منهج تحليل الأزمة الدولية International Crisis Analysis Approach

By Prof. Dr. KAMAL MM ALASTAL

 

مقدمة عن مفهوم الأزمة

كلمة أزمة Crisis كلمة يونانية وقد دخلت معظم لغات العلم. وفي لغة الحديث العربية أيضا حيث نقول “كريزة”. ومن الصعب تعريف الأزمة لأن الكتاب درجوا على إستخدام هذا المصطلح بلا تمييز. فهناك أزمة قلبية وأزمة عاطفية وأزمة الخليج وأزمة ما يسمى بالشرق الأوسط وأزمة الطاقة وأزمة الديموقراطية والأزمة الحضارية…الخ. فالكلمة تستخدم على جميع المستويات الفردية والمحلية والإقليمية والعالمية على حد سواء. وقد أحصى أحد الكتاب عدد استخدامات كلمة أزمة في وسائل الإعلام فوجدها تربو على 120 استخداما.

وكان الكتاب المتخصصون في إدارة الأزمات يعرفون كلمة “أزمة” بأنها حدث مفاجئ غير متوقع ولا يستمر إلا لفترة قصيرة، وقد تم تغيير التعريف للدلالة على فترة قد تمتد إلى سنين.

ويحدد قاموس Webster معنى الأزمة بأنها عبارة عن “فترة حرجة أو حالة غير مستقرة تنتظر حدوث تغيير حاسم. هجمة مبرحة من الألم. كرب أو خلل وظيفي”.

ومما يزيد من صعوبة التعامل مع كلمة أزمة أن الناس يميلون إلى استخدامها على علاتها كأنها كلمة واضحة لا تحتاج إلى تفسير أو تعريف.

الإقليمي، أو على المستوى القومي.

عالم الأزمات:

نحن نعيش في عالم من الأزمات،عالم الكيانات الكبرى،والصراعات الكبرى، والمصالح المتعارضة، عالم لا مكان فيه لدولة قزميه أو متأقزمة،ولا احترام فيه لأي انقسام أو تشرذم.

فعلى سبيل المثال نجد أن المتتبع للاخبار الصحفية التي تنشرها الجرائد والمجلات ووسائل الأعلام الجماهيرية الأخرى، سوف يجدها لا تخلو من خبر عن الأزمات مثل:-

  • أزمة الطاقة، أزمة الثلوث، أزمة الكهرباء, أزمة المياه، أزمة الوقود، أزمة البطالة، أزمة المرتبات، أزمة القيم، أزمة الشرق الأوسط، أزمة السويس، أزمة كوريا، الأزمة الكوبية، أزمة الملف النووي الإيراني، الأزمة الاقتصادية، الأزمة الشركات المتعثرة، أزمة الإدارة، أزمة المخزون، أزمة التسويق، أزمة الديون، أزمة التعاونيات، أزمة الحاضر، أزمة الأحزاب، أزمة سعر الصرف، أزمة التأمين، أزمة المساكن، أزمة المواصلات، أزمة الغذاء، أزمة المرافق الصحية…الخ.

وغيرها الكثير مما تنشره الصحف وتنقله وسائل الإعلام عبر الأقمار الصناعية ووسائل الاتصال الجماهيرية المختلفة.

فالأزمات تحدث في كل زمان وفي كل مكان .. حدثت في الأزمنة القديمة،وتحدث في العصر الحديث، تقع في الدول المتقدمة، وتقع في البلدان المختلفة والنامية على حد سواء.

 

تعريف الأزمة وخصائصها

تعتبر الأزمة عن موفق وحالة يواجهها متخذ القرار فى أحد الكيانات الإدارية ( دولة، مؤسسة ، مشروع، أسرة ) تتلاحق فيها الأحداث، وتتشابك معها الأسباب بالنتائج، ويفقد معها متخذ القرار قدرته على السيطرة عليها، أو على اتجاهاتها المستقبلية. وللأزمة بهذا المنطق خصائص أساسية هى:-

  1. المفاجأة العنيفة عند انفجارها واستقطابها لكل الاهتمام من جانب جميع الأفراد والمؤسسات المتصلة بها أو المحيطين بها.
  2. التعقيد والتشابك، والتداخل، والتعدد فى : عناصرها، وعواملها ، وأسبابها، وقوى المصالح المؤيدة والمعارضة لها.
  3. نقص المعلومات وعدم وضوح الرؤيا لدى متخذ القرار، ووجود ما يشبه الضباب الكثيف الذى، يحول دون رؤية أي الاتجاهات يسلك.
  4. سيادة حالة من الخوف قد تصل الى حد الرعب من المجاهيل التى يضمها إطار الأزمة.

المدارس الفكرية لإدارة الأزمات

يرى الدكتور أحمد مختار الجمال أنه توجد عدة مدارس فكرية لإدارة الأزمات نذكر منها مدرستان:

المدرسة الأولى: تعادل إدارة الأزمة بالحل السلمي للأزمة. ويتحقق الهدف هنا بالسيطرة على الموقف وتجنب مخاطر جسيمة. فالأزمة وفقا لهذه المدرسة مرض خطير لابد من علاجه والشفاء منه بأسرع ما يمكن حتى لا يتفاقم ويؤدي إلى الوفاة.

المدرسة الثانية: تفسر إدارة الأزمات على أنها تدريب على شيء واحد هو الفوز.

وهذه المدرسة على العكس من المدرسة الأولى ترى أن الهدف هنا هو إخضاع الخصم والحصول على امتيازات وعدم إعطاؤه أية تنازلات. وبهذا تتعزز مكانة الدولة وقوتها في الساحة الدولية. فالأزمة هنا ليست عارضا مرضيا ولكنها فرصة لتعظيم المكاسب.. وبهذا تنظر هذه المدرسة إلى الأزمة باعتبارها مباراة صفرية Zero-sum-Game حيث المكاسب التي يجنيها طرف ما تعني بشكل تلقائي خسائر تنزل بالطرف الثاني. فإدارة الأزمة في مفهوم هذه المدرسة هي فن التأكد من أن إرادة الدولة ستسود، وأن مصالحها الحيوية سيتم المحافظة عليها بالكامل.

 

ادارة الأزمات والإدارة بصنع وافتعال الأزمات

فإدارة الأزمة هى كيفية التغلب عليها بالأدوات العلمية الإدارية المختلفة وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها.في حين أن الإدارة بالأزمات تقوم على افتعال الأزمات،وإيجادها من عدم كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل القائمة التي تواجه الكيان السياسي أو الإداري، فنسيان مشكلة ما، يتم فقط عندما تحدث مشكلة أكبر وأشد تـأثيرا، بحيث تغطي على المشكلة القائمة.

ومن هنا يطلق البعض على الإدارة بالأزمات علم صناعة الأزمة للتحكم والسيطرة على الآخرين ولفت انتباههم عن المشاكل الحقيقية. مثل انشغال الفلسطينيين بأزمات الانقسام والكهرباء والصحة والتعليم والوقود والبطالة والمعابر والسكن والضرائب…وتقليص الاهتمام بالقضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. حيث يتم افتعال أزمات وإشعال حرائق داخلية من أجل لفت انتباه الشعب الفشل في مواجهة المشاكل والتحديات الداخلية والخارجية.

ومن ثم للتعامل مع الأزمات المفتعلة أو المصنوعة يتعين أن تحصل على إجابات سريعة ووافيه عن الأسئلة التالية:-

  • كيف ظهرت الأزمة وتطورت أحداثها؟
  • من هم الأطراف الصانعة للأزمة سواء العلنيون أو الذين يعملون في الخفاء؟
  • لماذا تم صنع الأزمة في الوقت الراهن؟
  • ما هو الهدف الذي تسعي إلى تحقيقه قوى صنع الأزمة؟

ما هو المدى الذى لا يتعين أن تتجاوزه قوي الضغط الأزموي؟ وما هى المحاذير الموضوعة لكل منها؟والحدود المتفق عليها بينها؟

وتقوم عملية الإدارة بالأزمات علي خلق أزمة وهمية يتم من خلالها توجيه قوى الفعل السلوكي والسياسي والاقتصادي إلى تكريس الأزمة، أو الى سلوك معين بشأنها.

 

فـن إدارة الأزمات

إدارة الأزمات هي فن أيضا بمعنى أن ممارستها تعتمد على أشخاص يتحلون بقدرات ومهارات خاصة منها القدرة على الإبداع والتخيل والتقدير السليم، والتمتع بأعصاب ثابتة بحيث لا تهتز أثناء وقوع الأزمات، فضلا عن سمات أخرى تنمو بالتدريب واكتساب المعارف وصقل المهارات.

 

 

المراحل التي تمر بها إدارة الأزمات

كل أزمة تقريبا تحمل في طياتها مقومات نجاحها وكذلك أسباب فشلها. وهناك من يري أن هناك ستة مراحل لإدارة الأزمات:

المرحلة الأولى: تجنب الأزمة.

المرحلة الثانية: الإعداد لإدارة الأزمة..

المرحلة الثالثة: الإعتراف بوجود أزمة

المرحلة الرابعة: احتواء الأزمة.

المرحلة الخامسة: تسوية الأزمة.

المرحلة السادسة: الإستفادة من الأزمة.

مناهج تشخيص الأزمات

يعد التشخيص السليم للأزمات هو مفتاح التعامل معها، وبدون هذا التشخيص السليم يصبح التعامل مع الأزمات ارتجالاً، وأساس التشخيص السليم هو المعرفة والممارسة والخبرة والإدراك.

وفيما يلي عرض لكل منها:-

  1. النهج الوصفي التحليلي.
  2. المنهج التاريخي لتشخيص الأزمات.
  3. منهج النظم فى تشخيص الأزمات.
  4. المنهج البيئي.
  5. منهج دراسة الحالة لتشخيص الأزمات.
  6. منهج الدراسات المقارنة لتشخيص الأزمات.
  7. منهج الدراسات المتكاملة لتشخيص الأزمات.

نماذج ناجحة في إدارة الأزمات

من النماذج الناجحة في إدارة الأزمات: أزمة حصار برلين سنة 1948، وأزمة الصواريخ الكوبية عام 1961، وحرب أكتوبر 1973، حينما أعلنت حالة التأهب القصوى بين قوات الدولتين العظميين في 23 أكتوبر 1973 من نفس العام. وأخيرا حرب الخليج بين العراق وإيران في العامين 1987 و 1988 بعد تدخل القوتين العظميين. معالجة أزمة الملف والبرنامج النووي الإيراني عام 2014-2015.

نماذج فاشلة لإدارة الأزمات

ومن النماذج الفاشلة في إدارة الأزمات وهي التي أدت إلى نشوب حرب: الأزمة السابقة على حرب القرم عام 1954، وأزمة الصرب التي أشعلت نيران الحرب العالمية الأولى عم 1914، والحرب الإيطالية الأثيوبية عام 1935، وأزمة التدخل الصيني في كوريا عام 1950، وأزمة السويس عام 1956، وأزمة مايو التي قادت إلى حرب عام 1967 بين كل من مصر وسوريا والأردن مع إسرائيل.

 

تعريف الأزمة الدولية International Crisis

الأزمة الدولية حسب تعريف “كورال بيل” Coral Bell هي عبارة عن “المجال الزمني الذي تظهر فيه نزاعات ترتفع إلى الحد الذي تهدد فيه بتغيير طبيعة العلاقات القائمة”. اما “أوران يونج” Oran Young  فيرى بأن الأزمة الدولية عبارة عن “مجموعة أحداث تكشف عن نفسها بسرعة محدثة بذلك إخلالاً في توازن القوى القائمة في ظل النظام الدولي، أو أيا من نظمه الفرعية، بصورة أساسية وبدرجة تفوق في الدرجات الاعتيادية مع زيادة احتمال تصعيد الموقف إلى درجة العنف داخله”.

وتعرف الأزمة الدولية وفقا لما يراه شارلز ماكيلاند Chares Makeland ، وهو من رواد مدرسة تحليل النظم/النسق على أساس مظاهرها وتفاعلاتها الخارجية بأنها فترة انتقالية مابين الحرب والسلم واحتمال تصعيد جميع الأزمات الدولية لتصل إلى مرحلة الحرب، إلا أن معظمها يتضاءل بدون اللجوء إلى استخدام القوة من قبل الدول المتورطة في الأزمة…لكنه يرى بان الأزمة الدولية رغم خطورتها لا تؤدي بصورة دائمة إلى الحرب. وتارة تكون الأزمة بمثابة الوقائع الإجرائية التي تتعرى فيها والصلات القائمة بين سمة وأخرى او حالة التبدل في الحالات التي تلازم الأزمة والقرارات المتخذة وعملية صنعها والتعقيدات التي تكتنفها، فهي تقترن بحدث أو واقعة تدفع بالموقف إلى نقطة انعطاف قد تؤول به إلى أحد أمرين سلبا أو إيجابا، ويتمثل في هذين الأمرين، في السياسة الداخلية والسياسة الدولية، واستقرار وعدم استقرار، وعنف وعدم عنف، وحل ونزاع.

عناصر الأزمة الدولية

أما شارلز هيرمان Charles Hermann ، و هو من رواد مدرسة صنع القرار Decision-making ، فيرى ان الأزمة الدولية تنطوي على عناصر معينة تكون مدركة من قبل صناع القرار هي:

  • أعمال متوقعة من قبل الخصم.
  • إدراك أو تصور وجود تهديد.
  • إدراك الوقت المحدد لصنع القرار والرد عليه.
  • إدراك العواقب المهلكة لعدم الدر.

أما ميخائيل بريشر Michael Brecher,  فقد عرف الأزمة الدولية بانها حالة تميزها وتنبيء بقدومها أربعة أمور وتتلخص كما تراها المستويات العليا لصانعي القرار في ما يأتي:

  • الظروف المحيطة الداخلية والخارجية.
  • قيام تهديد للقيم الأساسية الحالية والمستقبلية.
  • تصاعد احتمال حدوث اعمال عنف عسكرية.
  • فرض وقت محدد يكون قصيرا للتعامل مع كل هذه المستجدات والتهديدات.

ويقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريشارد نيكسون أن المفهوم الأفضل للأزمة توضحi الطريقة التي يكتب بها الصينيون الكلمة… إذ يرمزون لها بشكلين: أحدهما يعبر عن الخطر Danger والآخر يعبر عن الفرصة Opportunity

تعريفات مختلفة لمفهوم الأزمة الدولية

ويورد طارق المغربي ومنى المطردي عدة تعريفات للأزمة الدولية حيث أنها ظاهرة دولية تعكس حالة توتر (قد تكون سريعة جدا احيانا) بين فريقين أو دولتين نتيجة خلاف في الرأي أو الموقف إزاء مسألة ما، وقد تتحول حالة التوتر هذه إلى حالة نزاع دولي محتمل أو فعلي، إما بصورة غير عادية او فجائية.

وتعرف الأزمة الدولية-ايضا- بأنها شكل خاص من اشكال التفاعل الدولي يقترن بذلك التحول المفاجئ في طبيعة العلاقة السائدة بين دولتين، والذي ينطوي على تهديد جدي لمصالح حيوية واحتمال الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة، فضلا عن ضيق الوقت.

إن البعد الديناميكي لتصاعد الأزمة الدولية او تراجع حدتها هو تعبير عن الديناميكية السياسية السريعة للأزمات الدولية من حيث انها حالة يتولد فيها حوادث كثيرة وشديدة تدعو الأطراف المنهمكين في أزمة إلى القيام بأفعال كما يتطلبه الحال ..حيث أن الأزمة تعبر عن وجود تهديد موجه إلى الأهداف والقيم التي يرعاها الأطراف المتأزمون، وأنهم عندما يخوضون في حالة أزمة عبورا في مراحلها يتمثلون في إدراكهم المحصلات الآتية بعد عيش الأزمة وإطفاء جذوتها. والواقع أنه-كما يرى طارق المغربي ومى المطردي- أنه كلما كانت الأزمة التي تنشأ بين دولتين أو أكثر في البيئة الدولية تمس الأمن القومي والمصالح الحيوية كلما كان رد الفعل سريعا، وعلى العكس من ذلك فإنه يكون رد الفعل أقل شدة وسرعة وذلك حينما لا يحصل أي انتهاك او مساس من شانه ان يقود إلى ضرر خطير بالمصالح الأمنية والحيوية والأهداف الوطنية العليا.

إن الأزمة تتفاقم عندما تكون المسألة الناشئة تمثل حالة يتعرض فيها أمن ومصالح دولية معينة للتهديد للأمن والمصالح الحيوية، فمعنى ذلك ان الأزمة قد نشأت بالفعل. لذا يمكن القول أن الأزمة الدولية هي ذلك الجزء الحاسم من الصراع الدولي الذي يتسم باحتدام تصاعد وتائره نتيجة مساسها بالمصالح القومية والقيم والمثل العليا، بحيث يشعر صناع القرار بتهديدها وتعرضها للخطر مما يتطلب سرعة الرد وتبرز احتمالية اندلاع الحرب خلالها نتيجة المفاجأة التي يحدثها مثل هذا التهديد، ويمكن تطورها بأحد اتجاهين: إما نحو التصعيد والوصول بها إلى حافة الحرب، وإما باتجاه التخفيض وامتصاص وتائرها وتلاشيها.

سمات وخصائص الأزمة الدولية

يورد طارق المغربي ومنى المطردي عدة سمات للأزمة الدولية والتي يغلب عليها طابع النسبية وكذلك العمومية. وهذه السمات يمكن إجمالها فيما يلي:

  • إدراك مظاهر انعطافات جديدة في سلوك الدول.
  • اتخاذ قرارات وإجراءات واضحة تقتضيها غدارة الأزمة.
  • الكثير من التهديدات والتحذيرات والوعود تبدو ظاهرة.
  • تداخل وتسارع الأحداث.
  • اتسام الموقف بالضبابية وعدم الوضوح في بعض الأحيان.
  • نتائج متقدم تقرر اتجاهات ومستقبل الأزمة.
  • في بعض المراحل قد يكون هناك فقدان في السيطرة أو ضعف قدرة السيطرة على الموقف.
  • سيادة جو من الحالات الطارئة المتصاعدة.
  • شحة المعلومات المهمة كما ونوعا فضلا عن الإرباك الذي تسببه المعلومات المضللة او التحليلات الصحفية المغرضة.
  • شعور كلا من فريقي أو فرقاء الأزمة بضغط عامل الوقت.
  • العلاقات المتبادلة تكون عرضة للتغير وبالاتجاهات التي تسير فيها الأزمة سواء نحو التصعيد او التهدئة.
  • بروز مظاهر القلق في البيئة الدولية.
  • ومن الجدير بالذكر أن دراسة ظاهرة الأزمة وتحديد سماتها يتطلب التركيز على النقاط الرئيسية في الأزمة و المتمثلة في الأطراف المشتبكة، المنطقة الجغرافية ، والبيئة الإقليمية والدولية التي يحتمل أن ينشأ فيها النزاع أو الصراع، درجة الشدة في مستواها الأقصى، عقد مقارنات بين قدرات ومواقف وادوار وأهداف الأطراف المتفاعلة في جو الأزمة والأحداث المباشرة التي دفعت بها، والتكتيك المستخدم من قبل جميع الأطراف.
  • ويبقى أن نشير أن من الأهمية القول أن أخطر ما في الأزمة هو المضاعفات التي يمكن أن تحدث نتيجة لتدخل طرف ثالث تتعرض مصالحه الحيوية للخطر مما يدفع الأمر إلى اتخاذ إجراءات مضادة تفضي به إلى اتخاذ موقفا إلى جانب أحد طرفي الأزمة وضد الطرف الآخر. ولما كانت البيئة الدولية متشابكة وحافلة بتداخل الأهداف والمصالح ، فإن دخول طرف ثالث قد يجر أطراف أخرى، بسبب انتمائها إلى حلف او معاهدة دفاع مشترك او اتفاقية تجارية، وهذا الشيء الذي يخشى منه ولكنه يبقى محتملا، هو اتساع رقعة المتداخلين في الأزمة مما يزيد ويفاقم من خطورتها ويجعل منها صراعا دوليا فعليا، على أسوأ حالات الصراع يمكن ان تدفع الأزمة باتجاه الحرب. وهذا ما يمكن الاصطلاح عليه بتعقيد الأزمة.

 

عناصر الموقف الأزموي والأزمة الدولية وطابعها الديناميكي International Crisis elements and Its Dynamic Character

هناك عناصر أساسية يتضمنها الموقف الأزموي هناك شبه إجماع عليها وهذه العناصر الثلاثة هي:

  • التهديد المرتفع (للقيم والمصالح والأمن القومي والأهداف مع إدراك القيادة السياسية للتهديد)
  • الإلحاح او ضيق الوقت المتاح (لاتخاذ القرار والضغط العصبي..)
  • المفاجأة (تقع الأزمة على نحو مفاجئ لصناع القرار) .

أولا: بالنسبة للتهديد للقيم والمصالح العليا :

of National Interest and Values Threat

يشعر صانع القرار في الأزمة الدولية بمعدل مرتفع من التهديد لأنه يتجه نحو المصالح العليا ويتجه إلى المس بقيمة من القيم الجوهرية للدولة والمجتمع وهذا التهديد يتجه إلى اكثر من قيمة ومصلحة في وقت واحد.

وإدراك القيادة للتهديد المرتفع هو أحد العناصر او الخصائص الأساسية المميزة لموقف الأزمة. وتوافر عنصر التهديد في حد ذاته لا يمثل أحد عناصر موقف الأزمة إلا إذا أدركته القيادة السياسية أو صانع القرار الرئيسي، وبالتالي فإن ما يدركه احد القادة على أنه تهديد للقيم والمصالح الرئيسية للدولة قد لا يكون كذلك بالنسبة لقائد آخر. ففي المجتمعات المتقدمة اقتصاديا واجتماعيا وتكنولوجيا وسياسيا أي المجتمعات الصناعية المتقدمة يوجد ترتيب هرمي للقيم متفق عليه. وهذه القيم استخلصها “مايكل بريتشر” من خلال دراسات استخدمت تحليل المضمون وهذه القيم متفق عليها في التصور الغربي ومرتبة كما يلي:

  • بقاء سكان الدولة.
  • استقلال الدولة كفاعل دولي.
  • التكامل الإقليمي للدولة.
  • استمرار النظام السياسي.
  • المصالح الاقتصادية.
  • القدرة التأثيرية للدولة في النظم السياسية الدولية.
  • الاستقرار المجتمعي.

أما في المجتمعات المتخلفة فلا يوجد ذلك الترتيب المتفق عليه للقيم والمصالح العليا، فهناك غياب للاتفاق حول تلك المنظومة، فالإدراك يختلف من قيادة لأخرى داخل نفس الدولة، فقد يدرك تحرك ما من جانب دولة خارجية على انه تهديد ينذر بأزمة من جانب القيادة السياسية لدولة ما، ولكن مثل هذا التحرك قد لا يترك على انه كذلك من جانب قيادة جديدة لنفس الدولة. وذلك يعود إلى أنه في ظل غياب الاتفاق العام في المجتمع بشأن هذه المنظومة وترتيبها يصبح التصور الحاكم هو تصور شخص واحد “الحاكم” وبالتالي فإن إمكانية التبديل والتغيير وارده مع تغير التصور بتغير شخص الحاكم نفسه. فما يدركه القائد “س” على انه تهديد من جانب الدولة “ب” لمصالح الدولة “أ” قد لا يدركه الحاكم “ص” على انه تهديد من جانب الدولة “ب” لمصالح الدولة “أ” .

ثانيا: الوقت القراري: Time Limit and pressure

في موقف الأزمة يدرك صانع القرار أن الوقت المتاح لصنع القرار والتحرك قبل أن يتغير الموقف هو وقت قصير محدود وإلا فإن القرار يصير غير ذي جدوى في مواجهة الموقف الجديد. فالأزمة بطبيعتها موقف يتكون من مواقف جزئية متلاحقة وسريعة ، كما ان التهديد المرتفع يخلق حالة “ضغط عصبي” في مواجهة موقف الأزمة. مما قد يدفع إلى أن ينحصر اتخاذ القرار في دائرة محددة من المشاركين في عملية صنع القرار، وقد يكتفي صانع القرار الرئيسي بنفسه في اتخاذ القرار ، ومثال ذلك قرار رئيس وزراء اسرائيلي الأسبق مناحيم بيجين بنفسه بقصف المفاعل النووي العراقي عام 1982 دون موافقة معظم القادة الإسرائيليين بما فيهم رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

والواقع أن هناك ازمات طويلة من حيث الفترة الزمنية وهناك ازمات قصيرة الأمد. ولذلك فإن كفاية الوقت المحدود لصنع القرار تختلف من أزمة لأخرى وفقا لمجموعة من العناصر أوردها طارق المغربي ومنى المطردي نقلا عن مصطفى علوي كما يلي:

  • العمر الزمني للأزمة: فهناك ارتباط عكسي بين عمر الأزمة والإحساس بوطاة الوقت القرار، فزيادة عمر الأزمة يعطي فرصة اكبر لجمع المعلومات ودراسة البدائل المختلفة ومن ثم يقل ضغط الوقت.
  • تعقد الأزمة وتشابكها: فالأزمة المعقدة هي تلك الأزمة التي يتوفر لها كثرة من الأطراف المشاركة فيها وتعدد قضايا الأزمة، وجوهرية تلك القضايا. وبصفة عامة هناك علاقة عكسية بين الأزمة وبين محدودية الوقت القراري. فكلما ازدادت الأزمة تعقيدا كلما دفع ذلك صناع القرار إلى محاولة إطالة أمد الأزمة ليستطيعوا مواجهة عناصر التعقد في الأزمة. وإستراتيجية “إطالة امد الأزمة” هو ما فعلته اطراف ازمة الخليج الثانية حتى 15 يناير 1991.
  • حدة الأزمة: هناك علاقة طردية بين حدة الأزمة والإحساس بوطأة الوقت القراري. فكلما زادت حدة الأزمة زاد الإحساس بوطأة الوقت القراي المحدود، فأزمة الخليج كانت ازمة حادة ومعقدة منذ بداية الاحتلال العراقي للكويت في شهر آب-أغسطس 1990 وحتى اتخاذ قرار الحرب وبدء العمليات العسكرية في 15 يناير-كانون الثاني 1991.
  • ميزان القوى بين أطراف الأزمة: وهذا له تأثير على الوقت المتاح ويرتبط أيضا بإدراك صانع القرار بشأن ذلك التوازن. فكلما أدرك صانع القرار ضعف قوة خصمه كلما قلل ذلك من إحساسه بضغط الوقت القراري المتاح. ولكن إذا كان ذلك الإدراك زائف ومشوه حيث يكون ميزان القوى متوازن او لصالح الخصم فإن ما يترتب عليه من تحركات تكون خاطئة، وهذا ينطبق على إدراك القيادة الإسرائيلية للقوة المصرية قبل حرب أكتوبر-تشرين ثاني 1973.

ثالثا: المفاجأة: Sudden surprise

موقف الأزمة موقف مفاجئ حيث تقع أحداث الأزمة على نحو يفاجئ صناع القرار. ولدى مدرسة صنع القرار كل موقف أزمة هو موقف مفاجئ بالضرورة، وهذه المفاجئة تؤدي إلى عدم التيقن الذي يضيف إلى حالة الغموض في موقف الأزمة.

إن احد الخصائص المميزة لموقف الأزمة كما يراها كل من “جيمس روبنسون” وتشارلز هيرمان” و “مارجيت هيرمان” يدور حول التساؤل هل موقف الأزمة هو موقف متوقع أم غير متوقع. فعلى سبيل المثل فإن غزو كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية في يناير-كانون الثاني 1950 كان غير متوقع بالنسبة لصناع القرار في واشنطن وفي العواصم الأخرى. وكذلك فغن اكتشاف الصواريخ السوفيتية في كوبا في بداية أكتوبر-تشرين ثاني 1962 كان مفاجئة لصانعي القرار الأمريكيين.

 

سبب حدوث الأزمات في البيئة الدولية Causes of International Crisis

لماذا تحدث الأزمات في البيئة الدولية؟ Why Does the Crisis Occur in International environment?

يجيب على هذا التساؤل طارق المغربي ومنى المطردي بالقول أن الوحدات الدولية الأساسية من أشخاص القانون الدولي (الدول) في النظام الدولي، هي وحدات مختلفة في إمكانياتها ومواردها وأفكارها ونظرياتها السياسية ومصالحها، وطبيعة التكوين البشري فيها، وتقدمها
أو تخلفها اقتصاديا وثقافيا وسياسيا وعسكريا، ونوعية توجهات صناع القرار، كل هذه المتغيرات أو بعضها يمكن أن يفضي إلى الاحتكام بين مجالات الأمن القومي والمصالح الوطنية. وفي حالة فشل أو تعثر الاستعانة بلغة وطريقة جادة للحوار كفيلة باحتواء الموقف فقد يتطور الأمر إلى حالة من سوء الفهم بين اللاعبين في الموقف الدولي مما قد يقود إلى حالة من التوتر القابلة بالتأثر بالظروف المحيطة بها والمؤدية في أحيان كثيرة إلى زيادة حدة التوتر الباعثة على قيام وحدوث الأزمة الدولية. (أحمد عبد البديع، إدارة الأزمات الدولية ودبلوماسية القوة، السياسة الدولية، عدد 111، يناير 1993، ص 123).

 

تعريف القرار وعملية صنع وتنفيذ القرار السياسي والأزمة الدولية

Political Dynamics and Decision-making process and Execution in International Crisis

تعني كلمة قرار او اتخاذ قرار لغويا الحكم بترجيح جانب على آخر وتعني إيجاد حل لمشكلة او التوصل إلى إقرار الشيء أو تبنيه او استعماله. وبالنسبة “لجون لونهردت” فإن صناعة القرار تمثل طور من الإجراءات التي تحول المشاكل إلى سياسة. وعادة لن يخلو القرار من تبريرات أيديولوجية، وقد يثير القرار ردود فعل من دول او مجموعات لها أيديولوجيتها الخاصة وهذا يؤدي إلى أن تأخذ المشكلة صورتها السياسية او تصبح مسيسة. (السيد عليوة وآخرون، 1978، ص 30 ومابعدها) .

وإذا كان القرار هو اختيار واع وعقلاني يتخذه صانع القرار أو مجموعة سياسية فإن “لوسيان سفيز” عندما يحدد وظائف القرار يعد هذا الأخير سلاح أسطوري بيد الحكام.

وتذكر نادية شكارة أن “لوسيان سفيز” يحدد وظائف القرار بما يلي:

  • أنه يسمح لصاحب القرار بالتحرك من أجل تغيير الواقع سواء داخليا او خارجيا.
  • يسمح للمواطن بان يتحمل الآخرين لفترة زمنية إلى حين تنفيذ القرار والوصول إلى النتائج المطلوبة والمتوقعة.
  • يهدف تنفيذ القرار إلى توزيع مهمات الدولة على مجموعة من الهيئات المتخصصة
  • يقدم القرار إمكانية القيام بالاختيار الأكثر موضوعية وتجريدا.

(نادية، شكارة، اتخاذ القرار في الأزمة الدولية، 1996، ص 12.)

 

مراحل صنع قرار الأزمة الدولية

Stages of International crisis Decision-making

رغم تعدد تعريفات اتخاذ القرار في الأزمة الدولية فإن هذه القرارات تعكس شخصية القائد، والأهداف التي يرمي إلى تحقيقها، وبيئة اتخاذ القرار. فالقرار كما يعرفه حامد ربيع أنه عقد العزم من جانب السلطة على اختيار أسلوب معين من أساليب التخلص من حالة من حالات التوتر التي تفرضها الممارسة السياسية. أما “وارن” فقد عرف القرار بوصفه الصياغة لإجراء عمل مع نية ثابتة لتنفيذه. (الأسطل، كمال، إدارة الأزمات، مجلة الشرطة،غزة، العدد (28)، ديسمبر-كانون الأول 1999، ص 11-12).

أما بالنسبة لمراحل صنع قرار الأزمة الدولية كما يوردها طارق المغربي ومنى المطردي فيه عملية ديناميكية كما يلي:

أولا: تحديد الموقف

ثانيا: تحديد الهدف.

ثالثا: مرحلة جمع المعلومات.

رابعا: مرحلة تقييم وتحليل المعلومات.

تحديد البديل.

خامسا: مرحلة اتخاذ قرار الأزمة الدولية.

(المغربي، طارق، المطردي، منى، 2010،ص ص 70 ومابعدها)

أهداف إدارة الأزمة الدولية Goals of International Crisis Management

  • يرى البعض كما يذكر طارق المغربي و منى المطردي ان الهدف من إدارة الأزمات هو تجنب القتال المباشر باستخدام القوات المسلحة، وهؤلاء يرون أن الردع هو الوسيلة الوحيدة لإدارة الأزمة بنجاح، بينما تطور الأزمة إلى قتال بين أطرافها يعني فشل الإدارة. والهدف من إدارة الأزمة هنا هو منع القتال بمعنى منع أي من أطراف الأزمة من توجيه الضربة الأولى ولا شك أن ضمان ذلك الطرف الثاني لقدرته على امتصاص الضربة الأ   ولى وتوجيه الضربة الثانية، فالذي يمنع الفعل الأول هنا هو القدرة على رد الفعل. (المغربي، و المطردي، 2010، ص 77).
  • ويرى البعض الآخر ان الهدف من إدارة الأزمة الدولية هو تجنب الحرب العفوية Inadvertent war وهي تلك الحرب التي لا يرغب فيها أي طرف من أطراف الأزمة. ومثال ذلك الحرب الكورية عام 1950.
  • في حين يرى البعض الثالث أن لإدارة الأزمة هدفان: الأول: هو تأمين الأهداف القومية، والثاني: هو العمل على عدم خروج الموقف عن نطاق السيطرة وتحوله إلى مرحلة التصعيد التي تقود إلى الحرب.

إذن هناك شبه اجماع على أن الهدف الأساسي من إدارة الأزمة هو تجنب اندلاع الحرب بين أطرافها وحل النزاع بالطرق السلمية. ورغم ذلك فإن الحرب قد تكون ضرورية لتأمين المصالح الوطنية وحماية الأمن القومي. اما تفادي الحرب فهو امر مرغوب فيه طالما توفرت الفرصة لتحقيق الأهداف السابقة دون الحاجة إلى التورط فيها. (المغربي، والمطردي، 2010)

إدارة الأزمات: دعوة إنشاء مركز قومي عربي لإدارة الأزمات

ضرورة إقامة مراكز عربية في كل دولة لإدارة الأزمات

كلمة أخيرة، وهي أن إقامة مراكز إدارة الأزمات وتدريب الكوادر اللازمة لهذه المراكز سواء في إدارة الأزمات أو التفاوض لا بد وأن يعمم على الوزارات والمحافظات والمؤسسات العامة، وأن يتخذ هذا التعميم شكلا قانونيا ملزما، ولا نترك الاختيار لكل وحدة، لأن المسألة لم تعد ترفا. ولا تحتمل التعلل بأعذار أو بأن هناك بدائل مثل غرف العمليات، لأن غرف العمليات تقوم بعد اندلاع الأزمة للتخفيف من آثارها.

ما هو المطلوب في مراكز إدارة الأزمات االعربية في حالة إنشائها :

  • تكوين مركز وطني لإدارة الأزمات، كما تتكون مراكز إدارة الأزمات في كل وزارة وكل محافظة وكل مؤسسة.
  • مراكز إدارة الأزمات لا يمكن الاستغناء عنها ببدائل موجودة مثل غرف العمليات التي تنشأ لمعالجة أزمة بعد وقوعها من موظفين بحكم مناصبهم ولا يكون لديهم أدنى فمرة عن إدارة الأزمات.
  • تتكون مراكز إدارة الأزمات من كوادر مدربة تدريبا عاليا على إدارة الأزمات عن طريق الدراسة المكثفة والدورات التدريبية المستمرة والزيارات الميدانية للمعاهد المشابهة في العالم وتنظيم الندوات المغلقة والعلنية وتشجيع البحوث والدراسات والسوابق لتكوين أدبيات كافية لهذا العلم الجديد علينا، حتى يمكن في النهاية التوصل إلى عدد كاف من الخبراء الدائمين في هذا المجال المسلحين بالعلم النظري والتطبيقي.
  • هؤلاء الخبراء يكونون المرشحين للعمل في مراكز إدارة الأزمات ولهم أن يستعينوا فيما بعد بالمتخصصين في كل أزمة من الدبلوماسيين وأساتذة الجامعات والباحثين والفنيين وقادة الفكر والإقتصاد والإعلام وغيرهم .

اختصاصات ومهام مراكز إدارة الأزمات

  • الوصول بلا عوائق إلى كافة المعلومات المتصلة بمجال عمل المركز مهما بلغت درجة حساسيتها.
  • وضع تصور لردود الأفعال المثالية في كل حالة وفقا لمتغيرات اللحظة المحدودة بحيث يمكن احتواء الأزمة دون الالتجاء إلى استخدام العنف كلما أمكن.
  • الدراسة الدقيقة للعوامل الإدراكية والسيكولوجية والعقائدية لدى صانعي القرار في الأطراف الأخرى في المنطقة وخارجها، وتجديد هذه الدراسة بشكل دوري، وذلك للمساعدة في حساب تصرفات هذه الأطراف عند وقوع أزمة سواء أكانوا أطراف أصليين أو فرعيين.
  • تطوير وإحكام أجهزة وعمليات صنع القرار فيما يتعلق بالمسئوليات والمعلومات والاتصالات، والاستفادة بالدراسات الحديثة في هذا الشأن، وتكوين مكتبة متجددة وترجمة أية مؤلفات أو أبحاث مستجدة باللغات الأجنبية.
  • الدراسة المستمرة لحالة الرأي العام والأوضاع الداخلية في دول العالم المتوقع حدوث أزمات فيها، وما يطرأ عليها من تغيرات.
  • التنسيق مع الأجهزة المختصة وإيجاد سبل الاتصال الحديث والسريع.
  • على المستوى العالمي إعطاء جهد أكبر لدراسة مفاهيم الأزمات وتطويرها وإدارتها وموازين القوى على المستوى النظري، مع إعطاء اهتمام خاص للدراسات التطبيقية والمقارنة بين الأزمات المختلفة.
  • الإشتراك في الندوات والمؤتمرات والدورات الخاصة بإدارة الأزمات ولإيجاد علاقة عمل مع مراكز الأزمات الأخرى.
  • التنسيق مع المركز الوطني لإدارة الأزمات المقترح وتبادل المعلومات والتحليلات والدراسات.
  • تنمية المهارات والقدرات لدى العاملين على كافة مستوياتهم وتدريبهم المستمر على الإشتراك في الإعداد لصنع القرارات وتنفيذها، وذلك عن طريق المهارات السياسية والإستراتيجية ومحاكاة المشكلات والأزمات السابقة والقائمة والمتوقعة، والمشاركة بندوات ينظمها مركز إدارة الأزمات المقترح.

الخلاصة

إن إدارة الأزمات موضوع في غاية الأهمية لكل حكومة أو مؤسسة حكومية أو غير حكومية. وهو موضوع من الصعب تدريسه بصورة جلية. فهناك العديد من الملامح غير المحددة.

 

المصادر لهذا الجزء كثيرة ومن بينها مقالة للسفير الدكتور أحمد مختار الجمال في مجلة السياسة الدولية، العدد 107، يناير 1992، ص ص 238-241

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button