اصدارات الكتب

كتاب السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب 2017-2021

شكلت الأربع سنوات الأخيرة ظواهر وأحداث دبلوماسية فارقة في المجتمع الدولي، وهذا مرده بحسب البعض إلى سلوك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاه الفاعلين الدوليين بشكل عام. فقد عالج الرئيس الأمريكي ترامب السياسة الخارجية خلال فترة ولايته الأولى تداعيات في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تسليط الضوء على القضايا وشكل كيفية إجراء الاتصالات الدبلوماسية. ومنذ أيامه الأولى في حملة عام 2016، أوضح ترامب بكلمتين فقط الأهداف التي ستسعى سياسته الخارجية لتحقيقها: “أمريكا أولاً”. الآن، بعد ما يقرب من أربع سنوات من رئاسته، تم تجسيد هذه الكلمات بالحقائق والأحداث. فقد تميزت الأحادية والمواجهة بسياسة ترامب الخارجية، وكذلك دوران الأفراد والمفاجأة والارتباك.

وتشمل السمات المميزة للعلاقات الخارجية خلال فترة حكم دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة 2017-2021، عدم القدرة على التنبؤ وعدم اليقين، والافتقار إلى سياسة خارجية متسقة، ومتوترة وأحياناً عدائية العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة. وقد أشاد ودعم الحكومات الشعبوية والقومية الجديدة والسلطوية؛ ووصف نفسه بأنه قومي، وأشار إلى سياسته الخارجية باسم “أمريكا أولاً”.

إن السياسة الخارجية التي تنتهجها إدارة الرئيس ترامب قد تكون خطيرة، وغير متوقعة، غير أنها تعكس تطورات سياسية عميقة لعبت دوراً كبيراً في مجيئه إلى سدة الحكم في البيت الأبيض الأمريكي، وخاصة تنامي تيارات فكرية وسياسية قومية تكرس خطاباً شعبوياً ولّد بدوره نزعة حمائية في العلاقة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، وهو ما تجلى في استعادة عظمة أمريكا.

دأب الكثيرون على القول بأن الدبلوماسية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب تمثل قطيعة مع تلك التي انتهجها أسلافه. اعتمد ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض على انتهاج أسلوب صدامي في التعامل مع أعدائه وحلفائه مثل الإفراط في إطلاق تغريداته على حسابه في تويتر، والتي يثير من خلالها الكثير من الجدل، علماً بأن الأوساط السياسية تتهم دونالد ترامب بقربه من اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى التصريحات والخطب والتي جعلت بعض المراقبين والمحللين تعتبر أن هذه السياسة التي ينتهجها ترامب تقترب كثيراً من أطروحات الفيلسوف صامويل هنتجتون، صاحب نظرية صدام الحضارات، وهي النظرية التي تلقى رواجاً في الأوساط اليمينية والقومية.

وعلى أعتاب نهاية ولاية الرئيس ترامب، يرى العديد من المراقبين أن العالم يعيش في حالة أقرب ما تكون إلى الحرب الباردة بين أكبر اقتصاديْن في العالم الولايات المتحدة، والصين على خلفية النزاع التجاري الذي بدأ بينهما في مارس 2018 والذي أثّر على مُجْمل الأنشطة الاقتصادية حول العالم، وأشار هذا النزاع بشكل أو بآخر إلى وصول الخلل الذي أصاب نظام الأحادية القطبية العالمية السائد منذ عام 1991 إلى مراحل متقدمة، وهذا الخلل لم يعد يتماشى معه – فقط – حجم القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية كضمانة لموقع واشنطن على الساحة العالمية، في ظل صعود دول أخرى عملت السلطات فيها على تطوير مجال معين أو مجالات في البنى الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بها.

وأخيراً، تُعتبر السياسة الخارجية الأمريكية خلفيةً للحراك الاجتماعي الأمريكي وتناقضاته الذي كان ترامب وإدارته إحدى نتائجها التي يمكن أن تكون طويلة الأمد وليست لحظية، وبالتالي لا يمكن التعامل مع المناصرين والقواعد الشعبية من منطلق تحليلي جامد يصبغها بآراء وتطلعات غير متغيرة وغير متفاعلة مع الأحداث الخارجية وانعكاساتها على الداخل الأمريكي بشكل عام.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى