دور المحروقات في العلاقات الأوروبية الروسية
تسعى هذه الأطروحة إلى الإحاطة بطبيعة دور المحروقات في العلاقات الأوروبية الروسية والتي تقوم بالأساس على قضية أمننة الطاقة في القارة الأوروبية التي شهدت العديد من الأزمات المتعلقة بالمحروقات، خاصة منها الغاز الطبيعي والتي لم يخلو أي نقاش ضمن دائرة دول الاتحاد الأوروبية من طرح قضية الغاز الطبيعي كمورد في المبادلات التجارية بين الإتحاد الأوربية وروسيا . وسيعيا منا لد ا رسة مختلف جوانب الموضوع، يطرح مصطلح الأمن بقوة ضمن هذه الد ا رسة كمفهوم يقوم عليه هذه العلاقات عبر مختلف أطوار البحث خاصة منذ عملية ت وسيعه من طرف ر واد مدرسة كوبنهاغن والتحول في مدركات التهديد والانتقال من الأمن الصلب إلى الأمن اللين الذي أصبح يمس مختلف القطاعات ويعتبر تأمين الطاقة من المسائل المهمة في الأجندة السياسة للإتحاد الأوروبي الذي يعاني من ت ا رجع الاحتياطات والقد ا رت الإنتاجية على المستوى الداخلي مما جعله تابع للمصادر الخارجية، وبالتالي فهو عرضة لأي اضط ا ربات محتملة أو ممكنة، ولهذا وبالنظر إلى طبيعة التفاعلات الإقليمية بين روسيا والإتحاد الأوروبي، أصبحت قضية المحروقات في علاقاتها تتميز بالاضط ا رب وعدم الاستق ا رر خاصة في السنوات 2000 التي شهدت أزمتي الغاز بين روسيا وأوك ا رنيا أدى إلى غلق الإمدادات عن هذه الأخيرة ومنهالإتحاد الأوروبي، وبسبب امتلاك روسيا لهذه الموارد وقربها الجغ ا رفي من أول الإتحاد الأوروبي وما تمثله أوروبا من أسواق واسعة للمنتجات الطاقوية الروسية جعلها تستعمل هذه الورقة لإعادة مكانتها الإقليمية والدولية. أُثيرت قضية أمن الطاقة في علاقات الإتحاد الأوروبي وروسيا الدعوة إلى إعادة النظر في طبيعة هذه العلاقات واعتبار روسيا مصد ا ر غير موثوق وهذا من خلال العمل على أخذ التدابير المختلفة لتنويع مصادر الإمداد لتجاوز الخطر الروسي وكسر نفوذه في المنطقة وبالتالي الاعتماد على مصادر طاقوية تمتاز بالوفرة والشرط الأساسي هو الموثوقية والاستم ا ررية في الامداد، وكانت الج ا زئر، قطر ومنطقة قروين أحد هذه الحلول للتقليل من ملخص 437 مخاطر التبعية لمورد واحد وهو روسيا من جهة، وخلق خيا ا رت جديدة على المدى الإقليمي والدولي لاستم ا رر الإمدادات من جهة ثانية.
