإيرانيين في الحواضر المقدسة، أحد هذه المظاهر. ومن المظاهر الأخرى للتبشير الشيعي إرسال الدعاة إلى دول الجوار قبل الثورة الإيرانية؛ ثم إلى أي مدى يمكن أن يصل إليه هؤلاء الدعاة بعد الثورة.
  2. عمق تأثير العراق في العقل الجمعي والوجدان الشيعيين بسبب وجود مراقد سبعة من الأئمة الاثني عشر، الذين يمثلون مرجعية إيمان المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري، بحيث إن الحكومة الإيرانية أيًّا كان نظام الحكم الموجود فيها مستعدة للاندفاع باتجاه العراق محاولة لاحتلاله والسيطرة عليه، متذرعة بشتى الذرائع لكي تجعل من تدخلها واندفاعها باتجاه العراق تدخلاً واندفاعًا شرعيين.

كانت إيران (بلاد فارس كما كانت تدعى آنذاك) قد سبق أن اعترفت بعائدية العراق إلى الدولة العثمانية بموجب معاهدة 1520، ثم معاهدة زهاب 1639 في عهد السلطان مراد الرابع. لكن معاهدة أرضروم الثانية (1847) أنهت عمليًّا الحرب بين الطرفين وحسمت عائدية العراق إلى الدولة العثمانية، وانتقلت الجهود الإيرانية بذلك في العراق إلى القوة الناعمة التي يعد التشيع أحد أهم أدواتها(11). أخذ التشيع بعدًا جديدًا كعامل حاسم في بناء استراتيجية الأمن القومي الإيرانية التي ظهرت بعد الثورة الإيرانية في 1979، ذلك لأنه نظر إليه باعتباره الممثل للإسلام الذي انطلقت الثورة باسمه وتحت لوائه. ونظر النظام الجديد باتجاه العراق باعتباره المعبر الأول لتصدير الثورة الإسلامية إلى الجوار العربي. إن المتفحص للتصريحات التي أدلى بها قادة الثورة الإيرانية ومسؤولوها ليعجب من الكم الهائل من التصريحات التي تشير إلى تبعية العراق وأقطار عربية أخرى لإيران، وسنشير هنا إلى تصريح لقائد فيلق القدس قاسم سليماني وهو الرجل الذي يصفه الإيرانيون بأقوى رجل في النظام بعد خامنئي، ويصفه الغرب بأخطر رجل في الشرق الأوسط، حيث يقول في أحد خطاباته الأخيرة: “لقد أعطت المرجعية السياسية الشيعية لإيران قوة قومية مضاعفة، ذلك أن هذه المرجعية مكنت الشيعة من استعادة قوميتهم الشيعية”(12).

يعزز حديثه هذا ما أشرنا إليه مرارًا من صهر التشيع الصفوي والقومية الفارسية في بوتقة واحدة نتاجها مكنون جديد يشير إلى كل ما في القومية الإيرانية، والتشيع من تطلعات سياسية هدفها السيطرة على السلطة ليس في إيران حيث الأغلبية الشيعية فحسب، بل وفي أقطار التواجد الشيعي الأخرى، وعبرها للعالم الإسلامي.

وفي معرض إبرازه دور الخميني في ترسيخ مفهوم التشيع والقومية الفارسية بنسيج واحد، وتبع ذلك من إنجازات إيران الاستراتيجية حققتها في المنطقة بعد غزو العراق واحتلاله وانهيار الدولة المانعة فيه، قال سليماني: “هذا النصر جاء نتيجة جهود الإمام في جعل الدين ظهيرًا للقومية الإيرانية”(13).

وقد سبق لأحد القادة المثقفين من غير الحوزويين، وهو الدكتور إبراهيم يزدي، الذي التقى الرئيس صدام حسين في قمة عدم الانحياز في هافانا قبل الحرب، حيث قال: “إن نجاح الثورة الإسلامية في إيران قد أظهر لجيراننا العرب أن الإسلام يمكن أن يشكّل القاعدة الأيديولوجية للتغيير في البلدان الإسلامية، ويمكنه أيضًا أن يحل محل القومية العربية كقوة دفع للشعب العربي”(14). وفيما يخص العراق تحديدًا يقول يزدي: “ينبغي أن يكون إخواننا العرب -وبالأخص العراقيين- سعداء؛ لأنهم يقولون: إنهم يناضلون ضد الإمبريالية. وقد أبلغناهم في هافانا بأن انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية لم يكن على النظام الشاهنشاهي فحسب، بل وضد الإمبريالية الأميركية والصهيونية”(15).

وعندما هيمنت الأحزاب السياسية الشيعية على السلطة في العراق بعد الغزو الأميركي 2003، بدأت إيران تمارس هذه الولاية عمليًّا بتدخلها في القرارات المصيرية التي تخص الحكم في العراق.

العراق عامل حاسم في الأمن القومي الإيراني

لقد كان العراق على الدوام عاملاً مهمًّا في العلاقة البينية بين إيران وجوارها، بل لعل العراق هو الجار الأقرب، والأيسر اتصالاً بحكم موقعه الوسيط بين العديد من البيئات الجيوستراتيجية المتعددة، التي تجد إيران نفسها في خضمها، بل وشريكًا لإيران في العديد منها، كما هو الحال بالنسبة إلى بيئة الخليج العربي، وبيئة القوقاز، والمثلث الجيوستراتيجي العراقي/التركي/الإيراني، وبيئة المشرق العربي، التي يشكل العراق الجسر الحيوي الذي يربط إيران بها. فإذا ما أضفنا إلى ذلك خط الحدود الطويل والمعقد الذي يبلغ حوالي 1250 كيلومترًا، الذي شكل على الدوام عامل تهديد منذ رسمه بشكل نظري باتفاقية زهاب 1555، نجد أن موقع العراق بالنسبة إلى الأمن القومي الإيراني موقعًا بالغ الأهمية.

لقد شهد القرن العشرين خمسة توترات في العلاقات البينية بين العراق وإيران، تراوحت بين إسناد إيران للمقاتلين الأكراد لإقلاق الأمن الداخلي العراقي للضغط عليه بهدف الحصول على مكاسب في شط العرب، الذي طمحت إيران في الحصول على نصف مجراه من التقائه بالحدود البرية العراقية. وكان توتر العلاقات في عقد الثلاثينات الذي أفضى إلى تنازل العراق عن مسافة مقابل ميناء عبادان يمر خط الحدود من خط منتصف العمق (خط الثالويك Thalweg Line) (16). وكانت إيران قد أخرت اعترافها بنظام الحكم الوطني في العراق حتى عام 1928، ولمدة سبعة أعوام، طمعًا في الحصول على امتيازات قانونية تخص تبعية وولاء الجالية الإيرانية الكبيرة في حينها في العراق على الامتيازات الأجنبية التي كانت سائدة في الحقبة العثمانية؛ وهو أمر رفضه العراق. وكان التوتر الآخر أثناء حقبة مصدق وتأميم النفط الإيراني، وما تبعه من التجاء الشاه للعراق قبل أن ينفذ انقلاب أميني الذي خططت له المخابرات الأميركية لإعادة الشاه إلى الحكم. تبع ذلك توتر حقبة السبعينات، عندما اضطر العراق إلى التسليم بالمطالب الإيرانية والتنازل عن نصف شط العرب وقبوله بخط الثالويك حدًّا بين البلدين في شط العرب مقابل سحب إيران تأييدها ودعمها للمقاتلين الأكراد، وهو ما تمخضت عنه اتفاقية 1975 التي شكلت بدورها نقطة توتر أدت هي وأهداف تصدير الثورة إلى التوتر الأخير الذي فتح الباب للحرب العراقية/الإيرانية المريرة (1980-1988)(17).

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تشكل مرجعية النجف الشيعية مرجعية تحدٍّ لمرجعية قم، على الرغم من أن ذوي الأصول الإيرانية هم المهيمنون عليها(18). وكانت مرجعية النجف قد تدخلت وبشكل قوي جدًّا وهزت أركان نظام الحكم الإيراني في الحقبتين القاجارية والبهلوية ثلاث مرات في القرن المنصرم؛ الأولى في الأزمة الدستورية الأولى (المشروطة) 1906، والثانية إبان أزمة مصدق، والثالثة التي اندلعت فيها الثورة الإيرانية، التي قاد آية الله خميني مراحلها التحضيرية والفعلية من النجف قبل انتقاله في مراحلها النهائية إلى باريس(19).

أنتج كل ذلك حالة من التحسب والتوجس لدى الطرفين حيال بعضهما؛ لكن الجيوستراتيجية في النهاية كانت هي ما أحكم النظرة الإيرانية، بعد انتهاء الحرب العراقية/الإيرانية بنصر أحرزته القوات المسلحة العراقية على نظيرتها الإيرانية في 8 أغسطس/آب 1988؛ مما أدخل عوامل جديدة إلى التخطيط الاستراتيجي الإيراني حيال العراق، وهي العوامل التي حددت سلوك السياسة الخارجية الإيرانية حيال العراق منذ نهاية الحرب العراقية/الإيرانية وحتى الآن؛ ويمكن إيجاز هذه العوامل بما يلي:

  1. احتواء النظام العراقي بمختلف الوسائل، وقد ظهر ذلك واضحًا في الاستجابة الإيرانية لرسائل الرئيس الراحل صدام حسين بعد أزمة الكويت، ومبادرتها لإعادة العلاقات مع العراق عام 1990، ثم قبولها التجاء الطائرات العراقية الحربية والمدنية إلى إيران إبان حرب الخليج الأولى 1991، ثم مصادرتها فيما بعد؛ مما تسبب عنه إضافة للقدرة العسكرية الإيرانية المدمرة من جهة، وإضعاف العراق عسكريًّا. يعد هذا مثلاً جيدًا على نجاح سياسة الاحتواء الإيرانية للعراق.
  2. سجلت استراتيجية إضعاف العراق مكانًا بارزًا ودائمًا في السياسة الخارجية الإيرانية؛ من هنا يمكننا فهم التسهيلات التي قدمتها إيران للولايات المتحدة الأميركية إبان عمليتي عاصفة الصحراء (1991)، وعملية غزو العراق 2003. ويعد موقف إيران من الغزو بمنزلة المؤيد والداعم؛ وذلك من خلال التسهيلات التي قدمتها، وحثها لحلفائها العراقيين بالعمل مع الأميركيين قبل وأثناء وبعد الغزو.
  3. مثل زج إيران لحلفائها، ومؤيديها من الأحزاب الإسلامية الشيعية التي ترعاها بعد عملية إخراج العراق من الكويت، ودفعها للدخول إلى العراق والعمل على إطلاق تمرد شيعي في محافظات الجنوب العراقي، ودفعها للأحزاب الكردية التي التجأت إليها بعد القضاء على تمردها بشكل حاسم عام 1988 -سعيًا واضحًا للقضاء على نظام الحكم العراقي، وتسلم حلفائها الحكم، ليسهل بعد ذلك ضم العراق إلى دائرة النفوذ الإيرانية، وتفكيك قدرته على تشكيل تهديد لإيران في خططها حيال المنطقة.
  4. ولعل تجدد الدعوة لتصدير الثورة خصوصًا بعد تسنم الرئيس السابق أحمدي نجاد للرئاسة في إيران وتأييد إيران لمجلس الحكم، الذي أقامه الحاكم المدني الأميركي بريمر، ومبادرة نجاد لزيارة العراق المحتل مع وجود قوى الاحتلال الأميركية، أضفى بعدًا جديدًا على السياسة الخارجية الإيرانية حيال العراق، ذلك أن إنجاز احتواء العراق من قبل سلطة رجال الدين الحاكمين في إيران يكسر معادلة التوازن الاستراتيجي الثلاثية في الخليج العربي، التي يمثلها كل من العراق، وإيران، ومجلس التعاون الخليجي.
  5. تكافح إيران على مسارين لإنقاذ نفسها من مأزق العقوبات الذي سببها المشروع النووي الإيراني، فالمسار الأول هو مسار التفاوض، الذي تحاول فيه المناورة بدرجة عالية من الخبرة والكفاءة، والمسار الثاني هو استخدام وسائل القوة الخشنة أو التلويح بها، ويقع العراق بأحزابه وميليشياته الشيعية، والنظام السوري، وحزب الله لبنان، وحزب الله البحرين والحوثيون ضمن مجال العمل هذا.
  6. تبقى مشاعر الشيعة العرب العراقيين باتجاهها العام مشاعر تشعر بالتميز بينها وبين التشيع الإيراني ذي النكهة القومية الفارسية العالية، والذي اصطلح على تسميته بالتشيع الصفوي، وهو أمر تشعر إيران والأحزاب السياسية والمليشيا المرتبطة بها بالقلق حياله. وعلى العكس من حزب الله في لبنان الذي أعلن أمينه العام بلا مواربة إيمانه بولاية الفقيه، لم تجرؤ الأحزاب الشيعية العراقية الإعلان عن إيمانها بولاية الفقيه، لسببين؛ أولهما: خشيتها من القاعدة العريضة للتشيع بين القبائل العربية في العراق التي تأبى أن تدين بالولاء للعجم، وثانيهما: أن أغلب هذه القاعدة الشيعية العراقية تتبع مرجع التقليد علي السيستاني الذي يعارض ولاية الفقيه كما وضع قواعدها النهائية الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية.

العراق ومعادلة التوازن الاستراتيجي في الخليج العربي

من المسائل التي أقلقت إيران قبل غزو العراق واحتلاله، هو القدرة العراقية على تحقيق تهديد جدي للأمن القومي الإيراني، كما بدا هذا واضحًا إبان الحرب العراقية/الإيرانية، التي انتهت بانتصار عسكري ناجز للعراق على إيران في عناصر القدرة المجردة؛ حيث تم تدمير القوات المسلحة الإيرانية عمليًّا بختام عمليات التحرير الكبرى الخمس التي نفذها في العام الأخير من أعوام الحرب العراقية الإيرانية(20). وقد أضحى أمن الخليج العربي يعتمد على تفاعل ثلاث قدرات إقليمية فيما بينها، سيكون فائض القوة لأي من هذه القدرات الثلاث مؤشرًا تفوقيًّا للجهة التي تتبعها هذه القدرات. وقد حقق هذا المثلث فائض قوة لصالح العراق بعد الحرب العراقية/الإيرانية، والرضى الخليجي بذلك قبل أزمة الكويت؛ وعلى الرغم من تدمير الكثير من مقدرات القوات المسلحة العراقية بعملية عاصفة الصحراء، فإن المتبقي منها ظل يمثل رادعًا بوجه إيران، للنقص الكبير الذي كانت تعيشه القوات المسلحة الإيرانية نتيجة هزيمتها في الحرب العراقية/الإيرانية. وتظهر نظرة متفحصة لجدول مقارنة القدرات التالي هذه الحقيقة(21).

يبين الجدول التالي لمقارنة القدرات الذي وضعه توني كوردسمان درجة التفوق العراقي بين عامي 2003 و2012؛ لذلك ظل مثلث التوازن الاستراتيجي يعمل وبكفاءة بعد أن تمكن العراق وإيران من احتواء بعضهما؛ ثم بسبب الردع الذي حققته استراتيجية الاحتواء المزدوج (Duel Containment)، والاحتواء المتمايز (Differential Containment) ووجود القوات الأميركية في الخليج العربي.

أهمية العراق الجيوستراتيجية في المشروع الإقليمي الإيراني

ليس من الغريب أن يحتل العراق مكانة مهمة في التخطيط الأمني الاستراتيجي الإيراني الحالي، باعتباره أحد أدوات هذا التخطيط، وقد شهدنا هذا واضحًا عندما تفاقمت صرامة وتأثير العقوبات الدولية المفروضة على إيران؛ إذ تحول العراق إلى باب خلفي ومسلك موازٍ لتأمين احتياجات إيران المالية والتقنية. تم كل هذا بفضل ما أتاحه غزو واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة من فرصة تمكين الأحزاب السياسية الشيعية في العراق من الهيمنة على السلطة، وإطلاق يدها بالتحكم في خيارات العراق الاستراتيجية بعد أن قبلت الولايات المتحدة الأميركية بالحصة الأصغر من الإرث العراقي، وهيمنت إيران وأدواتها على الحصة الأكبر فيه، والحقيقة أنه ليس للولايات المتحدة من موالين في العراق إلا فئة صغيرة من الوطنيين واللبراليين والأكراد، وكلنا يعلم كيف اكتشفت الولايات المتحدة وبوقت مبكر ازدواجية علاقة عرابها الرئيس لغزو العراق أحمد الجلبي بها وبإيران، الأمر الذي دفعها لمداهمة مسكن ومكاتب الدكتور أحمد الجلبي، وهو عضو مجلس الحكم المنصب من قبل الأميركيين يوم الخميس 31 من مايو/أيار 2004(22). هذه ليس قناعة عراقية وحسب؛ بل إن الأميركي توني كوردسمان -المفكر الاستراتيجي المهتم بالشأن العراقي الإيراني والخليجي- أشار إليها بوضوح في كتابه المهم “العراق في أزمة”، الصادر مؤخرًا عن مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية – واشنطن؛ حيث بين أن كلاًّ من الولايات المتحدة الأميركية وإيران تتنافسان على النفوذ في العراق، وقد اختصت إيران بولاء الشيعة وأحزابهم السياسية، في حين لم يبق من حصة للولايات المتحدة إلا عدد محدود من اللبراليين والوطنيين(23). وربما لم يلحظ كوردسمان أنه حتى الشيعة من ضمن هؤلاء قد قدموا هويتهم الفرعية كشيعة على انتمائهم الوطني.

كان العراق على الدوام الجسر الذي تعبر عليه إيران للإطلالة على المتوسط، وكان إلى عهد متأخر الممر الرئيس لتجارة الترانزيت العابرة من أوروبا إلى طهران، ومن وراء طهران إلى أفغانستان. وقد أضحى مشروع إيران الجيوستراتيجي الجديد هو السعي لتحقيق جيرة مباشرة مع أوروبا عبر محور عرضي ينطلق من أفغانستان عبر إيران والعراق وسورية ولبنان، وهو محور يحقق لإيران مزايا جيوستراتيجية على مستوى عالٍ من الأهمية، أخطرها أنه يعمل على تحييد كل من فائض القدرة الجيوستراتيجي الإسرائيلي من جهة، وتهميش فائض القدرة التركي من جهة أخرى. وقد أكد قائد فيلق القدس قاسم سليماني هذا التطلع الإيراني عندما أكد بوضوح أن الهلال الشيعي ليس سياسيًّا، بل هو اقتصادي، وإن فند ما يروجه الإعلام الإيراني المعارض من أن الحكومة الإيرانية تصرف على العراق، قال سليماني: “لا تظنوا أننا نصرف على العراق، لا! نحن حتى الآن حققنا 12 مليار دولار كرقم للمبادلات التجارية مع العراق، وهذا الرقم مرشح للارتفاع نحو 30 مليار دولار”. وأضاف سليماني أن السنة الماضية عرفت دخول مليون ومائتي ألف زائر عراقي إلى إيران، علمًا أن كل واحد منهم يصرف ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف دولار داخل إيران(24).

كما إن السعي الإيراني لتحقيق شراكة عملية وبناءة مع أقطاب مجموعة اتفاقية شانغهاي سيجعل من القدرة الإيرانية المتحكمة بمحور أفغانستان/إيران/العراق/بلاد الشام تمثل إضافة لفائض القدرة الإيراني، الذي تستهدف إيران الوصول إليه؛ وقد ناقش الدكتور وليد عبد الحي أهمية منظمة تعاون شنغهاي كمنفذ تتحرر عبره من الحصار الاقتصادي والتقني الغربي، ووضعها في المصاف الأول في اهتمامات إيران المستقبلية(25). وفضلاً عن ذلك، تمثل النقاط التالية عناصر لا تقل شأنًا عن سابقاتها:

  1. تؤمن الإطلالة المباشرة لإيران عبر هذا المحور جيرة مباشرة لإيران مع أوروبا، حيث يجمع البحر المتوسط بين دول الجنوب الأوروبي، والدول العربية الجارة لأوروبا عبر الشاطئين الشرقي (بلاد الشام)، والجنوبي (مصر والاتحاد المغاربي العربي).
  2. يشكل هذا المحور مجالاً مهمًّا لإنشاء منظومة أنابيب للنفط والغاز، تتيح لإيران الاقتراب الشديد من أوروبا؛ مما يتيح لها مرونة كبيرة في تصدير غازها، الذي قد تصبح أوروبا عند نجاح الخطط الإيرانية أحد أهم زبائنه.
  3. تتيح السيطرة الإيرانية -بعد تحييد عناصر التحدي فيها- القدرة على تنفيذ برنامج تصدير الثورة، والمباشرة بتشييع المشرق العربي مرورًا بالعراق.
  4. ستؤمن إيران طريقًا آمنًا ومضمونًا لتجارة الترانسيت الإيرانية مع أوروبا ونصف الكرة الغربي؛ مما سيعود عليها بالفائدة الكبيرة من إيجاد مصادر أمينة لصادراتها، وطريقًا أمينًا وسهلاً لوارداتها.
  5. سيصبح هذا الأمر أكثر أهمية بعد إنجاز ربط شبكة خطوط السكك الحديد الإيرانية بالعراقية والسورية، مما سيشكل جسرًا بريًّا يربط مضيق هرمز والبحر المتوسط.
  6. ستجعل سيطرة إيران على ما أسمته الدوائر البريطانية قبل حقبة الحرب العالمية الأولى الجسر العربي (The Arab Bridge)، والمشكل من كتلة المشرق العربي البرية – العراق وبلاد الشام (سوراقيا)، القوة الأولى في شرق المتوسط، والقوة الأولى في الخليج العربي
  7. ستنشأ حالة تختلط فيها الأجناس؛ إذ ستشكل دول المشرق العربي بكثافتها السكانية القليلة نسبيًّا، متنفسًا للكثافة السكانية الكبيرة في إيران؛ مما سيؤثر على الهوية القومية للمشرق العربي.
  8. سيتيح هذا المحور إمكانية احتواء إيراني لتركيا من جوارها الجنوبي الهش، الذي سيسهل لإيران التدخل عبر الورقتين الكردية والعلوية.

المشروع الجيوستراتيجي الإيراني بين الإنجاز والإخفاق وموقع العراق فيه

لعل سعي إيران لتعظيم قدراتها العلمية والتقنية، ومحاولة الإفلات من سيف العقوبات المسلط عليها، هو الذي دفعها لتقديم تنازلات مهمة فيما يخص برنامجها النووي. وقد يكون ذلك مؤشرًا على وجه من أوجه الإخفاق؛ لكن دلائل إخفاق المشروع الإيراني بانت واضحة في جانبه الأمني؛ ففشل حليفي النظام الإيراني الرئيسيين، وهما العراق الأحزاب الشيعية وسورية الأسد، وحراجة موقف حسن نصر الله بعد الخسائر التي مني بها نتيجة تورطه في القتال في سورية، ووصول الإرهاب إلى عقر دار الحزب في الضاحية الجنوبية، فضلاً عن ابتعاد حماس عن المحور الإيراني، كلها علائم تؤكد إخفاق هذا المشروع؛ من تداعيات هذا الإخفاق دفع نظام الحكم الإيراني للرئيس الإصلاحي المنتخب حسن روحاني ليتحدث للعالم بلغة جديدة، ويقدم ما يبدو أنه تنازلات يغري بها الغرب ليرفع العقوبات؛ ومن هنا جاءت صفقة البرنامج النووي التي كان من نتائجها المباشرة تعرض إيران لضربة غربية/إسرائيلية؛ لكن هذه الحالة لم تفت في عضد الدعم الإيراني لنظام الأسد، ولا التشبث بالعراق، الذي سيكون ساحة المجابهة الأخيرة لإيران للدفاع عن مشروعها الطموح، الذي ترغب بموجبه أن تكون القوة الإقليمية الأولى في إقليم جنوب غربي أسيا.

الكاتب
______________________________________
د. عبد الوهاب القصاب – باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

الهوامش والمصادر
(1) ناقش وليم أو بيمان (William O Beeman) بورقته الموسومة ما الشخصية الوطنية الإيرانية -مقاربة السنية- اجتماعية موضوع الشخصية الإيرانية من زوايا جدليات أربعة؛ هي على التوالي: عدم اليقين/عدم الشعور بالأمن؛ الذكاء/الخداع؛ الجبروت/الخنوع/الفردية؛ عدم الثقة. انظر:
William O Beeman< what=”” is=”” (iranian=”” national=”” character?=”” a=”” sociolinguistic=”” approach,=”” iranian=””>< vol.=”” 9,=”” no.=”” 1=”” (winter=”” 1976),=””>
(2) لعل أفضل من ناقش انتقال التشيع من أصوله القائمة على مذهب آل البيت، إلى شكله الحالي، الذي حوَّله إلى خليط من التشيع، والوطنية الإيرانية هو الدكتور علي شريعتي في كتابه المهم: “التشيع العلوي والتشيع الصفوي”، انظر:
علي شريعتي (ترجمة: حيدر مجيد) “التشيع العلوي والتشيع الصفوي”، دار الأمير للنشر والعلوم ش م م ط2 2007.
(3) Look in: Rouhollah K Ramazani, The foreign Policy of Iran, 1500-1941, University of Virginia, Charlottesville, 1996, pp13-22.
(4) تجد النظرة الدونية للعرب موجودة في أشعار الكثيرين من المولدين، ومن ذوي الأصول الفارسية منذ انتشار الدعوة الشعوبية في القرن الثاني الهجري، وربما كان للنظرة الدونية المقابلة التي نظر بها الأمويون للموالي إبان حكمهم دورٌ في تفشي هذه النظرة الشعوبية، وقد رصدت النظرة للعرب في البرنامج التربوي الإيراني، والحوار الثقافي العديد من المنشورات والدراسات والأبحاث، وفي هذا المجال انظر:
رشيد يلوح، التداخل الثقافي العربي الفارسي من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري، أطروحة جامعية مخطوطة، كلية الآداب بجامعة محمد الخامس، الرباط – الموسوم الجامعي 2012-2013، ص96، 97.
(5) انظر: عبد الوهاب القصاب في: مجموعة من الباحثين تحرير عزمي بشارة ومحجوب الزويري: النفوذ الإيراني في العراق: التحديات والأبعاد في إيران والعرب، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت 2011، ص149.
(6) كولن تيرنر (ترجمة: حسين علي عبد الساتر): التشيع والتحول في العصر الصفوي، منشورات الجمل، كولونيا 2008، ص133 وما بعدها.
(7) كولن تيرنر (التحول) ص156.
(8) علي الوردي: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج 1 دار الوراق للنشر لندن 1991-1992 ص69-88.
(9) درس إسحاق نقاش عملية نشر التشيع بين القبائل العربية في الفرات الأوسط بكتابه المهم: “شيعة العراق” (The Shi’is of Iraq)، وقد نشرته دار المدى – دمشق مترجمًا إلى اللغة العربية، فيمكن الرجوع إليه للاستزادة.
Look in: Sharif M. Shuja, Islamic Revolution in Iran and its Impact on Iraq, Islamic Studies,Vol.19,No.3(Autumn1980, p216-217.
(10) حول القوة الناعمة الإيرانية انظر مقال الدكتور: صادق زيبا كلام الموسوم “الصحوة الشيعية بوصفها قوة إيران الناعمة: تحليل تاريخي. في: شفيق شقير محررًا ملف إيران ومرتكزات القوة، مركز الجزيرة للدراسات، على الرابط:
http://search.tb.ask.com/search/redirect.jhtml?action=pick&ct=GD&qs=&searchfor=إيران+ومرتكزات+القوة&cb=UX&pg=GGmain&p2=^UX^xdm015^S07867^qa&qid=3f93bf5e105b48e8a277da93dd22b149&n=77fda151&ss=sub&pn=1&st=hp&ptb=86AA6762-9B8F-4538-B09B-7E0165DD8916&tpr=hpsb&si=maps4pc&redirect=mPWsrdz9heamc8iHEhldEW5wREHEuEktTF9BpRJWCJmdMGz4grEez+H/p2hjVzCn1Dn4sCZ4T8InttWCYiPfoLfULYKBXHUaJY747cwldOrd8FkxNSArqNAWQbw8PbzeZw8qkG3kzLRMOaH51lzf4w==&ord=0&
(11) خطاب لقاسم سليماني بمناسبة الذكرى 35 لانتصار الثورة الإسلامية، موقع وكالة “فارس” للأنباء على الرابط:
http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13921127001191 .
(12) قاسم سليماني، المصدر نفسه. من يقرأ النص الفارسي لتصريحات سليماني يقف بنفسه على الكم الهائل من المغالطات؛ سواء في إيراد الحقائق التاريخية، أو في الإشارة للاندحار الإيراني أمام الجيش العراقي في 8 من أغسطس/آب 1988 على أنه انتصار، والكل يعلم أن الخميني قد قال بعد موافقته على وقف إطلاق النار: إنه يقبل وهو يتجرع كأس السم.
(13) Look in: Sharif Shuja, Ibid, p 216
(14) Shuja, Ibid, P214.
(15) خط الثالويك، أو خط التالوك هو خط يتبع منتصف عمق المجرى المائي الذي يفصل بين حدود بلدين ليشكل خط الحدود فيهما؛ انظر:
http://search.tb.ask.com/search/redirect.jhtml?action=pick&ct=GD&qs=&searchfor=thalweg+line&cb=UX&pg=GGmain&p2=^UX^xdm015^S07867^qa&qid=13273956b72c49c4a4f092d9e95ea1c2&n=780b5c90&ss=sub&pn=1&st=bar&ptb=86AA6762-9B8F-4538-B09B-7E0165DD8916&tpr=&si=maps4pc&redirect=mPWsrdz9heamc8iHEhldEfmh9b76rDqiwjw8zKLNsHRHIXSquiG0kO4K3zeDjZcSx95vv64t9VMQWarvxbNPXg==&ord=1&
(16) من أفضل ما كتب عن الحرب العراقية الإيرانية هو كتاب الفريق الأول الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي: “مذكرات مقاتل”، انظر: نزار الخزرجي: الحرب العراقية الإيرانية مذكرات مقاتل، مراجعة وتقديم: عبد الوهاب القصاب، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة 2014.
(17) عبد الوهاب القصاب، الحرب العراقية الإيرانية: قراءة في مذكرات الفريق الأول الركن نزار عبد الكريم فيصل الخزرجي، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة 2014.
(18) Antony Cordesman and Sam Khuzai: Iraq in Crisis, CSIS, Burke Chair Strategy, http://search.tb.ask.com/search/redirect.jhtml?action=pick&ct=GD&qs=&searchfor=iraq+in+crisis&cb=UX&pg=GGmain&p2=^UX^xdm015^S07867^qa&qid=538c44ec2a1b47f38f1aa052579e12ec&n=77fda151&ss=sub&pn=1&st=hp&ptb=86AA6762-9B8F-4538-B09B-7E0165DD8916&tpr=hpsb&si=maps4pc&redirect=CSzurqQmevVZywGoHGS4eqB2CSHRW6myro7eVxXMTdMfWjftrFXvpO+2SSoBEey5LuHyd+Gq4duCzIIsrddW0Q==&ord=3& p. 129
(19) عبد الوهاب القصاب، العرب وإيران ص155-157.
(20) نزار الخزرجي: الحرب العراقية الإيرانية: مذكرات مقاتل، مصدر سابق، ص 477-580.
(21) Look in: Tony Cordesman and Sam Khuzai, Iraq in Crisis, Ibid, p182.
(22) قابل أحمد الجلبي هذا الإجراء بالغضب وعقد مؤتمرًا صحفيًّا ندد بالحادث، وأعلن عن قطع علاقته بالأميركان اللذين قطعوا مخصصاته البلغة 330 ألف دولار شهريًّا التي كان يستلمها من الأميركيين. راجع الرابط:
http://www.almoslim.net ليوم 11/4/1425 هجرية
(23) Antony Cordesman and Sam Khuzai: Iraq in Crisis, CSIS, Burke Chair Strategy, Ibid, p.128.
(24) قاسم سليماني، موقع وكالة “فارس” للأنباء.
(25) ناقش الدكتور وليد عبد الحي في ورقته الموسومة “بنية القوة الإيرانية وآفاقها” في: شفيق شقير محررًا، مرتكزات القوة الإيرانية، (ملف) نشره مركز الجزيرة للدراسات.

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button