هناك حقيقة غير قابلة للنقاش هي أن العلم والسياسة كانا بمثابة المنجنيق الذي هدم قلعة الميتافيزيقيا!
منذ عصر النهضة، لا سيما منذ أن بدأت الأفكار الثورية تطرق أسماع العالم، فيتوقظه، بدأت السياسية، بدورها، تثير في الشعوب، مثلها مثل العلم، التطلعات الشريفة والكريمة، وتبعث الآمال العريضة في قلوب البشر.
على إثر هذه الوعود السياسية الوردية، والبحوث يالعلمية، التي تبشر بقدوم ربيع الإنسان، ارتدى التاريخ عباءة النبوة، وفتح الإقتصاد كتاب الرؤيا، في أن علم الإجتماع أعلن نفسه عرافاً، كاهناً يسبر أغوار الآتي، بينما كشفت التكنولوجيا عن وجه ساحرة شيطانية تخطف اللباب بما تقدمه من اختراعات وأجهزة.
لكن كل هذا التطور والتقدم في شتى العلوم لم يستطع أن يغير شيئاً في المسائل الخالدة عند الإنسان، أو أن يحلها! فهلا يمكن حلها أبداً؟
إن المفهوم الدائري ليس سوى طريقة يمكن نفهم بها أن هذه المشكلات تتوالد على الدوام، بينما بدلنا التاريخ انها لا تتغير إلا بالمظهر والأشكال والشروط.
هذا الكتاب هو دليل القارئ إلى فهم آليات العمل السياسي وتطورها عبر التاريخ. إنه مادة غنية للقارئ العام ومرجع اساسي لا يستغني عنه الباحث لفهم جوهر السياسة