تحليل السياسة الخارجيةدراسات شرق أوسطيةدراسات مغاربيةرسائل وأطروحات في العلاقات الدوليةنظرية العلاقات الدولية

هندسة السياسة الخارجية الجزائرية في ضوء الثوابت السيادية: قضية الصحراء نموذجا

تستدعي مواقف السّياسة الخارجية الجزائرية الثابتة إزاء مختلف القضايا الدّولية البحث والتمحيص، وهو ما سعينا القيام به من خلال موضوع الأطروحة الموسومة بـ: “هندسة السّياسة الخارجية الجزائرية في ضوء الثوابت السّيادية-قضية الصّحراء الغربية نموذجًا-” . إنّ مفهوم الثوابت السّيادية مفهوم أصيل خاصّ بموضوع هندسة السّياسة الخارجية الجزائرية، باعتباره جداء للثوابت الوطنية والسّيادة الوطنية، المستمدّ أساسًا من بيان أوّل نوفمبر 1954 الذي يعتبر وثيقة ميلاد الدّولة الجزائرية المعاصرة بتأصيله للثوابت السّيادية المتمثلة في وحدة التراب ووحدة الشعب والاستقلال. ويأتي بحث هندسة السّياسة الخارجية الجزائرية في ضوء الثوابت السّيادية لاستكمال بناء الهرم الذي قاعدته الثوابت السّيادية، وامتداداته المبادئ المتمثلة في:

عدم المساس بالحدود الموروثة عند الاستقلال، حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدّول. أمّا محوره فهو الاستقلال والمحافظة على الاستقلال الذي مثّل إستراتيجية هندسة السّياسة الخارجية الجزائرية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً.

يهدف البحث إلى تثمين السّياسة الخارجية الجزائرية من خلال رصد ثباتها وتمسّكها بالثوابت السّيادية في ظلّ الرّهانات الدّولية، بالإضافة إلى محاولة تقديم مقاربة جديدة في تحليل السّياسة الخارجية الجزائرية من خلال مفهوم هندسة السّياسة الخارجية الجزائرية الذي يجمع بين أكبر قدر ممكن من المفاهيم العديدة في ذات المجال من مثل: رسم وتخطيط وصنع، وتخطيط، … إلخ في مقاربة شاملة للسّياسة الخارجية الجزائرية في ضوء الثوابت السّيادية.

كما أنّ تطبيق هندسة السّياسة الخارجية الجزائرية تجاه قضية الصّحراء الغربية استندت أساسًا على أنّ الموقف الجزائري مستمدّ من الشرعية الأممية، ولأدلّ على ذلك من دعم الجزائر لمبدأ حقّ الشعب الصّحراوي في تقرير المصير، كما تمّ التوصّل إلى أنّ موقف الجزائر المساند للشرعية الأممية مرهون بمدى قدرة هذه الهيئة الأممية على أداء مهامّها، الأمر الذي برز لنا من خلال بحث منظور الصّحراويين والأجانب لقدرة الأمم المتحدة في إيجاد حلّ عادل لقضية الصّحراء الغربية؛ حيث أكّدت نتائج البحث الميداني حالة الوضع الرّاهن لقضية الصّحراء الغربية من منظور الصّحراويين أنفسهم، وتفاوت آراء الأجانب الذين شكّلوا عيّنة البحث بشأن قدرة الأمم المتحدّة في إيجاد حلّ عادل لقضية الصّحراء الغربية والتي عكست مواقف بلدانها: ألمانيا البراغماتية وفرنسا المعطّلة لمسار التسوية والسّويد المتردّدة، لتثبيت حالة الوضع الرّاهن الذي لا يمكن الخروج منه إلاّ بإرادة شعبية شاملة للشعب الصّحراوي.

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى