تعد عملية صنع القرار السياسي الخارجي لأي دولة من الموضوعات الأساسية التي عن طريقها يتمظهر السلوك الخارجي لها، والذي يعبر عن مواقفها العملية إزاء القضايا التي تحكم علاقاتها مع الدول الأخرى سواء أكانت تصارعية أم تعاونية أم تنافسية، وإن عملية صُنع وصياغة القرار السياسي لا بد لها من صناع للقرار، ولا بد للصناع أن يكونوا معا خبراء ورجال دولة في صياغتهم للقرار الذي يتم إتخاذه
وتنفيذه وتموضعه كسلوك خارجي للدولة في علاقاتها مع الدول الأخرى. إن صناع القرار رجال الدولة، خبراء السلطة، لا يتحركون في منطقة فراغ، وإنما تُمارس نحوهم، وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية أدوارًا مؤثرة متنوعة ومختلفة من حيث صنع القرار السياسي تخطيطا، واختيارا، وتنفيذاً، إذ تعود أهمية المؤثرات المتنوعة والمختلفة في صناعة القرار السياسي الخارجي الأمريكي إلى الحياة السياسية المفتوحة للمؤثرات المختلفة، لذا فهي تُعدّ عملية معقدة تحكمها من ناحية الدور العالمي للولايات المتحدة الأمريكية حتى في سياستها الداخلية، ومن ناحية أخرى تأثير نقل المعلومات وتحليل مضامينها والمرتبطة بالتطورات التكنولوجية في مجال الاتصالات، خصوصا (ثورة المعلومات ما بعد العصر الصناعي في موجتها الثالثة، وتمظهر معالم مجتمع تلك الموجة. إن اختيارنا لهذا الموضوع يرجع لاسباب عدة، أهمها تحديد مفهوم لـ (خبراء السلطة)، والمدى الذي يتضمنه ذلك الوصف.
شكرا للدكتور ـ نصار الربيعي الذي ارسل لنا الكتاب القيم