...

ارتدادات الجائحة: عشرة اتجاهات عالمية مرتقبة في عام 2022

تُثار التساؤلات حول مستقبل التحولات الدولية المختلفة خلال عام 2022، خاصةً في ظل استمرار جائحة كورونا وقدرتها على تشكيل أبرز القضايا الأولوية المُلحَّة. وفي هذا الإطار، فقد نشر موقع “إيكونوميست” تقريراً بعنوان “عشرة اتجاهات مرتقبة في العام القادم”؛ إذ يشير التقرير إلى القضايا العشر الأكثر أهميةً خلال العام المقبل؛ إذ ستطغى الحاجة إلى التكيف مع الحقائق الجديدة فيما بعد جائحة كورونا، سواء في المجالات التي أعادت الجائحة تشكيلها، مثل العمل عن بُعد، ومستقبل السفر، أو فيما يتعلق بصعود الصين وتزايد المنافسة مع الغرب، وتسارع وتيرة تغُير المناخ، وهو ما يمكن توضيحه على النحو التالي:

1– امتداد التنافس الأمريكي الصيني لمجالات مختلفة: وفقاً للتقرير، سوف يستمر التنافس بين الصين والولايات المتحدة في كل شيء، ويمتد من التجارة والقواعد التقنية واللقاحات، إلى المحطات الفضائية. وبينما يحاول الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، حشد العالم الحر تحت راية الديمقراطية، فإن دولته المنقسمة والمختلة وظيفياً، تتعارض مع ذلك.

2– مخاوف توطن فيروس كورونا في الدول الفقيرة: بحسب التقرير، سيكون هناك المزيد من اللقاحات في الفترة القادمة، كما سيتم تصنيع حبوب جديدة مضادة للفيروسات. وعليه، لن يكون الفيروس مهدداً لحياة الذين تم تلقيحهم في العالم المتقدم، ولكن في العالم النامي، سيظل يُشكل خطراً قاتلاً. وما لم يتم تكثيف نشر اللقاحات، سيصبح فيروس كورونا مجرد مرض آخر من بين العديد من الأمراض المتوطنة التي تصيب الفقراء دون الأغنياء.

3– مواجهة بعض الدول صعوبة في التكيف مع “كورونا”: وفقاً للتقرير، ينتعش النشاط مع إعادة فتح الاقتصادات، لكن الدول التي اتبعت استراتيجية “كوفيد الصفرية”؛ والتي يتم فيها تنفيذ إغلاق صارم في حالة اكتشاف إصابة واحدة، ثم إخضاع جميع مَن في دائرة الإصابة للاختبار، مثل أستراليا ونيوزيلندا، تواجه صعوبة في إدارة الانتقال إلى عالم يستوطن فيه الفيروس. وفي الوقت نفسه، تقلصت رحلات الأعمال التجارية إلى النصف، كما تأثرت السياحة كثيراً.

4– شكوك حول إمكانية تراجع التضخم في الفترة القادمة: أدت اضطرابات سلاسل التوريد والارتفاع الحاد في الطلب على الطاقة إلى ارتفاع الأسعار. وبالرغم من ادعاء محافظي البنوك المركزية أن ارتفاع الأسعار مؤقت، فإن هناك شكوكاً كبيرة في ذلك. وفي هذا السياق، نجد أن بريطانيا معرضة بوجه خاص لخطر التضخم المصحوب بركود اقتصادي بسبب نقص اليد العاملة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي واعتمادها على الغاز الطبيعي الباهظ الثمن.

5– حرص متزايد من قبل الأفراد على العمل من المنزل: هناك إجماع واسع على أن المستقبل سيكون “مختلطاً”، وأن المزيد من الأفراد سيقضون أياماً أكثر في العمل من المنزل. لكنْ هناك خلاف كبير حول التفاصيل حول عدد أيام العمل، وهل سيكون ذلك عادلاً أم لا؟ وتظهر الدراسات الاستقصائية أن النساء أقل حرصاً على العودة إلى العمل في المكاتب؛ لذا فقد يخاطرن بالتخلي عن الترقيات. كما تزداد النقاشات حول القواعد الضريبية ومراقبة العُمَّال عن بُعد.

6– تركيز الشركات الصينية على التكنولوجيا العميقة: تحاول الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا، كبح جماح عمالقة التكنولوجيا لسنوات، لكنهم مع ذلك، لم يُحدثوا تأثيراً بعد في معدلات نموها أو أرباحها. والآن أخذت الصين زمام المبادرة؛ حيث يرغب الرئيس الصيني “شي جين بينج”، في أن تُركز الشركات الصينية على “التكنولوجيا العميقة” التي توفر ميزة جيوستراتيجية، لا على التقنيات العبثية مثل الألعاب والتسوق. ولكن يبقى السؤال: هل سيعزز ذلك الابتكار الصيني؟ أم سيخنق ديناميكية الصناعة؟

7– اشتداد المعركة حول العملات الرقمية والمشفرة: وفقاً للتقرير، هناك محاولات لتدجين العملات المشفرة، في ظل تشديد الجهات التنظيمية للقواعد؛ حيث تتطلع البنوك المركزية أيضاً إلى إطلاق عملاتها الرقمية. وعليه، فالنتيجة هي معركة ثلاثية من أجل مستقبل التمويل، بين حشد التمويل اللامركزي الذي يعتمد على العملات المشفرة، وشركات التكنولوجيا التقليدية، والبنوك المركزية. ومن المرجح أن تشتد تلك المعركة في عام 2022.

8– الحاجة إلى تعاون الغرب والصين في مجال المناخ: على الرغم من زيادة حرائق الغابات وموجات الحر والفيضانات، فإن هناك تقصيراً كبيراً من صناع القرار السياسي عندما يتعلق الأمر بالتصدي للتغيرات المناخية. وعلاوة على ذلك، تتطلب عملية إزالة الكربون، تعاوناً من الصين والغرب، في حين يتعمق التنافس الجيوسياسي بينهما.

9– بدء السفر السياحي وصناعة الأفلام في الفضاء: سيكون عام 2022، هو العام الأول الذي يذهب فيه المزيد من الأشخاص إلى الفضاء مسافرين، عن طريق الشركات السياحية الفضائية المتنافسة. ومن المقرر أن تُنهي الصين محطتها الفضائية الجديدة، كما سيتنافس صانعو الأفلام على صناعة المزيد من الأفلام في الفضاء.

10– أدوار سياسية للمنافسات الرياضية العالمية: أشار التقرير إلى أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وكأس العالم لكرة القدم في قطر، ستكونان بمنزلة تذكير لكيفية جمع الرياضة لدول العالم معاً، وأن العديد من الخلافات يُمكن أن تنتهي بالأحداث الرياضية الكبيرة.

المصدر:

– Tom Standage, ten trends to watch in the coming year, The World Ahead 2022, The Economist, November 8, 2021.

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button