كتاب ” التنافس الدولي و الاقليمي في العراق و انعكاساته على علاقاته الخارجية بعد الاحتلال الأمريكي ”
المؤلف: جاسم يونس الحريري
سنة: 2016
بعد الاحتلال الأميركي على العراق عام ۲۰۰۳ برز نوع من التنافس الاقليمي ، والدولي داخل الساحة العراقية ، مما خلق ضغوطات سياسية، وجيوسياسية، وحتى أستراتيجية على المشهد السياسي العراقي ، وما سهل من ازدياد ، وفعالية ذلك التنافس ، ضعف ، وهشاشة الساحة العراقية نتيجة لمجموعة من الأزمات الداخلية التي أستفحلت بعد۲۰۰۳ فمن الصراع الحزبي بين الكتل السياسية إلى تدهور الملف الامني ، إلى ضعف الخدمات الاساسية للمواطن العراقي ، وأنتشار الفساد السياسي ، والاداري ، والحكومي ، وهيمنة الولاءات الفرعية الاثنية ، والطائفية التي زرعها الاحتلال الامريكي على الولاء الوطني ، إلى التضخم في الاقتصاد العراقي ، وضعف الواقع الزراعي ، والصحي ، وأنتشار الامراض المستعصية ، والولادات المشوهة ، بسبب استعمال الاحتلال الامريكي اللاسلحة المحرمة دوليا (اليورانيوم المنضب) ضد الشعب العراقي. لقد برز الامريكان في دائرة التنافس في العراق ، لانهم تبنوا استراتيجية خلق ديمقراطية يمكن أن تنمو هناك ، ليصبح الانموذج الذي قد يطبق في المنطقة وخاصة في الدول الخليجية الستة في مجلس التعاون الخليجي ، كنوع من الضغط عليها لابقاءها تحت الهيمنة الامريكية ، فمن جانب تهدد واشنطن دول مجلس التعاون الخليجي بضرورة تحديث هياكلها السياسية ، تناغما مع الثورات العربية عام ۲۰۱۱ ، لكنها لاتعمل على أيصال الامور داخل تلك الدول إلى مستوى الانفجار الداخلي الذي يهدد الانظمة الخليجية التي تتناغم مصالحها معها ، فهي تبقي قواعدها ، وأساطيلها لحماية تلك الأنظمة ، في مقابل تسهيل تلك الدول تزويد الغرب ، والولايات المتحدة الامريكية بالبترول من دون نسيان التلويح بعصا الديمقراطية وفق القياسات الأمريكية كما حدث في العراق ، والتي تخشى منها تلك الدول ، لانها تهدد التوازن في القوى الماسكة بسدة الحكم في حالة مشاركة الطوائف التي توصف بأنها مهمشة في الخليج (الشيعة في عملية صنع القرار ، بجانب الطوائف الأخرى الماسكة بالحكم في تلك الدول السنة) لان تلك الدول تعتقد أن حصول ذلك يعتبر نوع من أنواع التمدد الاقليمي (الايراني) فيها وفق نظرية خاطئة …