مجلة السياسية والدولية 2020, المجلد 2, العدد 43, الصفحات 143-177
ترتكز السِّياسة الخارجية الأميركية على تحقيق المصالح الذاتية بعيداً عن مصلحة الأطراف الأخرى في النظام الدَّوْلي، حيث تعتبر البراغماتية أو النفعية من السِمَات الأساسيَّة في الفكر الإستراتيجي الأميركي، وهي من المذاهب الفلسفية الّتي تعتمد على المنفعة في الأفكار والنظريات مهما تكن، إذ الغاية والنجاح هما الحكم والفيصل في قياس مدى أهميَّة الفكرة، وقد أخذت البراغماتية حيزاً واسعاً في النظام العالمي، وأصبحت المذهب السِّياسيّ والإقتصادي الرسمي للولايات المتَّحدة، إذ تبلورت من خلال المراحل التاريخية لتصبح الصفة المميِّزة للنظام الرأسمالي، لا سيّما بعد الانتعاش الفلسفي والفكري للقارة الأميركية أو ما يُسمَّى بالعصر الذهبي ليكون المذهب البراغماتي عاملاً مهماً في بناء الإمبراطورية الأميركية المعاصرة، والّتي تسعى إلى استثمار الأدوات الديمقراطية لتحقيق المصالح الإستراتيجية في العلاقات الدَّوْلية، إذ تعتبر الديمقراطية من الوسائل المهمَّة للضغط على الدُّوَل المناهضة للسِّياسة الأميركية.