لمثل هذا اليوم، ساهمت إسرائيل في فشل التحول الديمقراطي
عامر مصباح
بغض النظر عن الخلافات حول مصدر وخلفية الربيع العربي، إلا أنه أنتج عزلة إقليمية لإسرائيل بسبب صعود قوى أقرب لشعوبها من سياسة التطبيع. لذلك تعالت الأصوات من أمريكا وأوربا بأن التحول الديمقراطي في المنطقة العربية سوف يزيد من عزلة إسرائيل؛ لأن القيادات الجديدة سوف تستجيب لشعوبها وليس للمطالب خارجية.
تحالفت إسرائيل سرا وعلنا مع بعض الدول العربية والغربية على ضرورة خلق الفوضى في دول التحول الديمقراطي، الحرب الأهلية في أخرى، والانقلاب العسكري في أخرى؛ من أجل المحافظة على مسافة العزلة بين الحكومات العربية وشعوبها، وخلق حالة من اليأس العميق داخل الشعوب العربية حول التغيير، القضية الفلسطينية، الديمقراطية، الأمل، المستقبل، التنمية…إلى المستوى الذي تبلد فيه الحس العربي-الاسلامي بحيث لم تستطع قضية حيوية تسمى الاعتداء على أحد المقدسات الكبرى في الاسلام وهو الأقصى تحريكه أو إيقاظه من غفوته.
الحقيقة أن تحريك قضية المسجد الأقصى في مثل هذا الوقت ما هو إلا جهاز حراري لقياس اتجاهات الرأي العام العربي والإسلامي نحو القضايا الأساسية للأمة، تمهيدا للقيام بالمهمة الأكبر وهي تصفية كل جماعات المقاومة لدولة الاحتلال في المنطقة: الفلسطينية واللبنانية. وهناك عدد من المؤشرات:
1) كفاح الدول الخليجية على تصنيف حركة حماس تحت فئة الإرهاب، وبالتالي لابد أن يتم تشكيل تحالف عربي إسرائيلي لتصفيتها بواسطة القوة العسكرية في قطاع غزة، وهي الشوكة في خاصرة الأمن القومي الإسرائيلي.
2)مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أمس بتجريد حزب الله من سلاحه وهو مصنف أمريكيا وخليجيا كجماعة ارهابية.
3)الحملة الإقليمية لتجفيف المحيط السياسي والاجتماعي للمقاومة تحت عنوان مكافحة التطرف وتمويل الإرهاب.
