ينتمي موضوع هذه الورقة البحثية إلى أدبيات حقل السياسة الخارجية التي تعالج أحد الإشكالات المركزية في هذا الحقل المعرفي و المتمثلة في إشكالية “تغير الساسة الخارجية” (FPC) ،حيث تسعى هذه الورقة للبحث في كيفية معالجة المقاربات النظرية المختلفة لموضوع تغير السياسة الخارجية.و تفترض بأنه نظراً لعدم وجود نظريات عامة و متوسطة المدى لدراسة تغيير السياسة الخارجية، فإن تفسير إعادة هيكلة السياسة الخارجية يمكن أن يستمد من مصدرين نظريين، نظريات العلاقات الدولية ونماذج تغيير السياسة الخارجية في مجال السياسة الخارجية و هو ما يعني أن دراسة تغير السياسات الخارجية يستلزم إستخدام ما أطلق عليه كاتزنستاين وسيل “الانتقائية التحليلية”.لكن ستسعى هذه الورقة البحثية لتسليط الضوء فقط على مختلف التصورات النظرية التي تنتمي لأدبيات السياسة الخارجية.لتخلص الورقة في الأخير،إلى أنه لا يمكن لأي نظرية واحدة التعامل مع التعقيد الذي عادة يواجهه صناع القرار في السياسة الخارجية،نتيجة لان كل مقاربة نظرية لديها “نقاط عمياء” خاصة بها من حيث أنها تميز مجموعة معينة من المشكلات وتعطي الأولوية لبعض المتغيرات ، على حساب متغيرات أخرى.نتيجة لذلك ،يخلص التحليل الانتقائي إلى أن التحليل الكافي للظواهر شديدة التعقيد ، مثل تغيير السياسة الخارجية ، يتطلب آليات ومفاهيم تفسيرية من تقاليد نظرية مختلفة يتم دمجهم بوعي بطريقة براغماتية .