تحتل العلاقاتُ التركيةِ الإيرانيةِ مكانةً متميزةً في منطقةِ الشرقِ الاوسط، إذ تشكل تركيا وإيران الدولَ الفاعلةِ في المنطقة؛ وذلك بسبب المميزات الذاتية التي تمتلكها الدولتان، وبما أن المنطقة المحيطة تمثل بيئة خصبة لكلا الدولتين فأن هذا يعد عنصراً مهماً في تحقيق المنافسة في ظل علاقة الدولتين.
تتنافس الدولتان على المنطقة؛ ويرجع ذلك بسبب الاختلاف في طبيعة التوجهات الاستراتيجية التي تلقي بتأثيرها على هاتين الدولتين، بحيث نرى وجود هاتين الدولتين حاضراً في أزمات المنطقة لأن البلدين يعدان نفسيهما القوة الإقليمية التي تمتلك زمام الأمور في المنطقة.
بالرغم من عامل التوافق الذي تشهده العلاقات التركية الإيرانية إلا أن هنالك خلاف فيما بينهما حول طبيعة السياسة التي ينتهجها الطرفان في منطقة الشرق الأوسط؛ لأن اختلاف المصالح والرؤى التي يقوم عليها كلا البلدين تجاه المنطقة فضلاً عن الصراع على المناطق الحيوية الذي يعد السبب الرئيسي في اشعال التوتر في العلاقات التركية الإيرانية.
العلاقات التركية الإيرانية شائكة في الكثير من العوامل ويرجع ذلك إلى العمق التاريخي المهم وكذلك المتغيرات التي تشهدها المنطقة، إذ يغلب طابع التناقض على علاقة الدولتين نتيجة للتشعب الذي تتسم به توجهات هاتين الدولتين في المنطقة.
وأهم ما تتسم به العلاقات التركية الإيرانية انها لا تسير بخط ثابت، إنما تسير وفق ما تقوم عليها مصالح البلدين، وبذلك تشكل منطقة الشرق الاوسط منطقةَ صراع تركي إيراني من أجل تنفيذ أجندة السياسة الخارجية التي تقوم عليها توجهات الدولتين الخارجية، لكن تأثر البلدين بالمتغيرات الخارجية يمكن أن يكون عاملاً مهماً في تحقيق التقارب بين البلدين ولاسيما في ظل التحديات المشتركة التي يواجهها البلدان.
الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية
تحميل نسخة pdf – العلاقات التركية الإيرانية بعد عام 2011
الطبعة الأولى “2019″ – كتاب:- العلاقات التركية الإيرانية بعد عام 2011