دراسات سياسيةمذكرات وأطروحات

دولة الرفاهية في الفكر الليبرالي المعاصر

المقدمة:

إن فكرة دولة الرفاهية هي فكرة دولة تقوم بتقديم خدمات الرفاهية للمواطنين في مجالات مختلفة ولا يشترط ان تقوم الدولة بنفسها في تقديم هذه الخدمات المواطنيها، فاضافة للدولة هناك عدد من المؤسسات يمكن أن تتحمل مسئولية تقديم خدمات الرفاهية مثل، السوق، مؤسسات المجتمع المدني ، المنظمات المدنية الطوعية الأسرة، لذلك نشاهد وجود أنماط او تماذج مختلفة من دولة الرفاهية في كل أنموذج يتحمل احدى هذه المؤسسات الدور الأكبر في تقديم خدمات الرفاهية أو بالتعاون مع احدى او اكثر من هذه المؤسسات ، وتبعا لذلك نشاهد دولة رفاهية ليبرالية او اشتراكية او محافظة تاريخيا تعود جذور دولة الرفاهية من الناحية الفكرية إلى العصور القديمة التي كانت تعتمد فكرة العدالة والمساواة الاجتماعية ، إلا انها لم تصل الى بلورة فكرة دولة الرفاهية بسبب انها كانت عبارة عن ردود افعال سياسية ، تستجيب لها السلطة السياسية من اجل تخفيف حدة التوتر الناجمة عن ردة فعل الطبقات الدنيا ولذلك نشاهد بعد مدة وجيزة من اعتماد المساواة الاجتماعية يعود اصحاب السلطة السياسية سابق عهدهم في التمسك والاستثار بالمغانم السياسية على حساب الطبقات الفقيرة، وتاريخية تستلزم نشأة دولة الرفاهية بوجود الدولة بوصفها تنظيما سياسية تختلف عن جميع الأشكال المختلفة من التنظيمات السياسية التي سبقت تأسيس الدولة القومية مثل القبيلة المدينة المملكة والإمبراطورية ،والأشكال الأخرى.

لقد نشا اول الموذج لدولة الرفاهية على وفق أسس محافظة في المانيا على عهد سمارك ونقوم على نظام التأمين الاجتماعي للحفاظ على ولاء العمال الألمان من خطر الاشتراكية ولدعم قوة الدولة البروسية التي كانت في امس الحاجة لمثل هذه القوة في تلك المرحلة الصعبة من تاريخ الدولة التي كانت تبحث عن زيادة قوتها وتعاظمها بسبب التنافس الدولي الطامح للسيطرة والنفوذ والاستعمار ثم تطورت دولة الرفاهية بعد ذلك كردة فعل على ظهور النازية ، الفاشية والشيوعية وما تركته الحربان العالميتان من ثمار وخراب ، وتناولها لمشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادي بشكل اوسع فقد بنت دولة الرفاهية بعد الحرب العالمية الثانية تعتمد على اسس ومقومات في العدالة التوزيعية وتنخل الدولة وفق الطروحات الكينزية وأنظمة التأميم والضمان الاجتماعي ويظهر دراسة دولة الرفاهية تنوعا في نماذج دولة الرفاهية التي يمكن حصرها بین آنموذجين، أحدهما محدود والأخر واسع يقدم الرفاهية من المهد الى اللحد سواء كانا قائمين على أساس العقد أو الحقوق.

تحميل الأطروحة

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى