ان عالمنا المعاصر شهد ولا يزال يشهد مجموعة من المتغيرات والتحولات المهمة التي اثرت بشكل مستمر على الأمن العالمي وعلى العلاقات المتشابكة بين الدول بعضها ببعض وداخل الدولة نفسها، فقد تغير مفهوم الأمن من المفهوم التقليدي الكلاسيكي الذي كان مرتبطا بالحدود والجيوش، حيث أصبح الأمن ليس حماية
حدود الدولة وضمان سلامة أراضيها فقط وإنما يدخل في طبيعة استقرارها المحكوم بابعاد سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية واجتماعية متداخلة وعليه فقد تغيرت طبيعة التهديدات ومصادرها وأنواعها ومداها ونطاقها وأحجامها واصبح مفهوم الأمن مركبا متعدد الأبعاد والمستويات تبعا لثورة الاتصالات والمعلومات والتقنيات الجديدة المكسبة للمعرفت
ولذلك فإنه عند وضع السياسات الأمنية لأي دولة لا بد أن يؤخذ في الاعتبار الأوضاع الأمنية الداخلية والإقليمية والعالمية، ويأتي هذا كتاب دفاتر في الدراسات الأمنية الدولية من المقاربة الكلاسيكية إلى الاتجاهات الجديدة لمعالجة جملة الموضوعات البارزة في الدراسات الأمنية في شكل دفاتر مستقلة ومنسقة.
“محتويات الكتاب”