الاستراتيجيات والتكتيكات الحديثة للمجموعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي
اعداد : د. محمد الطيار – باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمنية، أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكادير – جامعة إبن زهر – المغرب
ملخص :
نحاول في هذه الورقة التطرق إلى اوجه تطور اساليب نشاط المجموعات الارهابية بمنطقة الساحل الافريقي، و تشخيص مختلف الاستراتيجيات والتكتيكات الجديدة التي اعتمدتها مند التدخل العسكري الفرنسي بمالي سنة 2013، كما سنحاول تناول اساليب عمل فرنسا بالمنطقة في التصدي للمجموعات الارهابية ، قبل أن تعلن خلال السنة الجارية عن نهاية مهمة قوة برخان بالساحل الافريقي ، هذه القوة التى برهنت حصيلة اشتغالها طيلة مايقرب من حوالي ثماني سنوات، أن مهمتها لم تكن سهلة بالشكل الذي كانت تتصور باريس، فقد بزغ التهديد الإرهابي من جديد وبقوة اكبر مما سبق في منطقة الساحل، وأصبحت الهجمات اكثر فتكا ودقة، حيث نهجت أسلوب العصابات واستعمال الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، وأشكال الحرب غير النظامية الأخرى، وارتفع منسوب العنف اكثر مما سبق، وتوسع نشاط الجريمة المنظمة، وتضاعف عدد الهجمات التي أعلنت الجماعات المتطرفة العنيفة مسؤوليتها عنها، وتعلمت الجماعات الإرهابية بسهولة وبشكل سريع كيفية التغلب على دفاعات القوات المالية والفرنسية، وأصبحت مقرات وعناصر بعثة الأمم المتحدة أكثر انكشافا، واتسعت بذلك رقعة المعضلة الامنية القائمة، كما وسعت الجماعات المتطرفة نطاقها الجغرافي حيث تمدد نشاطها ليشمل بشكل اكثر حدة كل من النيجر وبوركينافاسو فضلا عن شمال ووسط مالي.