حول كتاب الرأسمالية والنظرية الاجتماعية الحديثة:
هذا الكتاب أُلّف للاعتقاد بوجود شعور واسع بين علماء الاجتماع بأن الرأسمالية و النظريّة الاجتماعيّة المعاصرة تحتاج إلى مراجعة جذريّة. و لابد لمراجعة من هذا القبيل أن تنطلق من إعادة النظر في مؤلفات أولئك الكتاب الذين أسّسوا الإطارات المرجعيّة الرئيسة لعلم الاجتماع الحديث.
وبالنسبة لهذا الموضوع ترد ثلاثة أسماء قبل كل الأسماء الأخرى: ماركس ودركهايم وماكس ويبر.
وأهدف من هذا الكتاب إلى أمرين: أولا القيام بتحليل دقيق، ومع ذلك شامل للأفكار السوسيولوجيّة لدى هؤلاء المؤلفين الثلاثة. ثانياً: فحص بعض نقاط الاختلاف الرئيسة بين آراء ماركس المميزة من جهة، وآراء الكاتبين الأخيرين من جهة أخرى. ولا أدّعي أنني أزوّد القارئ بأي نوع من التقويم الشامل للعلاقة بين علم الاجتماع “الماركسي” وعلم الاجتماع “البرجوازي”، لكن آمل أن يتمكن هذا الكتاب من المساعدة في إنجاز المهمة التمهيدية المؤلفة من شق طريق خلال الآراء المتشابكة المؤيدة والمعارضة التي أحاطت بالجدل حول هذه القضيّة.
وكان لابد لي من تناول جانب كبير من الموضوع المألوفء لكن الدراسات الحديثة ألقت ضوءاً على جوانب أساسية من كتابات المؤلفين الثلاثة كلهم، وأعتقد أن تحليلي يختلف كثيراً عن بعض الأعمال المعروفة في الحقل.