الجيوبوليتيکا، مصطلح، ما يزال يستخدم في أوساط الصحافيين والجامعيين والخبراء والمسؤولين السياسيين في سياقات مختلفة ومبهمة، هذه الالتباسات ما تزال تساهم في شق الجغرافيين وتوزعهم على مواقف متباينة إزاء هذا الوضع رأي المؤلف أنه المن المجدي طرح الرهان على الوجه التالي: إذا كانت الجغرافيا السياسية تعنى بالعلاقة بين الجغرافيا والسياسة، بينما تتناول الجيوبوليتيكا نزاع السياسة على الجغرافيا، فإن حسم السجال يبقى منوطة بما تتوصل إليه معالجات الباحثين للموضوعات المطروحة من فوائد علمية. إذ ذاك تتوضح المناهج من خلال النتائج. إلا أنه على مستوى آخر من البحث يمكن أن تشكل الجيوبوليتيکا مسعي عقلاني لفهم مجموعة التصورات والبراهين والأحداث التي تولد وتتولد منها صراع انساق اجتماعية ونصبة سياسية على الأراضي وهيئاتها الجغرافية، مما يجعل إشكاليتها تتراتب على النحو التالي:
أو تعيين المساحات الجغرافية المتنازع عليها وأوضاعها والأفكار المتعلقة بها. ثانيا: حجم النزاعات ومناحيها. ثالثا: کشف العوامل الجغرافية العامة (الطبيعية والبشرية والتاريخية والانتروبولوجية التي تحكم النزاعات. رابعا: استشراق السيناريوهات والمشاهد الجغرافية السياسية المختلفة .
وعلى ضوء ذلك، يبدو الشرق الأوسط، بما يحفل به من أحداث ومنازعات تجري على أرضه، فضلا عن موقعه المفصلي بين القارات الذي يجعل منه مركزة جغرافية لثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية، موضوع مغرية للجغرافيا والجيوبوليتيكا لم يكن الموضوع الأكثر إغراء في العالم. ولكن المؤلف في بحثه هذا يتناول الشرق الأوسط من منظور الجيوبوليتيکا وفق السياق المنهجي في تدرج إشكالياتها، فقد استقى من الجغرافيا العامة (الطبيعية والبشرية والاقتصادية) ومن التاريخ والأنتربولوجيا الثقافية المواد الضرورية للمساهمة في تحلیل جوانب متعددة ومحددة للشرق الأوسط، بغية الكشف عن مجارى الأحداث فيه والإحاطة بها، إضافة إلى سبر أعماقها واستطلاع اتجاهاتها. يقع البحث في سبعة فصول تندرج في ثلاثة أبواب: الباب الأول: تعيين وتحديد الشرق الأوسط. حيث ينطلق فيه المؤلف من السؤال التالي: ما هو الشرق الأوسط؟ الباب الثاني: يتناول المسألة الفلسطينية وموقعها في النظام الإقليمي الجديد، الباب الثالث: يتألف هذا الباب من محوري النفط والحياة وفيه يتناول المؤلف الانعكاسات الجيوانتروبولوجية والسياسية الأولويات التموين والتحديث في دول الخليج العربية، وخصوصا الكويت.
أستاذ في الجامعة اللبنانية – عضو الهيئة العامة لجائزة ـ فوتران لود (Vautrin Lud) الدولية للجغرافيا. – مارس التدريس في المعهد التطبيقي للدراسات العليا في باريس، وفي جامعة باريس الرابعة ـ السوربون. – اضطلع بمهام بحثيّة في المجلس الوطني اللبناني للبحوث العلمية، وفي المجلس الوطني الفرنسي للبحوث العلمية. – يشرف على سلسلة الجغرافيا الجديدة، التي تصدرها شركة جيوبروجكتس ـ بيروت. – له العديد من الكتب والدراسات والأبحاث باللغتين العربية والفرنسية. – يحمل مشروع تأسيس المدرسة اللبنانية العربية الجديدة في الجغرافيا والجيوبوليتيكا، وقد وضع مبادءها – في مؤلفيّن صدرا له عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في بيروت، هما الجغرافيا على المحك (2004) والجيوبوليتيكا: قضايا الهوية والانتماء بين الجغرافيا والسياسة (2006).