اصدارات الكتب

كتاب حل الصراعات بين الأجيال: منهج من الفلسفة والاقتصاد والتجارب

صدر في بداية هذا الشهر كتاب مهم، عن مطبوعات Springer ،للدكتور توشياكي هيروميتسو Dr. Toshiaki Hiromitsu،تحت عنوان:

حل الصراعات بين الأجيال: منهج من الفلسفة والاقتصاد والتجارب

Resolving Intergenerational Conflicts: An Approach from Philosophy, Economics, and Experiments

مؤلف الكتاب هو الدكتور توشياكي هيروميتسو ،باحث ومسؤول حكومي رفيع المستوى في اليابان،و باحث زائر في معهد أبحاث السياسات بوزارة المالية بحكومة اليابان،وقد عمل على تطبيق الأساليب الأكاديمية، لتوضيح المخاوف السياسية التي تنشأ من خبرته المهنية. وينعكس عمله المهني في هذه الدراسة للقضايا بين الأجيال. وتشمل خبرته الأخيرة قضايا تتراوح بين خطط ضبط الأوضاع المالية وتصميم سياسات مواجهة الاحتباس الحراري. ويشكل تضارب المصالح بين الأجيال، القضية المركزية في أجندات هذه السياسات. لقد طبق الفلسفة والاقتصاد بما في ذلك الاقتصاد التجريبي،على هذه القضايا واقترح منهجيات لحل الصراعات بين الأجيال. وقد تم نشر النتائج كمقالات أكاديمية في كتاب عن القضايا بين الأجيال سنة 2022 في اليابان،حصل على جائزة نيكي للكتب الممتازة في العلوم الاقتصادية.

ويعد هذا الكتاب دراسة غير مسبوقة، لتحديات ما يمكننا القيام به للأجيال القادمة. إن العديد من صراعات المصالح المتنامية بين الأجيال، مثل تغير المناخ والاستدامة المالية، كانت نتيجة للتقدم التاريخي الجديد المتمثل في زيادة القوة البشرية، ويتطلب حل هذه الصراعات أخلاقيات جديدة بين الأجيال.

يقدم الكتاب أفكارًا جديدة لحل الصراعات بين الأجيال، من خلال استكشاف مجال جديد، تم تصوره في الفلسفة وتم تطويره في الاقتصاد، واختباره في التجارب في السياسات العامة.

ويتناول الكتاب أيضًا مدى فعالية دعوة ممثلي الأجيال القادمة، والتي يطلق عليها “أجيال المستقبل الخيالية”، إلى المداولات الخاصة بالقرارات السياسية الحالية.

ويدرس هذا الكتاب العلاقات الأخلاقية ،التي ينبغي أن توجد بين الأجيال المختلفة، بما في ذلك تلك التي لم تولد بعد. تبدو العلاقات بين الأجيال وكأنها أحادية الجانب ولمرة واحدة، تتدفق من الماضي إلى المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، ليس لهذه الاجيال تمثيل في الحاضر، ووجودهم يعتمد على تصرفات الناس في الحاضر. كما يتناول هذا الكتاب كيف نتعامل مع جيل المستقبل، ونقل ذلك في شكل مقترحات لمؤسسات وسياسات قابلة للتنفيذ.

ويرافع المؤلف لتجنب مشكلة التوفيق بين مصالح الأجيال المختلفة، كما يظهر في قضايا التغير المناخي وتراكم الدين العام. ويبين هذا الكتاب العلاقة الأخلاقية التي ينبغي أن توجد بين الأجيال المختلفة، ويقدم منهجيات لجعل تلك العلاقة حقيقة.

ولحل هذه المشكلة، تم النظر في ثلاث سمات للمنهج المتبع في هذا الكتاب. الأول هو أن هذا الكتاب يتناول المشكلة من خلال الجمع بين أساليب ونتائج فرعين: الفلسفة والاقتصاد. تهتم الفلسفة باقتراح تفسير جديد للالتزامات والقيم الأخلاقية التي ندين بها مع الإشارة إلى إطار نظري معين. ومع ذلك، فإن الاقتصاد يأخذ بعض الالتزامات والقيم كما هي، ويكشف عن عواقب تفاعلات الأشخاص الذين يتصرفون بناءً عليها.

يقدم هذا الكتاب من خلال التفكير الفلسفي، تصورًا مثاليًا لأخلاقيات الأجيال، مع بناء نموذج اقتصادي للكشف عن عواقبها الاقتصادية والاجتماعية. أما السمة الثانية لهذا النهج فهي إدخال التجربة الاقتصادية، للحفاظ على عمومية الحجة ،وتوسيع نطاق النقاش بما يتجاوز الاحتمالات النظرية، إلى ما يمكن أن يحدث في الواقع. يتم إنشاء بيئة تحاكي العلاقات بين الأجيال في المختبر، ويتم ملاحظة سلوك الأفراد. تشير هذه الملاحظات إلى ما قد يحدث بالفعل بين الأجيال، ويمكن بعد ذلك استخدام الاقتراحات المشتقة في المقترحات المؤسسية والسياسية.

السمة الثالثة لهذا النهج هي أن تفضيلات كل جيل ليست ثابتة بالضرورة. في حين أن الاقتصاد عادة ما يعتبر التفضيل مستقرا. وينظر هذا الكتاب في المواقف التي يتم فيها تحديد التفضيلات داخليًا ،ضمن سياق معين (منطق) ويبين أن المنطق محتمل في الواقع، من خلال نتائج التجارب الاقتصادية.

يقدم الكتاب مساهمة معتبرة في مساعدة صانعي السياسات والباحثين من تخصصات مختلفة، على تعميق فهمهم لقضايا التحديات بين الأجيال، وتوفير أدلة لمعالجها بشكل افظل وأعمق.

Mohamed Khodja

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى