دراسات سوسيولوجية

القياس الكمي لتفكك البنية المجتمعية العربية – وليد عبد الحي

يشكل التباين في إيقاع التغير بين الأبعاد المختلفة للبنية المجتمعية الإنذار المبكر لعدم الاستقرار الشامل، ويزداد الامر سوءا إذا كان التسارع بين الإيقاعات ينبئ بهوة تزداد اتساعا ، وقد تبين لي من دراسة في 19 دولة عربية على 17 قطاعا(5 سياسية، و7 اقتصادية و 2 تقنية و3 اجتماعية) وقياس 161 مؤشرا للقطاعات ال 17( بواقع 11 مؤشرا لكل قطاع سياسي، 12 مؤشرا لكل قطاع اقتصادي، و4 مؤشرات لكل قطاع اجتماعي و 5 مؤشرات لكل قطاع تقني)، وتغطي فترة قياس من 1981- 1991، ومن 1992-2002، ومن 2003 إلى 2013..وتم قياس إيقاع التغير في حركية المؤشرات في كل مرحلة لوحدها، ثم قياس الفارق في إيقاع التغير بين المراحل ، وقد تبين لي من النتائج الأولية والتي آمل أن انتهي من تحليلها قريبا ما يلي:
1-كلما تحرك المؤشر التقني 11,2 درجة تحرك مؤشر المنظومة القيمية (1,9 درجة)( تم استخدام مقياس Milton Rokeach في الجانب القيمي, والمنحنى السوقي في الجانب التقني وتعميمه على القطاعات الاقتصادية والسياسية مع الاستعانة بمقياس جوزيف ستيجلتز Joseph Stiglitz )
وتبين لي أن ظاهرة الحضرية(Urbanization) هي الأكثر تأثيرا ،ومسؤولة بنسبة 44% من حركية التباين، وطبقا لمستويات التغير فإن الانهيار في البنيات الاجتماعية العربية بدأ يتجاوز حدود التذبذب المقبولة لبقاء البنية قائمة منذ عام 2009(وهو ما ارى انه يفسر الربيع العربي بقدر معين )، وعليه فإنه لن يعود لمستوى التذبذب المقبول حتى عام 2019 طبقا لمؤشرات القياس ، مع تباين في نسبته من دولة لأخرى إذا كانت السياسات المتبعة إيجابية وهو أمر يحتاج لمناقشة عميقة ،آمل ان انجزها خلال العام الحالي.
2- يقع القطاع السياسي في المستوى المتوسط، فكلما تحرك الجانب الاقتصادي 7,8 نقطة ، تحرك القطاع السياسي 4,8 نقطة، وتحرك القطاع التقني 9,1 درجة بينما لا تتجاوز حركة القطاع الاجتماعي( المنظومى القيمية وما شاكلها) سوى 1,9 درجة، وهو ما يعمق الهوة.
3- أن الفجوة بين تطور القطاعات تزداد وتتسارع بواقع 1,2 كل 10 سنوات، ذلك يعني أن الثلاثين سنة الماضية عرفت اتساعا للهوة بحوالي 3,6 + 0.7(فارق تسارع) = 4,3..علما أن الفجوة المحتملة لاستمرار الاستقرار هي 2,5 ( مقياس كوفمان مع تطويره).
واعتقد أن وظيفة الدراسات المستقبلية يجب أن تتجه في العالم العربي( وهو من باب الأمل ) إلى دراسة المستقبل للثلاثين عام القادمة بهدف تحديد آليات التناغم بين التطور في القطاعات…وهو أمر لدي تشاؤم كبير بخصوصه.. متمنيا ان يكون تشاؤمي في غير محله ويثبت خطأه.

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى