ان علم الاجتماع العسكري the military sociology يعتبر احد فروع علم الاجتماع وهو قريب جدا من دعوات المفكر mills التي تدعو الى ضرورة ربط العالم الفردي ببنى اجتماعية اوسع. ولهذا نجد ان علم الاجتماع العسكري يشمل العديد من الموضوعات . بمعنى ان نطاقه لا يقتصر على المؤسسة العسكرية او على اعضاؤها بل يشمل مجالات اخرى منها ما هو سياسي على غرار العلاقات المدنية – العسكرية و العلاقة بين المؤسسة العسكرية واليات تحقيق الديمقراطي سواء من خلال ما يعرف بعملية الانتقال السياسي او التحول الديمقراطي او الوكالات الحكومية.
كما يشمل علم الاجتماع العسكري عدة مواضيع اخرى مثل الافتراضات السائدة لدى افراد الجيش و التغيرات في استعداد اعضاء الجيش على العمل القتالي و زيادة انتساب النساء للجيش و المجمع الصناعي الاكاديمي العسكري و الهيكل المؤسسي والتنظيمي للمؤسسة العسكرية . (1) كما ان هناك جهود معرفية اخرى قدمها المفكر البريطاني ” لا نج بوتير lang butter من خلال كتابه الذى يحمل عنوان ” المؤسسة العسكرية الامريكية والحياة العسكرية ” والذى من خلاله قام بتقسيم علم الاجتماع العسكري الى فئتين رئيسيتين وهى العوامل والمسائل الداخلة في المؤسسة العسكرية وهى متمثلة في فئتين اساسيتين : الفئة الاولى – رئيسية هي ” الجيش باعتباره مهنة السلاح وكذلك الجيش باعتباره مؤسسة اجتماعية تضم قيما وقواعد وهياكل تنظيمية ، الجيش باعتباره مؤسسة اجتماعية ذات اهداف وطرق للعمل ” .
الفئة الثانية – وهى المسائل المرتبطة فعليا فيما يعرف بالتفاعلات الخارجية external of interaction theللمؤسسة العسكرية وتضم علاقتين اساسيتين . الاولى العلاقة بين المؤسسة العسكرية والمجتمعات الاوسع حولها في المركز. ومنها علاقات القوة بين الجيش والمجتمع المدنيthe relation power between army and civil society . والثانية العلاقة بين الجيش والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والاحزاب وجماعات الضغط والتي منها علاقات الشراكة والتحالف
وبناء على ذلك فان مشكلة واقع المؤسسات العسكرية التقليدية والمعاصرة اصبحت هي الاخرى ميزة المشكلات( السياسية ، الاقتصادية، الاجتماعية ) بل حتى الامنية التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية على اختلاف اجناسها ومعتقداتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية . مع مراعاة ان مشاكل المؤسسات العسكرية لا تقتصر على اعداد الافراد العاملين فيها او على مقدار التكنولوجيا المستخدمة فيها او على مقدار الدعم المالي الذي تتحصل عليه من ميزانيات تلك الدول او مقدار تأثيرها على الحكومات في احداث التوازن the balance داخل تلك المجتمعات او بمقدار حصولها الى ما يعرف بالتأييد الشعبي the populist of support. انما تتمثل اهم الاشكاليات التي تواجه المؤسسات العسكرية وعلى اختلاف اشكالها وحجمها وايدولوجيتها في حدود العلاقة السياسية بينها وبين بقية المؤسسات العاملة داخل الدولة الوطنية و فقدان افرادها خاصية ” الالتزام the adherence ” بحدود تلك العلاقة التي تكون في الغالب محددة بمواد دستورية او ما يعرف في علم الاجتماع السياسي فقدان افرادها خاصية ” الدافعية تجاه العمل the motivation to work ” مما ساهم في تصادم المؤسسات العسكرية مع المكونات السياسية والمدنية وفقدانها للهدف الرئيسي الذي قامت من اجله والمتمثل في تحقيق الامن للمواطن والسيادة للدولة .
وتنطوي الاشارة بان دراسات حقل علم الاجتماع السياسي تؤكد بان معالجة العامل الاجتماعي the local of active الذي تعتبره الدراسة مقترن تماما مع العامل الامني كونه ينشق منه ويكتسب اهمية بالغة . فقد اشتد الجدل the braiding خلال هذا القرن حول هذه النقطة بالذات.
ولابد من التوضيح بان هذه الدراسة قد تناولت الدور السياسي للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية داخل المجتمع الإسرائيلي .ومدى تأثيرها في عملية صنع القرار السياسي الإسرائيلي . وكذلك ايضاح مدى تغلغلها داخل الاوساط الاجتماعية الإسرائيلية . واثر البنى الاجتماعية والدينية في دعم الدور العسكري داخل الحياة السياسية الإسرائيلية . بالإضافة الى دور العقيدة الدينية في تفعيل نشاط المؤسسة العسكرية الاسرائيلية . وصولا الى الارتباط الفكري ما بين المؤسسة العسكرية والعمل السياسي داخل اجهزة اتخاذ القرار .
وتنطوي الاشارة بان هذه الدراسة قد اعتمدت بشكل واضح على التحليل الموضوعي the objective of analysis غير السردي لوجهات النظر الفكرية التي زخرت بها الكثير من الدراسات الاجتماعية ” الامنية ” في كلا من العالم الغربي و الشرقي. ويتألف هذا الكتاب من اربعة فصول رئيسية يحتوي كل فصل على مبحثين . فالفصل الاول يحمل عنوان ” التأصيل النظرية للمؤسسة العسكرية ” حيث يرتكز المبحث الاول الذي يحمل عنوان ” الاطر النظرية للمفاهيم الاجرائية الخاصة بالمؤسسة العسكرية ” على مســـألة التعريفات المتباينة للمؤسسة العسكرية كمفهوم اجرائي اصطلاحي .
اما المبحث الثاني فهو بعنوان ” العوامل التي تساعد على انتشار النظم العسكرية ” حيث حاولت هذه الدراسة استدراك اهم الاسباب الحقيقية الكامنة وراء زيادة انتشار مثل هذه النظم العسكرية وسيطرتها على مقاليد السلطة والحكم في بلدان العالم . اما الفصل الثاني الذي يحمل عنوان ” المؤسسات العسكرية في العالم – الاشكال والمقومات ” ففي هذا المبحث الاول الذي يحمل عنوان” تصنيف النظم العسكرية” فقد عملة الدراسة على ان تعطي نوعاً من التحديد لاهم اشكال النظم العسكرية . اما المبحث الثاني فيحمل عنوان ” مظاهر القوة البنائية والسياسية التي تساعد على تفعيل دور المؤسسة العسكرية ” حيث حاولت هذه الدراسة تحديد اهم ابرز اشكال ومظاهر القوة البنائية the power of stricter التي ساهمت في جعل المؤسسة العسكرية من اهم المؤسسات العاملة داخل الدولة وتحديد الاساليب والطرق التي ينتقل من خلالها العسكريين نحو ممارسة العمل السياسي سواءً بشكل مباشر او غير مباشر شرعي او غير شرعي .
اما الفصل الثالث الذي يحمل عنوان ” الاطار الفكري والتنظيمي القائم داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية ” فمن خلال المبحث الاول الذي يحمل عنوان ” المضامين الفكرية المتعلقة بالمؤسسة العسكرية الاسرائيلية ” حيث عملت هذه الدراسة على تحديد معاني المشاركة العسكرية والاطر الفلسفية لحرية المشاركة ومميزات حرية المشاركة freedom of communion وتحديد الابعاد الفلسفية تجاه مفهومي الحرية والمشاركة. اما المبحث الثاني الذي يحمل عنوان ” السمات التنظيمية الخاصة بالمؤسسة العسكرية الاسرائيلية ” حيث حاولت الدراسة ابراز التعريف بمنظومة المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وتحديد مميزات منظومة المؤسسة العسكرية الاسرائيلية والقواعد الرئيسية التي ترتكز عليها منظومة المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وتحديد الخصائص الطبيعية لمنظومة المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بالإضافة الى اهدافها ووظائفها . اما الفصل الرابع الذى يحمل عنوان علاقة المؤسسة العسكرية بعملية صنع القرار السياسي .
فمن خلال المبحث الاول الذى يحمل عنوان دور العقيدة الدينية في تفعيل دور المؤسسة العسكرية الاسرائيلية حيث عملت الدراسة على ايضاح حقيقة ديناميكية القيادة العسكرية في تفعيل الاطر التنظيمية ” الادارية ” بما فيها توضيح اهم الصفات الواجب توافرها للقادة العسكريين . اما المبحث الثاني الذى يحمل عنوان الارتباط الفكري ما بين المؤسسة العسكرية والعمل السياسي . حيث يتناول هذا المبحث عدة مسائل منها توضيح اهم الركائز التي تقوم عليها المؤسسة العسكرية الاسرائيلية . بالإضافة الى تحديد الاطار النظري للعلاقات المدنية – العسكرية وكذلك توضيح العلاقة الارتباطية بين المؤسسة العسكرية وحالات الانتقال الديمقراطي . بالإضافة الى التطرق الى اهم الاسس التي تطلبها عملية بناء المؤسسة العسكرية واظهار الارتباط الفلسفي بين المؤسسة العسكرية وعملية تحقيق الانتقال السياسي .
وبناء على ذلك فان هذه الدراسة عملت على ان تتوخى الموضوعية العلمية والتجرد من مشكلة الذاتية the subjectivity propel التي تمثل اهم العيوب التي تواجه كافة الباحثين في الميادين العلمية . وقد اعتمدت هذه الدراسة على الموضوعية كونها المعيار الذي اتخذته في دراسة كثير من القضايا الإنسانية من اجل الوصول الى نتائج وحقائق the tacks and conclusions اكثر قرب من الواقع الذي تعيشه كافة المجتمعات الانسانية وكتعبير صادق لما يدور في كل نفس بشرية وتنسجم تماماً مع النواميس الطبيعية the natural of tradition والقواعد الاجتماعية والمنطقية التي يؤكدها العقل الانساني ولقد كانت الغاية من وراء كتابة هذه الدراسة هو تحقيق الاهداف التالية : وجود
- توفير مرجع علمي the reference since of being تجاه مشكلة الدراسة المتمثلة في علاقة المؤسسة العسكرية بعملية المشاركة السياسية. وصولا الى تحقيق الديمقراطية كونها مؤسسة افرزتها في الواقع عدة متطلبات اجتماعية the local of requirements ” معيشية ” وهى بالتالي ذات طابع اجتماعي ” جماعي “
- وجود ندرة علمية اكاديمية تناقش طبيعة العلاقة بين المؤسسة العسكرية و المشاركة السياسية . لاسيما في الكتابات التي تجمع بين الجوانب التي تتناول ” شكل the fashion ، طبيعة the complexion ، ابعاد the trends ” العلاقة بين المؤسسة العسكرية و الحياة السياسية .
- ان تكون هذه الدراسة احد الكتب العلمية التي تساعد طلبة الجامعات والدراسات العليا في التخلص من مشكلة نقص المراجع المتعلقة بأبحاثهم العلمية تجاه موضوع هذه الدراسة .
- ان تكون هذه الدراسة بداية علمية جديدة the start since new لدراسة رؤية فلسفة علم الاجتماع العسكري تجاه بناء المؤسسات العسكرية الجديدة والتي يأمل منها تحقيق ادوار ايجابية في عملية المشاركة السياسية تخدم الحياة السياسية the political of life داخل الدول الوطنية المعاصرة .